بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس الكاتب والاكاديمي - جاري هنا في أعمدة سودانايل - الاستاذ/ أحمد المصطفى إبراهيم حانق جداً على موضوع الأراضي التي تمنح بالهبل للمستثمرين الذين يأتون إلينا بالخير والنعماء ورغد العيش والرفاه وأنا لست ضد هذا التوجه ولكني ضد عدم انضباطه وترشيده وإعمال القانون ومنطق السيادة الوطنية على كل ذرة من تراب الوطن ؛ ولكن قبل الدخول في لب الموضوع أود أن أنقل للقاري خبراً فيه عبرة وأنموذج من مصر الحبيبة ومفاده ؛ أن الرئيس حسني مبارك افتتح بتاريخ 20/10 مطار برج العرب الدولي على مساحة إجماليها ( 25000 ) متر مربع ؛ أي أن ذكر المساحة فيه دلالة على حجمه كمطار دولي!! . سأتناول الموضوع وحنق أخي أحمد المصطفى النابع من غيرة على هذا الوطن. أولاً أقول : أستروا فضائح معسريكم الغلابة الذين ما أن تفتح لهم سبوبة حتى يتوحشون ويهبشون ويلبشون ويستحلون أراضي الدولة وكأنها من أملاك الأجداد ؛ ومع ذلك فنحن شعب حقت عليه صفة ( طيب ) ولكن أولاد الحلال أمثال صديقنا أحمد المصطفي ما خلوا لينا فرصة نتمتع باللقب والصفة حتى يأتي الوقت الذي نجد فيه من " يقش " لينا "ريالتنا " ؛ فنحن شعب يحب السترة ويعفو عمن يضربه بل إمعاناً في التسامح ندر له خدنا الأيسر أيضاً ؛ حتى وأن لفحنا " بونية " تتكسر معها أسنان وضروس الكف الخد الأيمن ، وبعدين إيه يعني 257 فدان بس فهو كرم وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق وعلى الكريم أن يكوم ضيفه بأي وسيلة!!.. والبلد من أيام طريق الانقاذ الغربي يتكالب عليها كل من لا يجد مشرفاً على مشروع معين فينصب نفسه مشرفاً لأنه من ( الخلصاء ) والخلصاء تعبير من العبارات التي أفرزها لنا سوق المواسير .. وام أدراك ما سزق المواسير الذي ابتدع لنا نوع جديد من وسائل التهليب وأكل أموال الناس بالباطل ح فعندما تبدأ ممارسة الاستحواذ بالباطل لا يضير أخونا أحمد المصطفى إلا حنقه على الهبة بالباطل !! .. لما شعرت بمدى المرارة التي كتب بها أخونا وجارنا أحمد المصطفي ؛ علت شفتاى ابتسامة ساخرة حين تذكرت أمراً مماثلاً ؛ فقد استضافت قناة النيل الأزرق مستثمراً عربياً منذ أسابيع خلت؛ جاء هذا المستثمر وأنشأ مشروعاً استثمارياً يقيل عثرتنا من الجوع والفقر المدقع ليحقق لنا الأمن الغذائي؛ وللرجل نشاطات خيرية بجانب الاستثمار ؛ وأياديه بيضاء ربما في خدمة الجيران المتاخمين لمشروعه من أهل القرى الفقراء وأبناء السبيل واليتامى وذلك بتقديم خدمات الطبابة ضمن مستوضف المشروع قبل أن يتم تسويره كما قال بحائط كحائط برلين مما حال دون دخول أهل القرى ربما لدواعي أمنية أو ربما خوفاً عليهم من أنفلونزنا الطيور.. وعلى كدا بالتلميحة دي فهمتوا ما هو نوع الاستثمار فرب تلميح خير من ألف تصريح !! إتضح لنا من قوله أن أمن المشروع لا يسمح بالخول لغير العاملين به ؛ ومن المتعارف عليه أن الخدمات الاجتماعية لأي مشروع كالسكن والمرافق الرياضية والتنرفيهية