في الأنباء أن مباحث حماية المستهلك بالتعاون مع ادارة المؤسسات العلاجية بوزارة الصحة ، ضبطت صيدلانيا مزيفا يمارس مهنة الصيدلة ( جربندية ساكت ) ، بلا علم ولا تأهيل من داخل صيدلية بأحد المراكز الصحية ، يصرف الأدوية للمرضى خبط عشواء و بلا روشتات صادرة من أطباء ، الأمر الذي تسبب في متاعب صحية جمة لمن تعاملوا معه ،وغير هذا الصيدلي الجربندي ظللنا بين الحين والآخر نسمع ونقرأ ان شخصاً ما لبس لبوس مهنة ما وأصبح يمارسها جنباً الى جنب أهلها الحقيقيين الذين كدوا وسهروا في تحصيل علومها ونالوا تدريبا عليها لسنوات خلون من أعمارهم بعد أن أبلوا قبل ذلك بلاءً حسناً في امتحانات الشهادة الثانوية وأحرزوا فيها ما يؤهلهم لدراستها، بينما لم يكن لهؤلاء المدعين المزيفين أي حظ من كل ذلك وانما فقط تسوّروا حوائط تلك المهن وهبطوا بليل داخل سوحها كاللصوص ليسرقوا المهنة ويمارسوها كما يمارسها أهلها المختصون المحترفون المعترف بهم ، ويستمرون على هذا الحال فيضبط منهم من يضبط وينجو من ينجو لغفلة أو تغافل الله أعلم، غير أن بعض هؤلاء يصدق فيهم وصف ( المواهيم ) أكثر من المزيفين ،وغالبا ما يعاني هؤلاء من عقد أو اضطرابات نفسية تجعلهم يتوهمون أنهم أطباء أو صحافيون أو ضباط أمن أو شرطة أو جيش أو محامون الخ .. ولكن ما رأيكم في عدد آخر من المزيفين والموهومين ممن يملأون دواوين الدولة ومؤسساتها ووزاراتها ولم يقيض الله أحداً يكشفهم ويعري زيفهم وشهاداتهم المضروبة والمزيفة التي حصلوا عليها، أما مباشرة عن طريق التزوير من مزوراتية محترفين أو حصلوا عليها زوراً دون التأهيل المطلوب ودون ان يبذلوا الجهد الذي يستحقون عليه نيل هذه الشهادات، بدءاً من البكالريوس وحتى الدكتوراة، والمشكلة ان هؤلاء المزوراتية الذين احتلوا وظائف أكبر بكثير من قاماتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الحقيقية وانما صعدوا اليها بفعل ما مارسوه من تزوير، المشكلة أنهم قد تناسوا حقيقتهم هذه وامتلأوا وهماً وزهواً بأنهم الأقدر والأجدر، وأنهم أصحاب الحجا والحجة والتنظير والتخطيط مع أنهم في حقيقة أمرهم ليسوا سوى مزوراتية موهومين أو في أحسن الأحوال ذوي قدرات ومؤهلات وسيطة لا ترقى للمستوى الذي ترقوا إليه أبداً، ولهذا فإن هذا الصيدلي المزيف لن يتجاوز في سلسلة الاجرام كونه مزيّفا ومزوراتيا بسيطا وساذجا لم يعرف الطريق إلى تزوير الشهادات المعترف بها، ويبقى الاخطر منه أولئك المزوراتية بالفعل أو بالتواطؤ الذين لم تمتد اليهم يد ولم تكشفهم مباحث بعد .. الصحافة