أوردت صحيفة الصيحة الصادرة اليوم السبت 28/01/2017م، خبراً بعنوان: (المهدي: تجربة النبوة صاحبتها أخطاء في الحكم)، جاء فيه: "لا توجد تجربة إنسانية لم تصاحبها أخطاء بما فيها تجربة الأنبياء"، وزاد: "لأن التجربة الإنسانية بما فيها تجربة النبوة فيها أخطاء في الحكم...". وإزاء هذا القول المنكر، فإننا في حزب التحرير/ ولاية السودان نبرأ إلى الله من مثل هذه الأقوال، ونؤكد على الآتي: أولاً: إن ما جاء به الأنبياء والرسل، هو وحي من عند الله سبحانه وتعالى، وليست تجربة إنسانية، يقول الله عز وجل: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، فالتجارب الإنسانية في الحكم، أو في غيره، هي أهواء، والأهواء دائماً معها الضلال، والخطأ، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾، فالشريعة أحكام من رب العالمين، فكيف يخطئ الأنبياء في الحكم، بعد أن جاءهم من ربهم؟! ثانياً: إن الأنبياء والرسل معصومون، إذ لو تطرق الخلل إلى إمكانية عدم العصمة في مسألة واحدة، لتطرق الخلل إلى كل مسألة، وحينئذ تنهار النبوة والرسالة كلها. ثالثاً: لقد دل القرآن الكريم على أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم لا يفعل مكروهاً، بل إن كل ما يفعله، عليه الصلاة والسلام، هو وحي من الله سبحانه وتعالى؛ فرضاً كان، أم مندوباً أم مباحاً، قال تعالى: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾، كما أنه r قدوة للمسلمين، عنه يأخذون أحكام أنظمة الحياة كلها؛ سياسية كانت، أم اجتماعية، أم أحكام عبادات، ومعاملات، وغير ذلك، يقول المولى عز وجل: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. بل إن اتباع أي منهج في الحكم، أو في أي جانب من جوانب الحياة، غير ما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم هو منهج باطل، يورد صاحبه موارد الهلكة، فنحن مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد من تشريع، بأفعاله، وأقواله، فكله وحي، يجب التأسي به حتى يحبنا الله عز وجل، ويدخلنا في رحمته، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. رابعاً: إن الأنظمة القائمة اليوم في بلاد المسلمين، والسودان واحد منها، كلها أنظمة قائمة على الأهواء، بل قائمة على أهواء الكفار المستعمرين، فمن كان يريد إصلاحاً، فليعمل مع العاملين المخلصين، من أبناء هذه الأمة، لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي آن أوانها، وأظل زمانها، وهي وحدها التي تعصم الأمة وقادتها من الضلال والأخطاء الجسام. ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان بسم الله الرحمن الرحيم يا حكام السودان.. كونوا رجالاً عاملوا أمريكا الاستعمارية الكافرة بالمثل مساء الجمعة 27/01/2017م، وفي مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً تحت العنوان: (أمر تنفيذي لحماية الأمة من هجمات إرهابية بأيدي رعايا أجانب)، وبموجب هذا القرار، يعلق دخول اللاجئين، ورعايا سبعة بلاد إسلامية منها السودان، إلى أمريكا. وقد ردت الخارجية السودانية ببيان في اليوم التالي 28/01/2017م، ومما جاء فيه: (إنها تأسف للقرار). إن حقيقة الواقع هي أن حكومة أمريكا تمنع أهل السودان من دخول أراضيها، وحكومة السودان تأسف!! إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان إزاء هذا الواقع نوضح الحقائق الآتية: أولاً: إن أمريكا دولة إستعمارية، كافرة، محاربة فعلاً للمسلمين، وهي دولة عدو، طامعة في