بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    هل انتهت المسألة الشرقية؟    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الالحاد في زمن الانقاذ
نشر في الراكوبة يوم 24 - 01 - 2017

ما فعلته الجبهة الإسلامية القومية لم يتوقف عند التردي الاقتصادي والسياسي والأخلاقي والاجتماعي بل تعدي الأمر الي أن وصل العمق الديني الشعبي لقوم ظلوا يعبدون الله الواحد الأحد علي سجيتهم ودون وسيط و بالطريقة التي فطروا بها ويجتنُبون كثيراً من الظن بالآخرين ، ويتركون الشُبهات وما بالك بالمحرمات كلاً علي دينه ويعملون علي حسب القاعدة النبوية الحلال بين والحرام بين وبينهما أمُورُ متشابهات ولقد ظل العارفين ببواطن الأمور يحذرون من هم علي سدة البلاد ألان ومنذ منتصف العام الذي تم فيه طرد الحزب الشيوعي من البرلمان من القرن الماضي بأن رفع المصاحف علي الرماح من شأنه أن يٌشكك في قيمة المصحف المرفوع كحقيقة أيمانية تراضي عليها جزء من أهل تلك البلاد دون آذي أو من للأخر وان التلاعب بالقيم الروحية لهذا الشعب في الغالب سوف تكون وبالاً علي الوطن بمختلف سحنتة .
ولزمان ليس بالقصير توافق أهل السودان علي حقيقة التسامح الديني أن كان داخل الأطر الاسلاميه أو في التعايش مابين الديانات التي يُدين بها أهل هذه البسيطة والتي تماشت مع الصيرورة التاريخية لبلد شهد بداية تكوينه عصرا من الممالك الوثنية والممالك المسيحية والتي أثرت بصورة كبيرة في الشخصية الواعية لإنسان أقدم حضارة علي وجه الأرض وان كانت وثنيه ولذلك ونتيجة لتلك العوامل كان لدخول الإسلام لهذه البلاد قصه لم يكن فيها فاتح أو مبشر لدين وإنما كانت لمقوله الدين المعاملة هي الحد الفاصل في أن يبلغ الإسلام ما بلغ في ارض السود .
وان لتعاليم الإسلام كدين سماوي مفاهيم تحُدد وفقاً للمجتمع وكان لأهل السودان صيغه تجعل النموذج الإسلامي لهم يختلف عم من سواه من تعاليم حتي في منبعه بالجزيرة العربية فالتسامح والمروة والكرامة للانسانيه واحترام الحريه كانت هي منطلق الفكر الإسلامي التي جُبل عليه السودانيون وأكثر ما يميز الإسلام الشعبي في السودان هو مكانة المرأة في المجتمع ولعل تراكم الموروث الاجتماعي الثقافي قد خلق تلك المكونات اعلاة فالتاريخ البعيد يحكي عن ارض النوبة الفراعنة السود ومكانة الكنداكات فيها كأول نموذج أنثوي يحكم شعب واحترامهم للحرية الأمر الذي دعا احد اكبر عظماؤهم لغزو مصر الظالمة لتهديدها حياة الخيول بالمعاملة غير اللائقة وما ذكره محمود السعدني في كتابه مصر من تاني وقصه الوالي الأموي الهارب من بطش العباسيين ولجوء ه الي الجنوب والحوار الذي دار بينه وبين ذلك الملك النوبي العظيم يبرهن الي أي فكر ينتمي أهل السودان وكيف أن الفكر الإسلامي لم يكن ألا متمماً لبعض مكارم أخلاقهم .
