لا جدال أن قرار الرئيس الأمريكي المنتخب بمنعه لشعوب سبعة دول عربية وإسلامية من دخول أراضي بلاده من بينها السودان، جاء مجحفاً في حق السودانيين ومخالفاً للواقع ومخطئاً في قراءة المشهد السياسي العالمي، لأن شعوب السودان لم يُعرف عنها يوماً ميولاً للعنف والتطرف الديني. وفي غنى عن القول- أن حكومة الجبهة الإسلامية ومحالفيها من حركات الإسلام السياسي الداخلية والخارجية قد استعصى عليها جر الشعب السوداني وسوقه إلى التطرف الديني وخلق حالة من الهتافية الدينية وسطه وذلك لما يتمتع به الشعب السوداني من سماحة مشهودة وذكاء سياسي وديني كان محل إشادة من الكثيرين مبعثها المبادئ الإسلامية الراسخة المغروسة فيه الميالة للسماحة والسلم التي غرسها فيه أهل الله من الصوفية المتجذرة في مجتمعه. وقد شكل القرار المذكور ضربة قاصمة لأفراد الشعب السوداني وخلق رأي عام ضدهم جعلهم محل شك وريبة في الدول الأخرى ومطاراتها وقد كان حقاً قراراً ظالماً ليس بسبب المنع من دخول امريكا وإنما بسبب إشانة السمعة التي صاحبته. لماذا نلوم انفسنا إذن؟ نلومها لأننا تركنا الوطن وشعبه ومستقبل أجياله القادمة لثلة من المهوسين بالطموحات الاسلامية وبالسلطة والمال وبحب النفس. منذ مجيئي هذه الجماعة المشؤومة للسلطة لم يكن الشعب السوداني أحد اولوياتها أو أحد اهتماماتها بل على العكس منذ ذلك تماماً كان الشعب المستهدف الأول، لأن برنامجها قائم على العسف والذلة والإفقار والفتنة. فكيف تستقيم لنا قناة ويحترمنا الآخرون ونحن نرضى بالذلة ونرى الظلم ونرى القتل والاغتصاب ونرى خيرات البلاد تنهب ونحن صامتون ذليلين. ما لم نحرر انفسنا ونحرر شعبنا من هذه الذلة ومن هذا الظلم لن نعيش في سلام ولن يحترمنا الآخرون. لقد تقاعسنا كلنا عن القيام بالواجب الوطني تجاه شعبنا وتجاه أجيالنا وسوف يحاسبنا التاريخ على هذا التقاعس والخنوع. سامي دكين/ المحامي [email protected]