بلادنا، وثرواتنا، وتمكر مكر الليل والنهار بعقيدتنا، وبلادنا، والواجب شرعاً هو اتخاذها عدواً، والحذر منها، ومنع رعاياها من دخول بلادنا. ثانياً: إن حكام السودان، والوسط السياسي المرتبط بأمريكا، هم أدواتها، لإبعاد الإسلام عن سدة الحكم، وهذا ما قاله قطبي المهدي- مدير الأمن الخارجي السابق- في ندوة بتاريخ 17/01/2017م: (إن أحد شروط أمريكا للتطبيع مع السودان تمثل في التخلي عن تطبيق الشريعة الإسلامية). صحيفة الجريدة 18/01/2017م. وهم أدواتها لتمزيق السودان، بفصل الجنوب باتفاقية نيفاشا؛ التي قضت بحق تقرير المصير، وباتفاقية الدوحة؛ التي أعطت حكماً ذاتياً موسعاً لمنطقة دارفور، فقد أقرّ الرئيس البشير بتنفيذه لأوامر أمريكا، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط في 26/01/2017م، حيث قال: (رفع العقوبات بدأ بشرط واحد، تلته شروط أخرى، فبدأت الطلبات بتوقيع اتفاق سلام في جنوب السودان، فوقعنا الاتفاقية، غير أن واشنطون طالبت باتفاقية أخرى في دارفور، وبالفعل عملنا اتفاقية في دارفور، وجاء وعدهم بأننا لو نفذنا اتفاقية السلام في جنوب السودان، أيضاً سنرفع العقوبات، وهكذا دواليك). ثالثاً: إن أهل السودان مسلمون، يؤمنون بعقيدة الإسلام، ويتطلعون للعيش بأنظمة الإسلام وأحكامه، حياة طاعة، وعزة، يحققون العبودية لله، ويسعون لمرضاته سبحانه وتعالى، وهم لا ينتظرون خيراً من أمريكا العدو، الكافرة الاستعمارية، إذ كيف ينتظر خير منها من يؤمن بقول الله سبحانه وتعالى: ]وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ[. فالمسلم قوي بربه ذي القوة المتين، عزيز بدينه العظيم، ينظر إلى الوقائع بنور الله سبحانه وتعالى، فيراها على حقيقتها، يرى أمريكا دولة عدو، فكيف يأسف على عدوان العدو؟! إن إدراك هذه الحقائق الثلاث، حقيقة أمريكا، وحقيقة حكام السودان، وحقيقة أهل السودان، هو الذي يفسر ضعف حكام السودان واكتفائهم بالأسف، في مواجهة عنجهية أمريكا، بدل أن يمنعوا رعايا أمريكا من دخول السودان، على سبيل المعاملة بالمثل! ثم من هم أحق بالمنع من الدخول، أهم المسلمون من رعايا السودان، الذين لا حيلة لهم، أم رعايا أمريكا الكافرة، الفاجرة، الذين يسرحون ويمرحون في بلادنا، ويتآمرون على عقيدة أهلها، ووحدة أراضيها؟! ألا ساء ما يحكمون! أيها المسلمون: إن للعدو دولة على أساس مبدئه؛ الكفر، ولذلك كانت له صولة، وجولة، وتجبر في الأرض، فمن للمسلمين؟! أهي الدولة الوطنية؟! إن الدولة الوطنية الوظيفية، التي أقامها الغرب الكافر المستعمر في بلاد المسلمين، لا تعبر عن عقيدة المسلمين، ولا عن وحدتهم، فهي دولة تعمق تجزئة المسلمين، في ظل أنظمة علمانية، أكبر همها هو رضا الغرب الكافر، الذي تسبح بحمده آناء الليل وأطراف النهار، لذلك فهي تسعى لتحقيق مصالح العدو في بلادنا، وهي التي أورثتنا الذل، والهوان، والاستضعاف، فطغى العدو وتجبر! ولا خير في حياة في ظل دولة تحكم بغير الإسلام، وتمكن المستعمرين من ثرواتنا، ومفاصل حياتنا. أيها المسلمون: إن دولتكم؛ التي يجب العمل على إيجادها، هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، دولة مبدئية، تقوم على أساس عقيدة الإسلام، تلم شعث المسلمين، وتوحد كلمتهم، وتطبق شريعة الإسلام، فيحيا الناس حياة كريمة، وتبتديء العدو المحارب بإعلان الحرب، ومنع دخول رعاياه، وطرد سفرائه، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. 01/ جمادى الأولى 1438ه 29/01/2017م حزب التحرير ولاية السودان