و مستوصف الطبابة والنادي ؛ دائماً ما تكون في أطراف مثل هذه المشاريع لتكون بمنأى عن مناطق الانتاج وبعدين كان ممكن يسهلوا العملية دون تكلفة اضافية لإقامة مستوصف آخر ويعملوا ليهم ( نفاج)!! . لذا ولوجود هذه الموانع الامنية قرر المستثمر الطيب أن يقيم مستوصفاً لأهل القرى مجاوراً للمشروع لأنهم آمنوا واتقوا ؛ فما كان من الوالي - كما قال المستثمر- إلا أن أقطعه عشرة أفدنة بجوار المشروع لإقامة هذا المستوصف الذي سيخدم أهالي القرى المجاورة وما حول المشروع من قرى أصلاً؛ وهذا عمل خير لا اعتراض عليه ولكن الاعتراض على حجم الأرض المقدر بعشرة أفدنة لقيام مجرد مستوصف ولا أدري لو كان المستثمر السخي سيبني مشفىً كاملاً فكم مساحة من الأرض التي كان الوالي سيهبه إياها؟! .. فمطار برج العرب الدولي مساحته( 25000) م. م والأرض الممنوحة للمستثمر ليبني عليها مستوصف هي عشرة فدادين (42000) م . م ؛ نعم نحن أكرم من حاتم طي ، لأننا نهب هبة من لا يخشى الفقر .. فالواطة عندنا كتيرة !! يا أخي هذا المستثمر أياديهو علينا بيضاء ومآثره لا تحصى ولا تعد ؛ وأن على السيد الوالي الذي أقطعه عشرة فدادين كي يتوسع في فعل الخير ويبني عليها مستوصفاً لأنه – كما قال المستثمر - الخدمة أصبحت غير متاحة نسبة لأن عيادة المشروع أصبحت مقفلة ضمن سور المشروع " بسوبا " ؛ لذا لا غرو وكذلك حريٌ بالوالي أن يقدم له كل تسهيل لآزم ليكتمل عمل الخير هذا !! .. أنا برضو شايف عشرة فدادين شوية عليهو!!!! رجل البر والاحسان المستثمر رأى أن ينشر مظلة الطبابة لتغطي أيضاً كل المحتاجين إلى خدماته الانسانية الخيّرة إذ هو يفكر في نشر مظلته لتأوى اللقطاء أيضاً ولا أدري هل هذا ضمن العشرة فدادين واللا الموضوع محتاج لعشرة أخرى من الوالي؟! يا ترى مستشفى سوبا الجامعي مساحتو كمَّها و ما أظن أنها تصل إلى عشرة أفدنة يعني 42000 متر مربع !!.. والله عجيبة ؛ مستوصف عاوز ليهو أرضاً مساحتها عشرة أفدنة ؛ فعلاً قالوا ( الدنيا أكان ما كتلتك توريك رحط أمك ) !!.. هذا المستثمر السخي حيقيم ليكم مستوصف انشاء الله حيضارع " كينجز هوسبيتال " ومع مراعاة أن فن المعمار تطور فربما أن المعمار الآفقي هو غير الرأسي !! وآخ يا راسي!!!! أعلم أن الاستاذ أحمد المصطفى إبراهيم حانق جداً على موضوع الأراضي التي تمنح بالهبل للمستثمرين الذين لا شك يأتون إلينا بالخير العميم والنعماء ليرغُد عيشنا وتصفو أيامنا ونعدي السبع سنوات العجاف إلى السبع السمان بفضلهم نحن بلا شك نستأمنهم كما آمن أخناتون عزيز مصر!! . ولكني أود أن أوضح إلى االاستاذ / أحمد أن نرسل وفداً ليتعلم كيف قام المصريون ببناء مطار برج العرب الدولي على مساحة ( 25000 ) متر مربع ولماذا نحن نبني مستوصف في مساحة 42000م م؟! ؛ خلوا بالكم هذه فقط المساحة التي إحتاجها المشروع لإقامة مطار دولي في برج العرب وفي الطريق الصحراوي بالاسكندرية ؛ فإن وضحت له التقنيات التي استعملها الفراعنة ؛ عندها عليه أن يستنكرت منح