***بينما اكد وزير الصحة الاتحادي بحر ابو قردة ، ان تلوث المياه هو السبب في التسمم الذي حدث لاطفال خلوة عد بابكر ،عزا وزير الصحة الولائي بروفسور مامون حميدة ، التسمم الى وجبة غذائية ، تم تقديمها لاطفال الخلوة من احد بيوت المناسبات الاجتماعية .... **كيف نصل الى الحقيقة ، بين طرفي حديث يعلوه التناقض ،كيف نلملم تفاصيل ماحدث ، وكل وزير يتحدث في اتجاه ووصف مغاير ، تنقسم التصريحات بين ماء ملوث ،ووجبة غذائية ملوثة ،فتصريح الوزير الولائي ، لم يخل من اتهام اسرة،قدمت طبق خير كما الكرم السوداني لاطفال الخلوة ، لكنه الان ذات التصريح ، سيغير سلوك وعادة الدعم والتبرع بالطعام والحلويات ،بعد المناسبات ،في صالات الافراح والمنازل بدلا من رميها في براميل القمامة ، ورغم ان التبرع عادة ايجابية ، تلتئم فيها روح التعاون والمحبة ، لكنها الان وبعد ما جرى على لسان وزير الصحة الولائي ، ستكون هنالك الف خطوة للوراء ،ربما تخسر فيها العلاقات الانسانية ،المؤازرة والمودة والتراحم ...... **بعض الخلاوي في السودان ،صارت مصدر عذاب وعنف لطالبي العلم فيها ، اذ تغيب فيها الضوابط الاخلاقية والانسانية ،وتسقط من خطوها ،الرقابة من المؤسسات الدينيه التي تتبع لها ،فالخلاوي رغم انها ومنذ الزمان القديم ،حبلى بالقيم السمحة ،ومكانا لاشباع نهم الطفل من القران والتفسير والتجويد والترتيل ،الا انها اخذت تنحرف عن مهامها الدينية ،فصارت وكرا لملذات بعض شيوخها ، يتلذذون باغتصاب اطفالها ،ولقد كان الطفل ادم الذي فارق الحياة قبل عامين او اكثر ،احد ضحاياها ،كما كان احجام اولياء امور الاطفال ،في ولاية الخرطوم عام 2014 ، عن ارسال ابنائهم الى الخلاوي في اجازة الصيف ،شاهدا ودليلا ، وذلك بعد التاكد من الممارسات ،التي حدثت في غرف بعض الخلاوي المتهالكة والمتاكلة ، مثل ضمائر بعض شيوخها ،الذين يعززون شهوتهم بانتقائية فجة ..... ** يفتقد تلاميذ الخلاوي للكساء رغم (هاشمية) بعضهم التي بعثت قبل سنوات بسراويل الى خلاوي بعينها ، كما تفتقد الغذاء الجيد الذي يصلب عودهم لتلقي العلم -–فهناك ليس من غذاء سوى الضرابة --- وشق طريقه الصعب ،يجلس طفل السابعة بلوحه ودواته ، ملاصقا المراهق الذي جاوز عمره الخامسة عشر ، بل ينام معه ، على برش واحد على الارض!!!!كيف يستقيم ذلك ؟؟؟؟؟ تغيب عن الخلاوي المياه النظيفة ،وتبلغ مواعينهم وهي ملوثة ، وغير صالحة للشرب ، يتم تقييد الطفل بالسلاسل الحديدية في عنف واضح لاتخطئه العين كعقاب بدني مستمر ، يتم اجبار الاطفال في الخلاوي على العمل والتسول ، على مرأى ومسمع من مجلس الامومة والطفولة ،الذي يفاخر بقانون الطفل 2010 ولايتابع تطبيقه الحرفي والقانوني !!! فهاهي المياه الملوثة قد اوصلت طلاب خلوة عد بابكر الى المستشفيات ،بعد ان انهكت اجسادهم النحيلة ،التي أضناها سوء التغذية ، والاستحمام في مياه الترع !!!!! **اعتراف وزير الصحة الاتحادي باصابة اطفال خلوة عد بابكر ،بالاسهال المائي بسبب المياه الملوثة ، يدعم مايتداوله المجتمع من اهمال واضح للخلاوي مبان وطلاب ، ويؤكد كذلك خروج بعض االخلاوي من دائرة الاشراف المباشر من قبل المؤسسات ،المعنية بشؤونها ،والتي تمنح التصاديق الخاصة بها في هذا الحي او ذاك ، كما يسند اعترافه ،وجود ثغرات ادارية وتنظيمية ومعرفية ، في ذات المؤسسات التي تضم الخلاوي تحت جناحها .... ** ملف خلوة عد بابكر ، سيظل مفتوحا ،بجانب الملفات القديمة ،التي سردت ماّسي الخلاوي واطفال الخلاوي من تحرش واغتصاب ..... **همسة على يديه اصفاد... ورجف ..... وفي وجهه دمعة جارية لم تجف .... في قلبه وجع وحزن ونزف .... في صوته انين وقلق وخوف ..... صحيفة الجريدة [email protected]