الإجابة الساخرة (الحكومة دي فكيها قوي)، التي أطلقها القيادي بالمؤتمر الشعبي بشير آدم رحمة ردا على سؤال محاورته من صحيفة ( آخر لحظة ) حول امكانية تجاوز الحكومة لمهلة الستة أشهر التي حددها القرار الامريكي لاختبار مدى جديتها في تنفيذ ما يليها من ( المطلوبات الأمريكية ) ، غير أنها افادة مثيرة للجدل ؛ فإنها كذلك تفتح سيرة الاستعانة بالكواديك والفكيا ( جمع فكي ) التي أضحت ثقافة فاشية في الآونة الأخيرة، وعندما يشيع مثل هذا الاعتقاد الفاسد فذلك ولا شك مؤشر سيء على مدى التراجع والتدهور الذي ضرب المجتمع، خاصة حين تسود هذه الثقافة بين من يفترض أنهم نخب وقيادات للمجتمع، وأدناه بعض ما أذكره من هذه الكواديك .. منها كادوك كريمة الإمام الصادق المهدي أم سلمة ..أم سلمة كانت قد قالت رداً ( منشور وموثق )على سؤال عن سبب عدم زواج شقيقها مساعد الرئيس عبد الرحمن ، ( ناس الحزب الحاكم عاملين ليهو عمل ) فهل يا ترى زال الآن هذا ( العمل ) بعد أن خطب شقيقها احدى الحسناوات ( الاجابة عند أم سلمة ) ، وأذكر أيضا أن خرج على الناس يوما القيادي بالحزب الاتحادي ( الأصل ) علي نايل ليقول لهم عبر حديث صحفي (إن المؤتمر الوطني عمل ( كادوك ) لمحمد الحسن نجل الميرغني لإقناعه بالمشاركة في الانتخابات)، وإن قيادته لخط الموالاة مع الحكومة هي نتاج لذاك الكادوك.. وثمة كادوك آخر اتهم به الأستاذ الطيب مصطفى ناشر (الصيحة) ورئيس منبر السلام العادل، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، متهماً إياه ( باستخدام الكواديك )، للسيطرة على قرارات الدكتور الترابي -رحمه الله-، وبرر الطيب اتهامه هذا بقوله إن كمال رجل محدود القدرات قليل التجربة ولا يمكن لمثله أن يُسيطر على شخصية عالمية خطيرة مثل الشيخ الترابي، إلا بواسطة الكواديك أو كما قال الطيب مصطفى. أما ما أذكره من ثالث الكواديك، فقد كان هو الكادوك الذي رمى به زعيم قبيلة المحاميد المثير للجدل موسى هلال، والي شمال دارفور السابق عثمان كبر الذي اتهمه بالمحافظة على منصبه لسنوات متطاولة عن طريق الاستعانة ب(الكواديك) و(الفقرا)، الذين استجلبهم من بعض الدول الأفريقية وبعض مناحي دارفور وخصص لهم داراً كبيرة لإقامتهم... بيد أن أكبر وأخطر كادوك كان هو ذلك الكادوك الذي لا يزال أحد معارفي يصر ويجزم أن الإنقاذ (عملتو للشعب السوداني)، فجعلته (كاضماً مبلماً)، لا يقوى على فعل ما يطيح بها، بل ولا يقوى حتى على قولة (بغم) رغم سوئها وسوءاتها.. الصحافة