الأراضي المهولة لبناء صرح الصناعات الطبية الضخم الذي سيحول بلادنا بقدرة قادر إلى رائدة الصناعات الدوائية في كل إفريقيا !! النكتة يا أخي أن بعض السودانيين في دول المهجر عندما تتاح لهم فرصة العمل في شركات استثمار خليجية في السودان يتفاخرون للمستثمر بأنهم متنفذون وأن أجهزة الدولة كلها في جيوبهم ؛ وأطلب تجاب إنشاء الله نوفر ليهو لبن الطير لو عايز!!.. خاصة أننا كرماء جددددداااا في موضوع منح الأراضي للمستثمر لأن الأرض عندنا كثيرة وبالهبل ومهما منحنا السادة المستثمرين فالأرض لن تنفذ ..عندنا مليون مليل مربع يا عم!! أخونا أحمد المصطفى ضرب كفاً بكف متعجباً فيما يحدث في بلدنا وأنا لا أرى داعياً لكل هذا لعجب (وفقعة المرارة ) ؛ فنحن عندنا الواطة كتيرة ما شاء الله ؛ مليون ميل مربع يا رجل ؛ يعني ما فيش مشكلة؛ وكمان نحن معروفين بالكرم ونحن الدقو لينا الدلوكة وقالوا إننا انتو" عشا البايتات" ؛ و شنو يعني يا أخي لما ندي المستثمرين كل هذه الأرض!؟ ؛ مش الجماعة حيبنوا لينا كليات ومصانع وحدائق غلبا ومصانع أدوية وشاش وقطن وصبغة يود عشان لما نتفلق يوقفوا نزيفنا ويغيروا لينا الجرح !! . كمان قالوا حيقيموا مصنع محاليل يا عمو جلكوز وكدا !!.. الزاد وغطّى في استغرابك كمان أنو قلت إن الآية انعكست أي أن المستثمر أصبح ليهو 51% والوطني نصيبو 49% ؛ وطبعاً السر في هذا الموضوع هو ما لم يفهمه أخونا أحمد المصطفى ؛ فنحن كما يعلم هو والجميع ؛ أننا شعب كريم مضياف ؛ فالفرق دا هو حق العشاء فالمفروض كان الشريك السوداني يسويهو للمستثمر؛ ولأن المستثمر الماليزي قام إعتذر وقال أنو مستعجل و مسافر هسه دي ؛ حلف الجانب السوداني أن يكرم الرجل بال2% حتى لا يرجع لبلدو ويقول السودانيين بخلاء!! .. أريحية يا عم أحمد وكرم حاتم طي.. بس إنت بطّل النفسنة والحقد الأسود وخلي البلد تزدهر!! بعدين هناك بعد آخر للموضوع ؛ لأنو فيهو شريك هو وزير سابق ؛ ونحن لدينا مشكلة في قانون المعاشات فلا أظن أن الوزير بيحق ليهو معاش أو حتى مغطى بمظلة اتأمينات الاجتماعية " أي مظلة الرفاه " ؛ يعني شنو يا سي أحمد نسيب الراجل يشحت؟! ، طيب لما الوزير يكون سابق يعيش من وين؟! .. لآزم نحقق العدالة الاجتماعية فإن لم تكن بيدنا فبيده ؛ فالرجل دخل فقط بنسبة 25% بس ولم يستغل نفوذه أو يتربح من منصبه السابق؛ بل دخل شريك بنسبة ضئيلة حتى يستطيع أن يؤمن لقمة عيش تقيه ذل السؤال يا أخي!! .. ثم إن الحكومة عليها أعباء جسيمة يا أخي عشان كده دخلت بس بنسبة 24% ربما دا كمان يكون المكون المحلي وقيمة الأرض ؛ ودي كل مساهمتها في المشروع وكمان عاوزة تأمن لينا الشاش والجلكوز والسرنجات حتى لا نطالب بها المواطن عندما يزور المستشفيات لتلقي العلاج ولمحاربة جشع مؤسسات الطبابة الخاصة وحتى لا نرمي المرضى المنومين خارج مشافي الدولة لعدم القدرة على دفع قيمة مثل هذه المستلزمات ؛ يعني أعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة!! أزيدك من الشعر