أن الارضيه الفكرية الرحبة التي انطلق منها الإسلام الي كل السودان كانت تتمثل في الشخصية السودانية التي تبلورت نتيجة لتراكمات ثقافية منذ سبعه ألف عام قبل ميلاد المسيح علية السلام وظهرت بعد ذلك كتعبير وجداني حتي في طريقه حبهم لرسول الإسلام محمد بن عبدا لله عليه أفضل الصلاة والتسليم ولم يتوقف فهمهم لهذا الدين علي تلك الدعاوي التي تعرض تكميم الأفواه ورسم القيود وتعد المحرومين بفض بكارة الحور العين بعد أنشأناهن إنشاء لم يطمح الإسلام الشعبي في السودان يوماً لفكر يخاطب الغريزة الجنسية كقوله انهار لذة للشاربين أووَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُون وحورٌ عين كأمثال اللؤلؤ المكنون فالمفهوم الذي يصور الدار الآخرة بهذه ألطريقه ينفي البعد الحقيقي للعبادة فالصورة المطروحة من قبل البعض بأفكار تعتبر غريبة علي الواقع السودان تطرح صورة الجنة في المخيلة السودانية كأنها ( اندايه ) وحاشه لله ان يكون مفهوم العبادة قاصر علي نيل والفوز باللذة .
أن عوامل ألتعرية لفكر الإسلام القويم تتوفر في تلك العقلية المريضة والتي ليس لها غرض من العبادة ألا الخمر وفض البكارة لذلك كان هنالك توافق أكيد في فهم المحتوي الحقيقي للرسالة المحمدية من قبل السودانيين ومابين الحقيقه الربانية لمفهوم الديانة السماويه هذا الفهم الذي يتلاقي مع روح وتعاليم الإسلام في صيغته السودانية ومفهومه الرباني فكانت حقيقة العبادة لهم ليس ألا خيار لصحبه الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم ويتجسد المعني الحقيقي لإسلامهم ولعبادتهم في النظر الي وجه الله العزيز جل جلاله في لذة لا تضاهيها لذَة ، هكذا عَرًف السودانيون دين الإسلام وهكذا تمرسوا عليه وتسامحوا في ما بينهم باختلاف أعراقهم وثقافاتهم وحتي باختلاف أديانهم ولم يكن فهم محتوي النص ألقراني يوما سبب اختلاف فيما بينهم ولم يكن الدين يوما عنصرا من عناصر بتر الوطن فقد تلاقي الجميع في صلاتهم لرب واحد بالكيفية التي يرتضيها كلا منهم .
واستمر الحال علي هذا المنوال الي أن سيطر أصحاب المشروع الحضاري علي مقاليد الحكم وبين ليله وضحاها أصبح الدين غريباً وباسم النص الديني تم استباحه كل البلاد وبآيات القران تم تجَيش الوطن لحرب وقودها الدين والشباب وبنفس النص السماوي تم بتر الوطن وبيع دماء من تم تجيشهم بدراهم معدودات وفي ظل هذا العك باسم الدين وفي ظل دوله المشروع الحضاري التي جاءت باسم الدين
ولا عادة صياغة الإنسان السوداني تفجرت ظاهرة تنباء بها كثير من المراقبون ظاهرة ( الإلحاد ) والإلحاد هنا للتوضيح ليس بتغيير الدين من دين سماوي الي دين سماوي آخر ولكن المقصود به هو نكران وجود الرب عز وجل
والإلحاد بشكله الحالي كظاهرة والذي يصور ماديه الحياة لم يكن يوماً جزء من النسيج الاجتماعي السوداني فالطريقة التي يفهم بها أهل السودان ومنذ دولة كوش العالم تفترض دوراً محددا تأخذ في اعتبارها الأسس الروحية لوجود اله ورب وهذه الأسس ظلت محور يدور حوله السودانيون طيلة تاريخهم الوجودي وتعاقب الديانات عليهم فالبعد الروحي هو الفيصل ، والروحانية في حد ذاتها هي قيمة بشريه متأصلة ، وبالتالي فان نكران الله يمثل بالضرورة وقفه ومراجعه في مجتمع اتصف بعبادة ( رب ) وبان مبدع الكون والطبيعة ( آله ) يتمر حل هذا الإله مابين ( الله ) عند أصحاب الديانات ألسماويه الي الإله ( دينق ) عند الدينكا في جنوب السودان القديم أذن فان هنالك شبه أجماع علي أن البعد الروحي احد المحركات ألفعليه للحياة في السودان وفي هذا نقول بان البشر متميزون بقدرتهم علي أدراك الأمور الميتافيزيقية والتي تتجاوز التفسير المادي علي المستوي الذاتي للإنسان أو علي المستوي الخارجي الذي يحكم الإنسان أن كان زماني أو مكاني أو في شكل علاقته مع الأخر وهذا الوعي بالذات هو الذي يحدد ماهيتنا كبشر لأنه يعطينا القدرة علي أدراك حقيقة ذاتنا وحقيقة الأخر المختلف عنا أن كان دينيا أو في الجنس أو ثقافياً مما يمهد الطريق للتعامل بطريقه تتجاوز كل الاختلافات المذكورة اعلاة وتتجاوز أيضا الرابط العضوي المادي المباشر وهذا ما ادركة السودانيون بالفطرة لفهم الحياة .
