واصل وزير المعادن الاتحادي كمال عبد اللطيف عبد الرحيم جولاته الماكوكية بمواقع التعدين الوطني، حيث زار أمس الأول ولاية غرب دار فور. الزيارة استغرقت «4 » ساعات تم فيها حشد كبير وعمل وإنجاز قوي في مجال التعدين، حيث ضم الوفد خبراء من وزارة المعادن والجيولوجيين ووفداً علمياً ضخماً، و وقع مذكرة تفاهم مع حكومة الولاية بحاضرة الولاية الجنينة، حيث شارك الوزير على هامش الزيارة في برنامج اعدته وزارة الشئون الإجتماعية والشباب والرياضة بتوزيع كيس الصائم على الفقراء والمساكين. وايضا شارك الوزير كمال عبد اللطيف في عدة برامج بالولاية خلال الزيارة الخاطفة. وكشف اجتماع مشترك ضم ولاية غرب دارفور ووزارة المعادن عن تنسيق مشترك في المرحلة المقبلة لاستغلال الموارد المتاحة بالولاية لمصلحة المواطن، والشروع فى إدخال أجهزة حديثة لزيادة التنقيب عن المعادن. وحدد الاجتماع الذى ضم حكومة الولاية ومختصي مجلس الذهب المكون من وزارة الصحة والجيولوجيا والأمن، عن هدف مشترك تسعى إليه الوزارة والولاية من أجل التنسيق المشترك لإستغلال الموارد المتاحة المتعلقة بالذهب والحديد واليورانيوم والبترول وكل أشكال المعادن الأخرى. واكدت ولاية غرب دارفور على لسان الوالى حيدر قالوكوما حرصها على مد الوزارة الإتحادية بكل المواقع المتاحة للتعدين بالولاية، وإستجلاب الشركات العاملة فى مجال التنقيب عن الذهب، فيما حدد الدكتور كمال عبد اللطيف وزير المعادن عن أربع قضايا أساسية تهتم بها الوزارة أولاها قضية الصحة للمعدنين والبدء فى تطعيم كافة المعدنين بالولاية فى اماكنهم ، حوالى(50) ألف معدن بجانب الاهتمام بقضية البيئة خاصة فيما يتعلق باستخدام الزئبق. وقال لقد قطعنا شوطاً كبيراً فى جلب المعدات من جنوب إفريقيا والفلبين لتخفيف العبء على المعدنين، وتقليل خطر إستخدام الزئبق، ثم الشروع فى مضاعفة الانتاج عبر أجهزة سوف تدخل قريبا الى البلاد لرفع نسبة الاستخلاص، ثم مكافحة التهريب خاصة فى المناطق البعيدة من المركز. وقال نريد عمل شراكة مع بنك السودان من أجل إيقاف التهريب . مؤكدا فتح نافذة لشراء الذهب بالجنينة لتكون قريبة من مناطق الانتاج، مبينا ان مواقع التعدين التقليدى اضحت أكثر أمنا وأمانا فى كل السودان. وعزا ذلك الى وجود توافق بين المجتمعات التى تعمل فى المناطق التعدينية، وذلك حرصاً على مصالحهم المشتركة. مشيراً إلى البدء فى تخريط وتحديد مربعات جديدة بولاية غرب دارفور عقب فترة الخريف لتحديد المواقع التعدينية والمواقع التى بها موارد. وقال سوف نطرح المربعات للمستثمرين بالتنسيق مع الولاية. والتمس الوزير من الولاية تبليغ الوزارة أولاً بأول فى كل ما يلى التعدين بالولاية، خاصة الشركات، مبينا ان وزارته تعلم جيداً عن كل الشركات التى لديها قدرات فنية مالية فى ظل وجود قاعدة بيانات عن الشركات التى تعمل فى المجال المعني. مبيناً أن الهدف من مذكرة التفاهم هو تنظيم العلاقة مع الولاية فيما يتعلق بالتعدين وحفظ حقوق كل الأطراف: المعدنين والولاية والوزارة. ومن جانبه قال المهندس محمد سليمان مدير المسوحات الجيولوجية بوزارة المعادن ان ولاية غرب دارفور وفقاً لآخر الاحصاءات تتمتع بإمكانات كبيرة فى مجال المعادن وبقية الموارد الاخرى. مشيرا الى وجود صخور كثيرة بها العديد من المعادن خاصة الحديد الذى يحتاج الى دراسات كبيرة حتى يكون إقتصادياً يسهم بصورة فاعلة فى الاقتصاد الوطنى، ويكون فاعلا بجانب المواد المشعة فى منطقة جبل مون وأحجار كريمة فى منطقة كلبس، إضافة الى العناصر النادرة التى تستخدم فى أجهزة الموبايل «البولكان» والكاوقيل الذى يستخدم فى الرخام اضافة الى الأحجار الصناعية كالجرانيت، مؤكدا السعي الى تطوير الموراد اقتصادياً لتعود على البلاد بالخير والنفع .