بسم الله الرحمن الرحيم (لم تعظون قومأ الله معذبهم) تابعت تعليقات السودانيين ,سياسيين و غيرهم , معارضة و غير معارضة .....إلخ على قرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان و أصبت بخيبة أمل كبيرة ,فما عدا قلة لم يتطرق معظمهم لتوقيت القرار. و لم يذكر أحد السبب الحقيقى لرفع العقوبات فى هذا التوقيت بالذات. و بدون كثير كلام فأقول لكم أن صدور هذا القرار فى هذا التوقيت كان للتغطية على خبر مزلزل فى الأسبوع الماضى و هو قيام بعض الأسر بتسليم أطفالهم لدار الرعاية الإجتماعية لآنهم أصبحوا غير قادرين على إطعامهم. و لست أعلم كيف مر هذا الخبر على الرقيب و ذلك حتى تعلموا فقط إن الله إذا أراد أمراً فسوف يكون, إن هذا الخبر هو خبر مزلزل و هو كاف لهد أركان ليس حكومة واحدة و إنما 10 حكومات لو وجد أشخاص يحترمون أنفسهم. و لقد حاولت حكومة الإنقاذ التغطية على هذا الخبر و صرف الناس عن الخوض فيه بمحاولة تدبير دخول البشير للمستشفى لإجرائ عملية قسطرة , و لما وجدوا أن هذا غير كاف تدخلت أمريكا لإنقاذ ريبيتها حكومة الإنقاذ. و تم نسيان الخبر تماماً وضاع فى زحمة رفع العقوبات, بل أصبح كأنه فص ملح و ذاب. و الغريب و المحير و الذى يدخل الشك فى النفوس أن أحداً من السياسيين و الكتاب فى داخل السودان و خارجه لم يتطرق إليه إطلاقاً.بل أن ما يسمى بالمعارضة و مناضلى الكيبوردات تركوا هذا الخبر و لم يتطرقوا إليه مطلقاً مع أنه-أى- الخبر يعتبر أكبر هدية يمكن أن يتلقوها, فلماذا سكت هؤلاء عن هذا الخبر؟ و الإجابة بكل بساطة أن هنالك تعليمات أمريكية صدرت إليهم لعدم التطرق له.مما يدل على شيئ واحد أنه ليس هنالك ما يسمى حكومة و معارضة و إنما هنلك أرجوزات توزع عليهم أمريكا الأدوار, و نأتى الآن لنتناول العقوبات نفسها.فمن المعروف لأصغر سياسى و رجل مخابرات أن الذى يتضرر من عذه العقوبات المفروضة على بلد ما هو الشعب المسكين و ليس الحكومة التى فرضت عليها العقوبات , هذا إذا كانت تلك الحكومة حكومة وطنية فما بالك إذا كانت تلك الحكومة عميلة للجهة التى فرضت العقوبات.إذن فالأمر فى حالة السودان واضح : أن هذه العقوبات مستهدف بها الشعب السودانى المسكين. و نأتى الآن للسؤال المهم : ما هى الجهة داخل أمريكا التى كانت وراء هذه العقوبات و من أجل ماذا؟ من المعروف فى زمن الإستعمار الإنجليزى أن السودان لم يكن يتبع لإدارة المستعمرات و إنما كان يتبع لإدارة خاصة فى وزارة الخارجية البريطانية. و من المعروف أيضاً بالنسبة لآمريكا أن ان السودان لا يتبع فى وزارة الخارجية الأمريكية لإدارة الشرق الإوسط و لا لإدارة أفريقيا و إنما لأدارة لا نعلم عنها شيئاً,و هذه هى الإدارة التى كانت وراء فرض العقوبات على الشعب السودانى و طبعاً تم هذا بعد أن أوعزوا للنظام بالقيام ببعض الأفعال حتى يسهل عليهم فرض هذه العقوبات على الشعب المسكين. أما لماذا فيبدو أن الجهة التى تدير أمر السودان تتبع للكنيسة الإيفانجيليكانية الأمريكية و التى لم تستطع أن تفعل الكثير فى السودان بسبب(حسب ما يقولون طغيان الثقافة العربية و الإسلامية على باقى السودان ولذلك وضعوه