بيت فإنه لما اكتشف الجانب الماليزي أن المنتج سيكون أغلى من المستورد ضرب طناش وبمزاجو ، والسر في ضربة الطناش قيل – والعهدة على الراوي أيضاً يا سي أحمد - أن الوزير السابق قيل أنه مستتر تحت جناح أخيه ؛ هو من يستورد أيضاً هذه الاحتياجات ويوردها للإمدادات الطبية من المصتع الأم في ماليزيا بأسعار أقل 35% للتوفير على الدولة ؛ ففي كلا الحالتين فالجانب الماليزي ما خسران حاجة ؛ وكويس أنو ما طالب الحكومة بعطل وإضرار وربما يوكل الأمر لوزير سابق لمتابعة إجراءآت رفع القضية ونحن كما تعلم دولة سيادة قانون ودولة حكومتها معروفة بتنفيذ أحكام القضاء خاصة للمستثمرين حتى يشعروا بأمان وضمان استثماراتهم ؛ لأنو ممكن يصدر حكم لصالح المستثمر الذي أهدر ماله ووقته!! و" بعيدا ً " عن لعبة السياسة سواء ( الذكية ) أو ( الغبية ) ، بوصفها موضوع جدلي لا ينتهي و"قريبا ً من عالم المال ، بوصفه علم أرقام ( لاتقبل الخطأ ) حتى على حاسبة طفل ، وتبسيطا ً لفهم (الذكاء المالي !! ) ، لمن يريد الخوض في هذا العالم ( عالم فدان الأرض الابيض الذي ينفع في اليوم ألأسود ) إنه عالم أثبت فيه السودانيون من " الفهلوة " أنهم عتاولة في الاستثمار ولديهم ( عبقرية ) قاطعة فاقت أنظمة وقوانين كل هيئات الاستثمار ووزاراتها بوصفها الوزارة ألأولى والوحيدة التي تحميها الحكومة الاتحادية والحكومات الولائية من كل عبث ، فقد طالت وأبدعت" الفهلوة " في موضوع الأراضي ، ونبدأ بحسبة أحمد المصطفى إبراهيم ح - صاحب الحسبة - ومن هذا المكان نعرض فزورة من يجيب عليها فله فدانان من أخصب أراضي أبعدية جدي لأن الأمر ( هام وخطير جدا!! ) قيل في السلف: ما من ( ذكي ) على وجه ألأرض يستأمن أمواله لدى ( لصّ ) ، إلا ّ في حالة واحدة من حالتين ، لاثالث لهما قطعا ، هما : أن صاحب المال ( لصّ) له مآرب في وديعة غير آمنة المصير وفي حالتنا التي نعرض لها فهذا مستحيل ؛ أو انه ( لصٌ غبي) غباء لايحتاج إلى عبقرية لتشخيصه لأنه يعتقد أن غيره هو الغبي ولأنه لا يستطيع كشف ستره ؛ لأنه يعتقد أنه أحكم عمله وأجاد !!. فأيهما وماذا ترون أنتم أيها القراء؟!! ( ننتظر حل الفزورة)!!! هذا جزء من ملحمة الفساد التي تمتد عبر العصور . فالفساد يعني انقلاب على مقدرات الوطن بأكمله ، وانقلابا على كل القيم الإنسانية والحرية والديمقراطية والملكية العامة السيادية ، وان مثل هذا التصرف يقودنا حتماً إلى الجوع والتجويع وغلاء الأسعار التي ربما تكون هي سياسة ممنهجة يتبعها العالم الرأسمالي ضد الدول النامية والفقيرة لتخضعها ؛ ونحن نطبق آخر ما توصل إليه الآخرون في دنيا العولمة!! وهذه سياسة واستراتيجية ملحوظة اتبعها الغرب بدقة على مدى عقدين ونيف بعد أن استتبت له أوحادية لقطبه ولخلق فئة من الناس تلصق بهم صفات كالنزوح والجوع ؛ وهؤلاء لديهم الاستعداد لبيع أنفسهم ليس من اجل الوطن بل من اجل اهداف نخبوية تقودها نخبهم لتصل لمبتغاها ومصالحها الشخصية ، لذا فإن هذه الفئة من الناس ما كانت