ومن خلال السرد اعلاة يمكننا أن نقول أنة وفي خضم الصراع مابين معسكر الإسلام السياسي واليسار الشيوعي لم تستطيع أحزاب اليمين في السودان أثبات أن الشيوعيين خارج نطاق الإسلام أو ملحدين بالرغم من كل تلك الدعاوي التي ظلوا يطلقوها خلال صراعهم داخل ساحة جامعه الخرطوم أو في الساحة ألسياسيه ألعامه بعد سيطرتهم علي الحكم فالشاهد أن طبيعة الشخصية السودانية ترتكز علي البعد الروحي كأحد مكوناتها الوجودية أن كان هذا البعد الروحي أسلامي أو مسيحي أو يهودي أو حتي وثني بوذي المهم أن هنالك ترقي روحي يسمو بالذات الانسانيه الي مستوي اكبر للإدراك هذه القدرة الادراكيه تعطي مفاهيم و رؤية للواقع وبالتالي فهم لكيف يجب علينا أن نحيا ولدورنا في الحياة .
ولذلك كان الإسلام الشعبي يتجسد في البعد الصوفي كبعد روحي له ميزة حميميه كبري لإنسانيتنا وهذا ما عمل إسلام الجبهة الاسلاميه القومية علي ركله بان ضرب التركيبة المتسامحة للإسلام الصوفي في بعدة الروحي وشكك في موروثة والحقيقة الشاخصة تتحدث علي أن السجادة الصوفية لهي ارفع درجه اجتماعيا من القبلية والعشائرية فالمجتمع الصوفي بكل وجهات النظر التي يمكن أن تقال فيه يعتبر مرحله متطورة من النموذج الذي يعيشه السودان اليوم واقرب الي النهوض بقيم التسامح الديني فالطريقه الصوفيه تتلاشي فيها الاطر الاثنية ولا تفوح منها نتانه العنصرية وتساعد علي مد الترابط للنسيج الاجتماعي كمرحلة اعلي في بلد تسودة العشائريه والبطون ويعتمد علي الحواكير في عائده الانتاجي .
في فترة الستينات يقف التاريخ شاهداً علي التحالف التحتي مابين طائفة الختميه ممثله في حزب الشعب الديمقراطي والحزب الشيوعي السوداني ويومها اكتسح الشيوعيين دوائر الخريجين بما يقارب ال11 دائرة ولم يقف الشيخ علي عبدالرحمن والذي لقب بالشيخ الأحمر لم يقف حول تلك الدعاوي التي تتحدث عن الحاد الشيوعيين ولكنه كان علي يقين بان المنبع الروحي واحد وان اختلف البعد السياسي فقد كان يؤمن بان الدين لله والوطن للجميع وترجم ذلك في أنة لا توجد مشكلة جوهرية بين السودانيين . إن كان لديهم قضيه لتنفيذها تضعهم بتوافق مع بعضهم البعض ، سيعيشون بتوافق مع بعضهم البعضاو العكس .
وفي ظل النظام الحالي رفض القائمين علي امر الوطن جعل القضيه تخضع لتوافق الجميع فكانت صعوبه العيش للسودانيين بتوافق فشطر الوطن بنفس مفهوم النص الديني الذي تعايش عليه السودانيين سابقا ويومها ذبح الثور الابيض فرحا بالاختلاف الذي انتهي بالفراق لدولتان وتم ارسال تلك الرسائل في الهواتف المحموله والتي تتحدث عن ان نسبه المسلمين قد وصلت الي 97% في السودان مابعد الانقسام ولم تخبرنا تلك الرسائل عن نسبه المرتدين عن دين الاسلام والملحدين بسبب سياسات النظام طيله الربع قرن من الزمان .