إلى ذلك رأى وزير التخطيط الاستراتيجي بالولاية ضرورة الخطوات العملية فى مجال التعدين والتخريط بالولاية لاجل إستغلال الموارد المتاحة، مبينا أن هنالك جبالاً بالولاية تزخر بالمعادن خاصة الحديد، قائلا إن المنطقة الشمالية بالولاية مليئة بالصودا. وفى ذلك اكد وزير المعادن التزام وزارته بتذليل كافة الصعوبات التى تواجه المعدنين، قائلاً نريد شراكة بين الوزارة والولاية، ونحرص على إعطاء الولايات فرصة اكبر لإدارة شأن التعدين، مشيرا الى مخاطبة كل الولايات بتخصيص وزير مختص عن شؤون المعادن ثم تكوين مجلس تنسيقى بهدف زيادة مواقع التعدين والحرص على المعدنين فى مواقعهم وتقديم كافة الخدمات لهم. وقال الوزير إن الزيارات إلى الولايات اثمرت عن دخول الشركات التى وقعت عقوداً مع الوزارة واستلامها لمواقعها فى مجال التنقيب بعد أن حدث تنسيق كامل بين الولايات والوزارة المعنية فى مجال المعادن، بجانب حدوث إستقرار لمواقع التعدين الأهلى بعد إنتشار كل الأجهزة الأمنية والشرطية بمواقع التعدين،اضافة الى إعتماد سياسة التحالفات الجديدة بتجميع الشركات التى تعمل بالولاية بعمل إتفاقية إطارية توقع عليها كل الشركات، مشيرا الى تنفيذها فى البحر الأحمر والقضارف، ومن ثم نهر النيل وجنوب كردفان للتوقيع على اتفاقية اطارية أهم بند هو أن تعمل الشركات لمصلحة المواطن وتقديم الخدمات له, اضافة الى تأسيس صندوق الخدمات الإجتماعية، وعمل لائحة لإلزام الشركات بتقديم الخدمات للمواطن بناءً على حاجته ، كما أن التعدين اضحى أولوية فى كل ولاية قمنا بزيارتها . إلى ذلك قال والى غرب دارفور إن التعدين بالولاية بدأ فى وقت متأخر جداً، وأول مؤشر كان فى محلية «كرينك»، وهنالك بعض المناطق تريد تسهيلات فى مجال توفير المعدات، ولم نستطع توفير المعدات، وطلبنا منهم العمل بالامكانات الذاتية والاهلية حتى نستعين بالوزارة. وفى مقبل الأيام سوف ندخل أجهزة حديثة للتنقيب عن الذهب . أما عن المشاكل الأمنية ، فأكد أن ليست هنالك أية مشاكل، بل الاوضاع مستقرة وليست هنالك اختراقات أمنية وحتى الحدود لم تكن بها أية اختراقات أمنية، ولدينا قوات مشتركة سودانية تشادية تعمل على حراسة المناطق كافة، والقوات المشتركة بدأت تقدم الخدمات الأساسية للمواطنين مثل كهربة المشاريع عبر الطاقة الشمسية وتقديم المياه الصالحة لشرب المواطنين فى القرى. واكد أن وزارة الإستثمار قدمت مجهودات كبيرة خلال الفترة القصيرة، فى كيفية عمل خريطة إستثمارية والقيام بالعديد من الأشياء، وسعت فى توفير المطلوب من المعلومات والمعينات للتنقيب عن المعادن وغيرها من الموارد الاخرى . مشيرا إلى وجود خطط كثيرة للاستفادة من المعادن، إلا أنه قال إن العمل يحتاج الى مجهودات أكبر وتنسيق بين الوزارة والولاية عقب التوقيع على مذكرة التفاهم، فان العبء يقع علينا، وكل جانب يقوم بما يليه . وقال حتى الآن لم ندخل مرحلة التداول الواسع للذهب حتى نكتشف وجود سماسرة للذهب، ولكن كل ما زاد الإنتاج سوف نطور برامجنا لمكافحة سماسرة الذهب. واشار الوالى الى تحديد نسبة الزراعة فى الولاية وأن« 08%» فى بعض المحليات تمت زراعتها، ولأول مرة نجد تمويلاً للزراعة من بنك الإدخار ل «15» ألف مزارع بحوالي«8» ملايين جنيه، مبينا ان الولاية كلها تكاد تكون مزروعة العام الحالى، بجانب وجود الثروة الحيوانية التى تزخر بها الولاية .مبينا أن الزراعة الآن شملت كل الولاية من محلية كلبس إلى فروبرنقا فى ظل الأمطار التى تهطل بكميات كبيرة . قائلا إن الخريف الجيد سوف يخرج الولاية من مشاكل العوز والفقر والاغاثات، ولأول مرة هذا العام يقوم النازحون بعملية الزراعة مستفيدين من الوضع الامنى الجيد. قائلا بأن هنالك كثيراً من النازحين عادوا طوعياً الى مناطقهم مستبشرا خيراً بأن الخريف الجيد لهذا العام ،سوف يعمل على عودة النازحين الى قراهم ومناطقهم.مؤكدا أن الولاية فى طور المشاورات لتشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة .