بكل تأكيد ما من أحد في المعمورة. إلا وقد سمع أو قرأ أو شاهد عبر التلفاز القرار الأمريكي الأخير برفع الحظر ( العقوبات ) على السودان وقد فرحنا وانتابنا السرور وفرح معنا أصدقاؤنا وجيراننا وكل من لهم مصالح بيننا. وتلقينا التهاني والتبريكات من الدول وممثلها الدبلوماسيين المعتمدين لدينا بالسودان مما يعني أن الحدث كبير وعظيم . ناهيك عن القادة وكبار الساسة والخبراء والمحللون في السودان والذين أبدوا الكثير جداً من الطموح والتفاؤل وكأن ليلة القدر قد نزلت ومعها الفتح المبين على السودان وشعبه المكلوم القابض على الجمر . علما بأنهم هم من طبخو في السابق هذه الطبخة بما فيها من الخروقات والتي ادت دورها طرية مباشرة أو غير مباشرة لما نحن فيه من التخلف الذي لحق بالبلاد والعباد على حدا سواء والتي بعدها أصبح السودان يقف على شفى حفره من انهيار اقتصادي مروع . ولكن لم يكن منهم من هو متصارح مع ضميره ويوضح الحقيقة عن أسباب العقوبات من الاساس . تسابقت الصحف والمجلات والقنوات الفضائية السوداينة والعالمية وكافة وسائل الاعلام من افراد وصفحات وبرامج ولقاءات لشرح وتفنيد مفاهيم القرار لأهلي الغلابة ابان مسوح مي البسطاء من أهل السودان . ولا يخفى علينا فهم الضحايا أصحاب ألوجعه والألم والتي يمشى على جماجمها وأشلاءها الساسة والمنظرون ببلادي الحبيبة . بكل تأكيد قد جنا الشعب السوداني المغلوب على امره نتيجة ذلك الحصار وما عايشه بصبر كبير من تدمير للاقتصاد وتأخر في التنمية وتوقف هدير الآلات بالمصانع وشلالات المياه بالطلمبات بالمشاريع الكبيرة وتدني في المجالات كافة التعليمي والاقتصادي والصحي والرياضي وحتى على مستوى العلاقات الاجتماعية نتيجة ما سببه من ضغط كبير من أمريكا وحلفاؤها من دول عربية واسلامية وغربية . وبعد أن فرج الله علينا تلك الظروف الحالكة الظلمة والتي استدعت القائمون على البلاد ومصالح العباد أهلي الشعب المغلوب على أمرهم . رغم الرفع المقرون بكثير من التحفظ وتنفيذ البنود المتبقية للصكوك الغفرانية التي يتم صكها بالولايات المتحدةالامريكية وتصدرها وبمباركة ممهورة باللوبي الصهيوني هنالك وكان لهم من أثر ايجابي في اتخاذ القرارات وتنفيذها بالسرعة المطلوبة مقابل تصدي السودان للمد الإيراني في المنطقة برمتها العربي والخليجي والاوسطي . ونلحظ أن قادتنا وساستنا ومن يظهرون علينا بالليل وهم في أبهي ملامح العز والراحة والروقان وأثناء النهار عبر مكاتبهم الوثيرة وشرفات مساكنهم التي تبهر العيون ولا أبالغ أن قلت بأنك تأتيك الرائحة الزكية وتشمها الأنوف وأنت جالس تشاهد التلفاز ولا يذكرون أن هنالك مراحل يجب المرور عليها وهي ألغام وأشواك وأسافين مزورعة في وسط الخبر حتى الوصول إلى نهاية الطريق لرفع العقوبات بان يتم إصلاح وتدوير المصانع التي تعطلت واستيراد أسيرات للقطارات والطريان والسفن البحرية والزيادة في الإنتاج المحلي من الزراعة والثروة الحيوانية وتصنيعها وتصديرها لرفع قدرتنا الإنتاجية للحصول على عمله صعبة تدر على حزينة لدولة عملة حرة( دولار ) ودخول المستثمر الأجنبي وهو مطمئن للدولة بالاستقرار الأمني والسياسي وأمواله عبر القنوات والبنوك العالمية المعتبرة . المطلوب من الحكومة السودانية لا بد لها من تغيير حقيقي في سياستها للاستثمار برمتها المحلية والإقليمية والعالمية لتواكب السياسة العالمية المفروضة على الجميع والذين لايملكون أن يقولوا لا بل هم يحرصون على أخذ وموافقة ورضاء العم ( سام ) لقدرته الباهرة بالتأثير سلبا أو أيجابا في القرارات المحورية رضي من رضا فينا أو أبى على عجلة الدوران الرئيسية في العالم من خلال البنوك العالمية والاقليمية والمنظمات والشركات ذات الصة . وإنني كمواطن كنت ولا أزل اعيش تحت وطئة ذلك القرار الاحادي وأنتمي