-فى الثانى عشر من ابريل العام 2016 ادعى النظام ان دارفور اصبحت خالية من التواجد المسلح للحركات المناهضة له وذلك بعد ان شن هجوما واسعا على مناطق جبل مرة بولاية وسط دارفور وهى مناطق خاضعة لسيطرة قوات حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.. - فى الخامس من شهر مايو من نفس العام اى بعد ثلاثة اسابيع وتحديدا بعد 23 يوما فقط من تاريخ انتهاء تلك العمليات الوحشية ، وجه وزير التعدين محمد صادق الكارورى بايفاد فريق جيولوجى ، لاجراء مسوحات جيلوجية لاول مرة فى نفس تلك المناطق من جبل مرة التى سيطر عليها الجيش ومليشيات الجنجاويد، وصرح وزير التعدين فى لقاء مع والى وسط دارفور ان الولاية بها شواهد تعدينية جيدة . والى وسط درافور بدروه قال ان الهدف من المسوحات هو ايجاد مستثمرين فى قطاع التعدين ووضح ان المسوجات السابقة فى الولاية اثبتت ان بها العديد من المعادن . هذه التصريحات الفجة المباشرة فضحت وبجلاء تام الهدف المباشر لتلك العمليات العسكرية فى جبل مرة وهو السيطرة على مناطق (بها شواهد تعدينية جيدة ) واجراء المسوحات الجيلوحية فيها وتسلميها للمستثمرين ، اذا لايعقل ان تكون الوزارة قد جهزت فريقها الجيلوجى وعقدت الاجتماعات واطلقت تلك التصريحا ت فى اقل من شهر دون برمجة مسبقة وتنسيق متواكب مع مسار احداث تلك العمليات العسكرية البشعة .. بحيث يكون فريق التعدين هو الاول وصولا الي المناطق التى استولى عليها الجنجاويد والجيش النظامى قبل استدعاء او السماح بدخول اى منظمات انسانية او اغاثية .. - تلك العملية العسكرية / التعدينة لا تنفصل مطلقا فى الصورة الكبرى عن كيفية تسير الدولة السودانية ولا عن تركيبة المصالح التى تتحكم فى سياسة النظام، فى اشعال تلك الحرب المدمرة والتعنت فى الوصول الى اتفاق سياسى شامل لانهاء الصراع بكامله، فالنظام استغل ثروات دارفور المعدنية بابشع طريقة ممكنة ، ووابرز مثال لذلك منطقة جبل عامر الغنىة بالذهب ، والتى وضعها النظام تحت امرة حميدتى قائد الجنجاويد الاول فى دارفور ليفرض ما يشاء من رسوم وجبايات على كافة المعدنين والعاملين فى خدمات التعدين، بل قيل ان الامر وصل به الى انشاء شركته الخاصة للتعدين عن الذهب والذى قيل ايضا انه يباع مباشرة خارج السودان دون المرور ببنك السودان ، المحصلة الاخيرة لانتاج (المعادن) فى جيل مرة لن تختلف كثيرا عن مصير ذهب جبل عامر سواء سواء منح حميدتى زمام السيطرة عليها ام بقيت بيد النظام فكل اموال النفط والذهب المنتج سابقا قد ذهبت لتمويل حروب النظام واجهزة امنه القمعية .. اما بالنسبة لمجزرة نيرتيتى البشعة والتى ارتكبت فى اليوم الاول لهذا العام فهى لاتعدو ان تكون احدى تفاصيل سياسات عصابة الاجرام الحاكمة فى الخرطوم والمتلخصة فى ممارسة اكبر قدر ممكن من تهجير و ابادة وتشريد المجموعات السكانية للاستيلاء على مزيد من الموارد وخاصة الموارد سريعة البيع والعائد كالمعادن و الاراضى #كلنا_نيرتيتى يوسف حسين