وتأتي اليوم الذكري الحادية والعشرون لرحيل "الشجن الأليم " أسطورة الفن السوداني الراحل المقيم مصطفي سيد احمد صاحب المدرسة الغنائية المتميزة والموروث الغنائي الثر والضخم ،مصطفي خطفته المنية في دوحة العرب بعد ان نفته كغيره أزمات الوطن الذي ظل يحمل رماله وحفنة ترابه كتذكار معه أينما حل . والراحل يعد واحد من أعمدة الغناء السوداني الحديث وضع بصمته بقوة في خارطة الغناء السوداني وحجز مقعده باكراً في كابينة التفرد الغنائي ،اخلص لفكرة مشروعه واجتهد في رعايتها حتى نمت وكبرت ،لم يبخل علي مشروعه الفني بشئ وبذل صحته ثمناً لذلك فالراحل برغم المرض والعلة التي لازمته الا انه ظل يغني في مسرح "شيراتون بالدوحة " حتى أخر لحظات التقاطه لأنفاسه ومفارقته الحياة . قدم الراحل للمكتبة الغنائية السودانية مجموعة من الأعمال التي ستظل خالدة ،ولديه عدد من الأشعار التي لم تغني إضافة الي عدد من الأغنيات التي لم تري النور وهي بحوزة مجموعة من أسرته وأصدقائه الذين كانوا مقربين منه ، مما يتطلب مجهوداً كبيراً من هولاء الذين ما زالوا يحتفظون بموروثه الغنائي هذا كي يطلقوا له العنان كي يصل الى المستمعين بذات الروح التي كتبه بها او لحنه مصطفي . ومشروع مصطفي سيد احمد الغنائي برغم مرور واحد وعشرون عاماً علي رحيله إلا انه مازال يحتاج الى من ينقب فيه ويفتح شرف الضوء المسكونة بداخله ، ومنهج مصطفي في اختيار الكلمات و التلحين والتوزيع الموسيقي وحتى كتابته للشعر فيه من التفرد مايميزه ويجعله يحتاج الي تعمق ودراسة بتأني وتروي حتى تستفيد مسيرة الغناء السوداني من ذاك المنهج . ومضة أخيرة : الذين يحاولون الوصول الي جمهور مصطفي سيد احمد عن طريق ترديد غنائه فشلوا في أن ينتجوا أفكار وتجارب شخصية ا وان يكون لهم منتوجهم الغنائي الخاص ..فلطفاً ياهولاء ورحمة بمصطفي اتركوا أغنياته تعبر عنه بعيدا عن التشويه والمسخ . [email protected]