لتهرول وراء من يملأ بطونها وتسبح بحمده وتشكره ليل نهار وهي تعلم أنه هو من سلبها إرادة العمل بشرف وذلك ليمكن من أن يتاجر بمآسي أهله حتى لو كان عند تحت مسميات وشعارات إنسانية مختلفة في ظاهرها ، وهو من يحمل بيده اليمنى رغيف الخبز وبيده الأخرى أجندة غادرة واجبة التنفيذ. هذه هي إفرازات مفهوم العولمة الأمريكية ، الديمقراطية التي تعلمتها الأنظمة في عالمنا الثالث من أمريكا ، التجويع الذي يسلبك إرادتك فتخر صاغرا لمن يدفع لك مادام الدولار واليورو موجودان لشراء الذمم والضمائر.!! ؛ عليك أن تنافق و تزور وتدلس وتكذب بشرط أن تضفى الشرعية على من لا شرعية له طالما قد قبضت الثمن!! .. فهل يستطيع احد التشكيك في نزاهة أوكامبو مثلاً أو تقارير المنظمات الغربية التي ترفعها عن دارفور؟!! وهل سأل احد نفسه لماذا تكثر على فترات بعينها مواد الإغاثة والبطاطين والأوراق المالية وتنهال فجأة على المنظمات كلما رفع الغرب من وتيرة إتهاماته لمن يستهدفهم!؟ وهل للمعارضة التقليدية القدرة على قولة " لا" وهل التي كانت قد سلبت الناس حق التفكير والاختيار وفرضت عليهم وصايتها؟! ؛ لماذا تحاول الآن إظهار أنها تعمل لتحرير إرادة الناس من قيود المنتفعين والوصوليين ؛ إن كان الوصوليين المنتفعين أصلاً هم صنائعها!! ؟ إن التلاعب بأمر أراضي الدولة أمرٌ بالغ الخطورة سواء منحت لمستثمر أو غيره ، فالأرض تعني السيادة .. وتعني الوطن . أن مثل هذه التصرفات هي الخيانة بعينها ولا يمكن القبول بتجويزها تحت شعار وباب أو نافذة الاستثمار وتسهيلاته ؛ ليس في هذا إلا فتح الباب على مصراعيه لشرعنة السرقات والاختلاس والفساد ؛ وعند المساءلة تبدأ التبريرات تحت شعار سوء الادارة بحسن نية لتبرأة ساحة كل فاسدٍ ومفسد !! .. وهل سيبقى الشعب السوداني يعتقد بالنزاهة والأمانة بهكذا بعض نماذج كالأشباح لا نعرفها ولا تظهر لنا في العلن ليشرعنوا السرقة وإفساد البلاد ؟ لقد بات واضحا من أين بنيت إمبراطورية الفساد التي صنعتها فئة تدعي أنها متنفذة على مر السنوات السابقة وقد دخلت في العملية السياسية وليس بمقدور أي نظام حاكم اقصاء هؤلاء وإلا أتهم بالتوتالارية ؛ هذه الفئة أصبح الآن قادتها برلمانيون ووزراء ورؤساء دوائر ومدراء عامين ووكلاء وشركات حكومية ومؤسسات وهؤلاء لا يردعهم إلا الخوف من الله إن كانوا فعلاً يخافونه ولكننا تعودنا منهم ومنذ الاستقلال الأكل في كل الموائد دون حياء . أذا كانت السرقة جائزة في شكل منح أراضي بالهبل لمستوصف أو مدينة صناعات طبية ؛ في شكل أراضي ؛ فأقل ما يقال أنه يمكن أن نبني عليها عدة مطارات دولية ؛ بماذا نفسر حينما يكون الحال أن المواطن الأغبش لا يجد (200) متر يبني عليها سكن من الجالوص يقيه رمضاء الصيف وزمهرير الشتاء ومطر الخريف بينما في مصر منحت أراضي بمساحة (300) م للشباب بمشروع ( ابني بيتك) ومدت الدولة الأرض بالخدمات بل وساعدت بعض مصانع مواد البناء ببعض المواد وقيل أن هذا لقرب الانتخابات التشريعية في