ونواصل
2
نعم أن البلاد وعلى مدي 27 سنة هي عمر سلطة ألحاليه تمر بمتغيرات كبيرة علي شتى الأصعدة تأخذ طابع المخاض المتعثر ألا أن ظاهرة ( الإلحاد ) تأخذ في الازدياد بوتيرة متصاعدة وكما اشرنا في المقال السابق بان الإلحاد الذي نعنيه ليس فحواه تغير الدين من دين سماوي إلى دين سماوي أخر والذي ُيعرف في المفهوم الإسلامي السني ( بالارتداد ) وإنما الذي نعنيه هو عدم الأيمان بالروحانيات وبالتالي ماديه الحياة وبالرغم من أن ألنسبة في ازدياد ألا إنها لا تشكل الي الان خطر يذكر من جمله المفهوم الإيماني بالبعد الروحي أن كان لديانة سماويه او وضعيه كما قلنا أسلفنا .
يمكننا ارجاع تلك الظاهرة الي عدة عوامل تتمثل بمضمونها السياسي والاقتصادي وتندرج تحت تلك المضامين وكافراز طبيعي لعك النظام فيها و عوامل اجتماعية وأخلاقيه ، ولقد بات في حكم المؤكد ان تجربه الاسلاميين في السلطة قد خلقت ردة فعل عنيفة تجاه الدين وبالأخص الدين الإسلامي فشُخصت هذه الردة علي الواقع بترك الدين برمته ونكران حتي وجود خالق يساهم في تمادي مثل هذا الضيم باسمه وأن وجد ف
فانه متواطى مع النظام في بطشه والا فلماذا لم يرسل جنوده لرفع الظلم الحالي المتمثل في نظام الإنقاذ الذي يتحدث باسمة ويمارس الضيم بشعاراته 27 سنه هي عمر تلك الشعارات المرفوعة باسم الدين في السودان ولم تؤتي أكلها ألا من خلال مزيداً من القهر والكبت والحرمان والجوع والمرض وبالتالي فان ممارسات حكومة الخرطوم من شأنها أن تُدك كثيراً من المسلمات حول حقيقة منبع هذه الشعارات ، فكثرة التحريمات والتحريض علي العنف واختزال الدين في مظاهر اللحية وغطاء الرأس دفع كثير من الشباب في أعاده البصر كرتين في مثل تلكم الدعاوي بل أكثر .
أن العك والتخبط السياسي الذي وصل الي مرحله رديئة ومتدنية بين أجنحه المنظومة الحاكمة باسم الإسلام السياسي في السودان جعل الشك يكون ملازماً لكثيرين حول أحقية الاستدلال بالنص القرآني بشكل مباشر في الحياة ألعامه ولعل أكثر مثالاً علي ذلك ما كان من السلطة ألحاكمه في أيامها الأولي من تحويل للحرب الاهليه في جنوب البلاد الي حرب باسم الدين وتم تفصيل النص القرآني بالطريقة التي تماثل المكسب المنتظر ولقد كان ، و خرج قطيع من الشباب مغيب فكرياً لخوض حرباً جهادية أفرزت أكثر من 200 ألف قتيل واكتمل الأمر باسم النص الديني بان تم زف ألموتي هؤلا الي الجنة في تراجيديا محزنه تمنع حتي الإباء من بكاء فلذة أكبادهم ومن الوصف اعلاة يكون المفهوم السطحي للدين والجريمة هنا مركبه بكل أبعادها فلم يكتفي النظام بالتلاعب بالنص القرآني بل قدم ألموتي قرباً لفكر رجعي إرهابي وصور لهم الغاية الحقيقة للدين في شكل عمليه جنسيه لها أبعادها المقززة في ما اصطلح علي تسميته بعُرس الشهيد وتم حصر الغاية النبيلة من الجهاد في الحور العين وبالتالي النكاح ولم يصاحب الفكر الإسلامي السياسي يوما ما قاله الرسول محمد بن عبدا لله عليه أفضل الصلاة والتسليم رجعنا من الجهاد الأصغر الي الجهاد الأكبر وقد فشل الاسلامين فشلاً زريعاً في جهاد النفس هذا .