الي قبيلة المغتربون الذين أفنوا زهرة عمرهم خارج الوطن بحثا عن لقمة العيش الشرفية ونأمل أن تؤثر تلكم القرارات في مستوى معيشتنا بالتحويل لأهلنا من مصاريف شهرية أو أقصاد دراسية أو اعاناة أهلية للمرضى أو النكبات المتلاحقة ما بين وعوائلنا أهلنا وأرحامنا بالسودان والكل يعلم أن كل مغترب خلفه مقطورة تتعدى محاورها ما بين (3أو 4) محاور رغم فرحتنا التي لم تكتمل أنني أشبهها بمن يأكل وجبة سمك بعد مشقة وعناء شديدين في الحصول على قيمة تلك الوجبة لأرتفاع قيمتها الاقتصادية عليه في منزله ووسط اولاده وتعرضت له شوكه في نصف حلقه منعته من مواصلة الاكل رغم دسامة صينة الغداء ولهفته للشبع من ( السمك) . وقد جرى به أهله لأتقاذه بإسعافه لأقرب مستوصف طبي لأخراج الشوكة حتى يرجع للمنزل ليتم ويتمتع ويشبع من السمك .ولكن تفاجؤا بان إخراج الشوكة يحتاج لعملية وتريتبات اقتصادية مرهقة أخرى جراء الفحوصات الطبية المتقدمة التي أجريت له لأن الشوكة تعدت الوضع الطبيعي لأخراجها بصورة سريعة وسهلة . وهنا وقف الاولاد وزوجته مكتوفي الأيدي وإصابتهم الدهشة من التقرير الطبي الصادر من المستوصف ويصعب على أهله تأمينها في الوقت الراهن مما يعنى تغيير طريقة العلاج والتفكير من الخلاص وإنقاذ والدهم . وقد كانت الفرصة ساتحه لأدارة المستشفى أن تطلب منهم التوقيع على اقرار لأدخاله العملية لمدة محدده وهل ستنجح أو تفشل . وبسؤالهم عن نسبة نجاحها رفض الأطباء ابدأ رائيهم خوفا من الادارة حتى لا تحاسبهم في تصريحهم حال الفشل . فنحن الان بالسودان نعيش نفس الحالة . جراء الرفع واقرانه بالتنازلات العصية المكملة للرفع النهائي والدائم للسودان حتى ينطلق ويتمتع بالمزايا كغيره من الدول الشبيهه له. وكل أمنياتنا وطموحاتنا وتطلعاتنا في أن يتم تسوية الخلافات السودانية الداخليه وانهاء حالة الحرب في السودان وتستبدل بنشر وعي الثقافة والسلام الدائم في بقاع الوطن الواحد بدون استثناء لمنطقة أو أقليم والتداول السلمي للسلطه عن طريق صناديق الانتخابات بدمقراطية نزيهة . وأن نكون سودانيون بالفطره تجمعنا اللغه وارض السودان الواعدة ونستظل تحت سماؤه ونشرب شربة هنيئة مرئية من نيله الحبيب الزلال . ولا يشك أحد أنها تستوعبنا جمعينا . ولا أكثر من أن تلك القرارات الامريكية تمشي على رجليها في المعيشة مباشرة بنزول الاسعار فقط في قفة الخضار أو المحروقات أو العلاج وعموم متطلبات المعيشة اليومية للفقراء حقيقة وليس وهما نسمع به عبر الاثير في المحافل والتلفزيون والمذياع والصحف كأن الامر لا يعني المواطن . أمنياتنا أن تكون الحكومة ممثلة في الحزب الحاكم ومن يشاركونهم في كعكة السلطة تنفيذ بنود القرار وأن يكون قد استفادوا من الدرس السابق للسنين العجاف التي عشناها لكي تحقق الانقاذ برامجها في انتشال الشعب السوداني مما هو فيه من شظف ومشقة المعيشة والتضخم الاقتصادي المزهل وما وصل اليه حالنا الاقتصادي من تدهور غير مسبوق حيث أصبح أكثر من (90%) من الشعب يعيش تحت خط الفقر المقدع نتيجة تعنت وطبخ محروق جراء سياسات أوحادية الجانب . وعليه نرجو بحكم أننا شعب وترأسنا حكومة يجب الاخذ بالاعتبار مصالح الشعب حتى نرى القرار واثره الايجابي ينداح علينا بالانفراج الاكيد. وعدم الفرح به ثم نعضي أصابع الندم بعد فوات الأوان وحينها لا ينفع الندم على ما فات . ولا يخفى على احد ليقرأ بين السطور أن الصكوك لا تزال مرهونه وهنالك صكوك أكبر في حال تحقيق النجاح لنيل الجائزة الكبرى لرفع أسم السودان من قائمة الإرهاب الذي لم يتم تفسير كلمته بالصورة التي تنقع العالم .الا أنه يطويق به مجملا المسلمون والعرب على وجه الخصوص في الوقت الراهن . والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،، عدلي خميس- الدمام [email protected]