نصب أعينهم ). و هذا يوضح التناقض المخجل لأمريكا فى قراراتها حول السودان لأن هذه القرارات لا تصدر من دبلوماسيين محترفين و إنما تصدر من جهة لها أجندة خاصة بها . إنه لمن المخجل أن تتنازل الإدارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية عن دورهم فى السودان لبضعة أشخاص لديهم أجندة دينية خاصة بهم , بل و تقوم الإدارة الأمريكبة بتنفيذ هذه الأجندة(على الرغم من عدم رضائهم عنها) هى و معها المخابرات الأمريكية و التى أصبحت فيما يخص الشأن السودانى عبارة عن وكالة قتلة تقوم بتعذيب و قتل من تشير إليهم تلك الجهة.و من المعروف أن تلك الجهة وضعت خطة لتقسيم السودان إلى 5 دول و ذلك بمساعدة نظام الإنقاذ و بدءوا بفصل الجنوب و الذى أصدروا له خصيصاً بمال الكنيسة جريدة سودانيية تخصصت فى ضرب العلاقة الوجدانية بين الشمال و الجنوب حتى يختار الجنوبيين الإنفصال . وهذا يفسر سبب تناقض أمريكا و محافظتها على هذا النطام و ذلك حتى يستكمل دوره فى المساعدة على فصل بقية السودان ,و لقد رأينا كيف يقوم النظام بفعل أشياء ضد أبناء وبنات دارفورو جبال النوبة وذلك حتى يوغروا صدورهم ضد أبناء الشمال لكى يطالبوا بالإنفصال .تماماً مثل ما حدث مع الحنوبيين. و نأتى الآن لمخاطبة الكنيسة الأمريكية نفسها و نحاول أن نوضح الفرق بين الكنيسة الأوروبية و نظيرتها الأمريكية.فبينما نجد أن الكنيسة لأوروبية فى محاولتها للتنصير تقوم بتشييد المدارس و المستشفيات و المنازل .... إلخ تقوم الكنيسة الأمركية بهدم هذه المنشئآت على رؤوس أصحابها, و أعتقد أن الأمر يعود فى ذلك للشخصية الأمريكية و التى ما زالت ثقافة الكاوبوى تعيش فى داخلها, الأمر الثانى أن بعض الأمريكان يعظمون أنفسهم بل و ينازعون الله فى سلطانه.إن الكاوبوى لا يستطيع عيش حياة هادئة فلا بد له من عدو لكى يقاتله و إلا أقفلت مصانع الأسلحة أبوابها, وهنالك أشياء أخرى تتعلق يشخصية الكاوبوى مثل وجود بطل و خائن .....إلخ. لذلك عندما إنتهت الحرب الباردة سقط فى أيديهم ووجدوا أنفسهم و ليس لديهم عدواً لكى يحاربونه و تلفتوا حولهم و ما وجدوا غير المسلمين (الوكت داك ما شافوا الصين و لا شنو).المهم إنهم وجدوا المسلمين فى حالة من الضعف شديدة لذلك قاموا بتكوين ما يسمى بالحركات الإسلامبة المتشددة بمساعدة-للأسف- بعض الدول الإسلامية و العربية. ولتبرير شن الحروب قاموا بتدبير هجمات 9/11 .و من ثم قاموا بإستقطاب بعض رحال الكنيسة المتعصبين لإعطائها مسوغاً دينياً و من ديك و عيييك . إنه لا يمكن أن نطلق على شخص ما أنه رجل دين و هو يقر إطلاق النار على شخص برئ و لو إختلف عنه فى دينه و لونه ,هذا ناهيك أن رجل الدين هذا يعلم أن الأمر هو مؤامرة.كما لا يمكن أن نطلق على شخص ما أنه رجل دين و هو يقوم بهدم منزل عائلة ما و يعطف على من لم يمت ويقول له بأنه سوف يبنى له منزلاً أحسن من منزله لأن منزله ذاك لم بكن يعجبه.بمكننا أن نطلق عليه أى شيئ إلا رجل دين.