كان شيخاً فى عقده التاسع من العمر، أخذوه بجريمة رأى فى ظل نظام قهرى وحاكموه بالردة كمن يوضع أمام جراح جاهل بمرض فى الأصبع فيقطع القدم هو الأستاذ محمود محمد طة لقد قتلته الغوغاء وتحرشت به المكيدة برأى مبرم يصنفه عدو فكرى لهم وجدو ضالتهم فى حاكم معتوه تلبسته لوثة الحكم فركب حصان الشريعة بعد معاقرة الكبائر مجتمعة لقد قتلته الغوغاء الذين قتلو أخوة له بذات الدسائس والمكيدة والأجندة الخفية التى أعدمت الحسين بن منصور الذى أخرج الصوفى من إصلاح نفسه إلى إصلاح المجتمع برسالة الجهاد ، يوم إعدامه إزدحم الناس وهو يسير مكبلاً بالقيود فنظر للمتشنجين منهم وقال (إنهم لايعلمون ماأعلم فهم الغوغاء لايعرفهم أحد لكنهم إذا إجتمعو ضرو ) متلازمة تناقض العرفان والظاهرية خلاف الحقيقة والشريعة هذا الصراع الأزلي بين المتصوفة والعلماء منذ الشيخ الهميم والقاضى الدشين كما أعدم الغوغاء بذات السيرة والمسيرة شهاب الدين بن عمر المقتول الأستاذ محمود محمد طة لم يعرف عنه عنف ولا إكراه ولا تشنج فقد كان وجماعته ملتزمون دعوتهم بالحسنى لمن رغب تجمع الهوس أرقى و أزبد فى مهزلة سموها محكمة ترأسها المهلاوى وقف الشيخ الطاعن صبياً للنزال والمجادلة فقال فى شموخ (هذة القوانين معيبة فى التنظير والتطبيق ويقوم عليها قضاة غير مؤهلون فنياً وضعفوا أخلاقياً) من هذا المنعطف تحولت القضية من منشور سياسي إلى محكمة الردة فى صبيحة هذا اليوم أُخرج الشيخ من زنزانته يمشى مشية الواثق بما عند الله فوقف بشموخ وثبات بإبتسامة وضيئة ، فصعدت روحه للسماء وهوت طموحات الرجرجة والدهماء الذين كانوا يطاردونه بالإستتابة فأختار الخلود وترك لهم العار يلاحقهم إلى اليوم لقد إختار طريقة موته كما أنتخب أفكاره التى آمن بها فقد مات ميتة تغيظ العداء وتسر الصديق، كعادة فرسان الرومان يتخيرون كيفية موتهم عندما يقع امره محتوماً فأصبح يوم 18\يناير يوم للإحتفال بحرية الفكر والإعتقاد عمده الإستاذ محمود محمد طة بدمائة الذكية . لقد تعانق الشهداء وتركوا مصابيح فكرهم ومواقفهم تنير الطريق للسالكين فى دروب الحرية والكرامة على مر العصور فى ختام هذه الخاطرة أعلن كامل تضامنى مع الإخوة الجمهوريين فى إستعادة شرعية حزبهم فهو من أحزاب الإستقلال فى البلاد. صلاح جلال