وهذا الجو المشحون بالتطرف الديني يعتبر معبراً قوياً علي أن النظام الحاكم في السودان يعمل علي أعادة صياغة المجتمع السوداني صياغة كاملة وكُنا قد اشرنا في المقال الأول حول حقيقة تدين أهل السودان فيما عرف بالإسلام الشعبي وهنا نقتبس منه الأتي :-
أن الارضيه الفكرية الرحبة التي انطلق منها الإسلام الي كل السودان كانت تتمثل في الشخصية السودانية التي تبلورت نتيجة لتراكمات ثقافية منذ سبعه ألف عام قبل ميلاد المسيح علية السلام وظهرت بعد ذلك كتعبير وجداني حتي في طريقه حبهم لرسول الإسلام محمد بن عبدا لله عليه أفضل الصلاة والتسليم ولم يتوقف فهمهم لهذا الدين علي تلك الدعاوي التي تعرض تكميم الأفواه ورسم القيود وتعد المحرومين بفض بكارة الحور العين لم يطمح الإسلام الشعبي في السودان يوماً لفكر يخاطب الغريزة الجنسية كقوله انهار لذة للشاربين أو ويطوف عليهم غلمان أو حور عين فالمفهوم الذي يصور الدار الآخرة بهذه ألطريقه ينفي البعد الحقيقي للعبادة فالصورة المطروحة من قبل البعض بأفكار تعتبر غريبة علي الواقع السوداني تطرح صورة الجنة في المخيلة السودانية كأنها ( اندايه ) وتعريف الانداية في القاموس السوداني بانها مكان يتجمع فيه اصحاب اللذة من خمر وجنس ) وحاشه لله أن يكون مفهوم العبادة قاصر علي النيل والفوز باللذة أن عوامل ألتعريه لفكر الإسلام القويم تتوفر في تلك العقلية المريضة والتي ليس لها غرض من العبادة ألا الخمر وفض البكارة لذلك كان هنالك توافق أكيد في فهم المحتوي الحقيقي للرسالة المحمدية من قبل السودانيين ومابين الحقيقة الربانية لمفهوم الديانة ألسماويه هذا الفهم الذي يتلاقي مع روح وتعاليم الإسلام في صيغته السودانية ومفهومه الرباني فكانت حقيقة العبادة لهم ليس ألا خيار لصحبه الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم ويتجسد المعني الحقيقي لإسلامهم ولعبادتهم في النظر الي وجه الله العزيز جل جلاله في لذة لا تضاهيها لذَة ، هكذا عَرًف السودانيون دين الإسلام وهكذا تمرسوا عليه وتسامحوا في ما بينهم باختلاف أعراقهم وثقافاتهم .....أ.ه
ولذلك لم يدم الأمر طويلاً فبعد أن تم تجييش الشباب لحرب جهادية بالنص القرآني كانت الطامة ألكبري علي نفس النص وعلي من استخدمه فمجرد اختلاف أصحاب المشروع الحضاري علي أمور دنيويه تم نسف الحرب الاهليه في جنوب السودان من صيغتها الجهادية وأيضا بنص من نفس المصدر الأول وهنا مقوله واثر بليغ لخليفة الرسول عليه السلام الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه يقول فيه (لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه) ..... ولم يكتفي عراب عرس الشهيد ومأذون الجنة بان نسف مفهوم الحور العين وبالتالي تهتكت عقليه النكاح تحت سراب النظرية ولم يعد هنالك حور عين كما كانوا يظنون فطمث المفهوم الجهادي القائم علي الشوق لفض بكارة الحور بل تمادي في وصف من قتلوا من الشباب بالهلاك . وكانت اللافتات في الخرطوم تحمل الايه ( وان جنحوا للسلم فاجنح له ) في اشارة واضحة الي اتفاق السلام بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الحاكم .
نواصل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.