و هذا هو الفرق بين رجل الدين الأوروبى و الأمريكى فمثلاً الأوروبى إذا وجد منزلاً متهدماً يحاول أن يعرض بضاعته بمساعدة أصحابه على بنائه و يعد ذلك إذا إقتنع هؤلاء ببضاعته إنضموا إليه و إذا لم بنضموا إلبه تركهم فى حالهم و مشى مصحوباً بشكرهم و دعواتهم و راضياً عن نقسه أنه قد عمل صالحاً,أما الأمريكى فإنه بقوم بهد هذا المنزل سواء كان أصحابه داخله أم لا و بعد ذلك يتوجه لمن نجا ببضاعته و من أباها قام بقتله.و السبب هو أم الأمريكى لا يمكن أن يكون له تحرك ما أو خطة ................إلخ بدون أن يكون فيها دماء تسيل و ذلك راجع لثقافة الكاوبوى إياها.و أيضاً يرجع للعنجهية الأمريكية و كما سبق و قلت فإن بعض الأمريكان ينازعون الله فى سلطانه وبعضهم يحاول خداع أنفسهم بأن ما يقومون به هو أمر إلاهى وكما سبق و قلت لا يوجد رجل دين يقر القتل والهدم خطة له.و ما حربهم ضد المسلمين إلا أنهم لم يجدوا عدواً يصرفون فيه طلقاتهم و منهم من يقول أنهم يفعلون ذلك لأن الله و عيسى (عليه السلام) قد أمرهم بذلك و هم كاذبون لأن الله سبحانه تعالى لا يأمر بقتل النساء و الأطفال و المسلمين لم يكونوا موجودين زمن عيسى(عليه السلام).إن ما فعلته الكنيسة الأمريكية فى شعب السودان لا يمكن تبريره أخلاقياً و لا دينياً مثل إعطائهم تعليمات لنظام الإنقاذ للقيام بشن حرب ضد شعبى دارفور و جنوب كردفان و هدم منازلهم لأنهم يريدون للشعبين أن يكرهوا أهل الشمال حتى يسهل إنفصالهم و من ثم تنصيرهم. لا يمكن أن تهدم بيت رجل ما لكى تقول له أنك تريد له بيتاً أحسن من ذلك. فهل إستشرته ؟ فلربما لا يريد منك فعل ذلك.لا يوجد رجل دين يقوم بهدم منزل شخصاً ما إرضاءاً لغرور كاذب و عنجهية جوفاء. لا يوجد رجل دين يحاول أن ينازع الله فى سلطانه و يحاول بالدسائس و المؤامرات و القتل والهدم أن يغير قناعة شخص ما.( و ما تشائون إلا أن يشاء الله). و لو أنهم تركوا عنجهيتهم و تواضعوا لله و عرفوا أن لا شيئ يتم إلا بمشيئته لكفوا العالم كثير من المشاكل.خصوصاً و هم يجهزون الآن لقيام حرب عالمية ثالثة.إن إصدارهم تعليمات لنظام الأنقاذ بالضغط على الشعب السودانى للدرجة التى يتخلى فيها رجل عن أطفاله لأنه لم يستطع إعاشتهم لا يمكن تبريره دينياً و لا أخلاقياً.و من صفات منازعتهم لله فى سلطانه أنهم يريدون أن ينقصوا عدد سكان الأرض (طبعاً الأفارقة على رأس القائمة) مستغلين فى ذلك التقدم العلمى الهائل ,فبدلاً من إستغلاله فى تحسين ظروف معيشتهم و جعلهم يكتفون بطفل واحد أو إثنين(الذكاء الطبيعى يجعل الأفريقى ينجب عدة أطفال لأنه لا يعلم عدد من يعيشون منهم نتيجة للأمراض و الحروب),شنوا عليهم حرب كيماوية, فهل خلق الله سبحانه و تعالى هؤلاء الأفارقة و المسلمين لكى تقوموا بقتلهم؟ من الأحسن للأمريكان أن يتواضعوا لله و لا ينازعونه فى سلطانه و يتركوا خلق الله له وحده فهو أدرى بشئون عباده.و لو فرضنا أنهم فعلوا فعلتهم هذه فهذا يعنى أنهم قد أمنوا مكر الله (لا يأمن مكر الله إلا غافل و ضال).فأسالوا عملائكم المسلمين عمن يأمن مكر الله و أسألوا اليهود عن قارون الذى إعتقد أنه آمن من مكر الله. و بعد كنت أريد أن أكتب كثيراً عن نظام المنافقين الإنقاذى إلا أن نفسى قالت لى أن أكتفى بعنوان هذا المقال, و السلام د. عمر حسين محمد سالم [email protected]