مصر وليت الأحزاب ورجال الصناعة والمال فعلوا هذا عندنا وقت الانتخابات لكنا قبلنا أقدامهم قبل رؤوسهم . ولكن ماذا ننتظر من البعض الذي تربى على السرقات وإفساد غيره منذ أن فتحنا أعيننا على عالم السياسة منذ الاستقلال.!! كثيرا هي الأسئلة التي ترد بخاطري وتقلق المضاجع وتثير الدهشة والحيرة في نفسي وأنفس الكثيرين غيري .. فعدد الفقراء في بلادنا تجاوز 14 مليون من قيل أنهم تحت خط الفقر ، وبالاضافة إلى (4) ملايين لا يجدون قوت يومهم إلا بالكاد ولولا فضيلة التكافل المتأصلة في نفس الانسان السوداني لكانت فضيحتنا بجلاجل ونحن سلة الغذاء ، وهناك بيننا أيضاً من لا يعرفون ماذا تعني ( الفاكهة ) أو الحلم بها ناهيك عن أكلها ونحن بلد زراعي بستاني في زمن الحكم الثاني قيل لأم الخديوي السودان جوعان فتساءلت وقالت لهم ( ليه ما فيش بقلاوة؟)!!. العدد كبير ومخيف ويدعو للقلق بل وللحسرة ، و يعنى ان عدد الفقراء في تزايد . ان ( غول) ارتفاع الأسعار المرعب وحش يلتهم ويلتهم جيوب وبطون الفقراء وقد بات هو الضربة التي تقطم ظهر الناس وتدفعهم للانحناء والتنازل ، والآلية التي تنفذ بها الادارات هذه السياسة ، هى ذات الآلية التي تمهد الطريق الفساد ليترعرع وينمو ويسلب . لهذا اعتدنا أن نشاهد من المرشحين وهم يهرولون في كل انتخابات تجاه الأحياء الفقيرة المعدمة ينثرون وعودا هم أدرى الناس بأنها لن تتحقق ، يبيعون لكل محروم الحلم الوهم بكلام معسول في مجمله ليتحول الجوع والجوعى إلى منصة يعتليها أصحاب المال والنفوذ ، لذلك بات الكل يتحدث باسم هؤلاء الفقراء والمساكين والمحرومين . في الماضي قال الإمام على ابن أبى طالب – كرم الله وجهه - " لو كان الفقر رجلا لقتلته " واليوم يقول الانتهازيون الذين يأكلون في كل الموائد : " لو كان الفقر رجلا لآويته وغذيته " .!! ولأن الشيء بالشيء يذكر فأنه لا يمكننا أن ننسى قول الصحابي الكبير أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه – وهو يقول : عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه !! .. وأمريكا والأنظمة الاستبدادية تقول : من يشهر سيفه ليقتل الفقر فهو ارهابى!!.. من يقتطع من أراضي الوطن ويهبها كيف شاء فهو مشجع للإستثمار ونحن نقول : إذا كان الجوع كافر بالنسبة للفقراء أصحاب البطون الخاوية .. فالفساد والاستبداد أشد كفرا بالنسبة للأحرار أصحاب العقول النيرة المستنيرة وكثيرٌ منهم صامتون مغلوبون على أمرهم إلا البعض أمثال أخونا المنفسن أحمد المصطفى يمكن أن يفضفض بكلمتين ولكنه مثل الآذان في مالطا لا أحد يسمعه وحتى من يسمعهيضرب طناش!!. للشعر فضاؤه : يا واحة خضراء في صحرائي ؛ يا ومضة الآنوار في ظلمائي يا سمرة البدر البهي إذا بدا في الأفق تحت غمامة ٍ دكناءِ يا رقة الدمع الهتون إذا جرى من عين مشتاق الحبيب النائي يا خفقة النسمات في أمسيةٍ صيفيةٍ بالروضة الشجراءِ في صوتك النشوان صمت بلابلي وجمالك البسّام كل عزائي Abubakr Ibrahim [[email protected]]