هل سيصمد رفع الحظر الأمريكي للسودان في ظل الادارة الجديدة ؟ ، ، استهل الرئيس الجديد للبيت الابيض ايامه الاولي بقرارات إدارية تنبئ عن اولوياته في تنفيذ الوعود لقاعدته الانتخابية التي جاءت به رئيسا للولايات المتحده . . اتفقنا ام اختلفنا مع هذه الششخصيه التي اثارت جدلا واسعا بتوليها لمقاليد دوله لها تاثيرها الواضح علي كافه مجريات الاحداث السياسيه والاقتصاديه علي الصعيد العالمي . . ولكن تبقي قراراته التي لا شك ان لها ما وراءها وحتما ستفصح لنا قادمات الايام عن حقيقه ما يدبره ترامب من سياسات تجاه بلادنا . . ترامب ليس كما يظن البعض . . بانه شخصيه ترتجل قراراتها بسزاجه لا واعيه . . فهذا الرجل يعرف تماما ماذا يفعل وماذا يخطط وكيف يستفيد من قراءته في واقع عالمي معقد ودليلنا بالطبع انقلابه الديمقراطي علي المؤسسه الامريكيه المعقده والتي تديرها فطاحله العقول . . وتخييب حتي توقعاتهم بوصوله غير المنتظر للبيت الابيض. . مما يعني ان الرجل يعني تماما ما يرغب في فعله . . وبالعوده الي قراراته الاخيره ضد مواطني بلادنا وهو في مهد رئاسته تعني ان هنالك منظارا مسلطا يشغل اولوياته لدرجه تسرعه في استصدار قرارات يدرك تماما تعارضها مع العقليه التقليديه التي انقلب عليها . . هذا هو برنامجه الذي فاز به . . لقد قالها صراحه انه جاء ليقصي كل ما يرتبط بالارهاب بصله . . ولما كان لحكومه البشير تاريخ حافل بايواء كبار قاده المنظمات التي تم تصنيفها مؤخرا كجماعات ارهابيه تزعزع الامن العالمي . . ومن ابرزها تواجد زعيم تنظيم القاعده نفسه اسامه بن لادن في فترات سابقه بالاراضي السودانيه والسماح له باداره استثمار بالبلاد . . وسواء تم ذلك بوعي من ادارتنا . . او . . بلا وعي منها كامتداد طبيعي لسياسه التخبط العمياء التي لا نزال نعاني من تفاصيلها . . مما تسبب في هذه العقوبات التي اثرت بلا شك بصوره واضحه جدا في اقتصادنا المنهار اصلا . . وبالمقابل لم نحصد الا السراب جراء فتح اراضينا لتكون معبرا لكل مخابيل الارض ومجرميها . . وبالتالي . . فمهما ساقت الاداره الراهنه من مبررات . . ومهما قدمت من قرابين . . سوف لن تجدي نفعا لشخص يتهم حتي مواطنته النافذه في الموسسه الامريكيه بانها خائنه وعميله وتدعم تنظيمات ارهابيه . . فما بالكم بما يضمره لادارتنا التي لها تاريخها المعروف في هذا الصدد وان لم تمارس بصوره فعليه او تشارك هذه الجماعات في تخطيطها وتدبيرها فهي بلا شك قد اسهمت في احتضان بعض زعامات هذه الجماعات يوما . . حتي اذا كان ذلك من باب المجامله والعاطفه . . فضلا عن بعض عناصر الحكومه الحاليه الذين بشهاده احد صناعها قد شاركوا وخططوا لاغتيال حسني مبارك في وقت سابق . . وان تخص منهم رئيس هذه الاداره الفاسده مؤخرا الا انهم لا يزالون أعضاء في حزبه وبالتالي فان لهم رايا ودورا في صناعه القرار . . ان الله يغفر الذنوب جميعا اذا تاب صاحبها و توجه الي الله بقلب سليم . . ولكن هذا لا ينطبق علي البشر الذين تحركهم الانطباعات وتقلبات النفس . . وحتما ستظل سياسات الانقاذ البلهاء وتاريخها المشبوه الذي دفعنا فاتورته غاليه ولا نزال ندفعها امرا يطاردنا ما بقيت هذه الاداره التي آن لها ان تترجل . . طوعا او كرها . . ولذلك . . تحليليا . . من المرجح والحال هكذا . . ان يجهض ترامب مشروع احلام اليغظه الذي وضعه سلفه اوباما . . دون ان يكلفه الامر مشقه قانونيه . . اولا بسبب مرونه الالقاء او الابقاء المرهون مسبقا بشروط لاستمراريه رفع العقوبات . . وثانيا اقالته للمؤسات الامنيه التي ستزعجه في حال استصداره لقرارات مماثله . . مما يدلل بصوره لا تدع مجالا للشك في ان الرجل لديه الكثير جدا من الذي لم يفصح عنه بعد . . ويرغب بالتالي في التخلص من كل مصادر الازعاج التي تقف في طريقه . . لهذا فقد قلنا ان اي رهان لا يستجيب لتطلعات القاعده العريضه في الاصلاح . . واي تنميه تبني بمجرد اماني لرفع العقوبات . . دون التفاات للبيت السوداني ما له وما عليه . . تعني الخسران المبين ومزيدا من الخيبه . . وبالتالي فامام الرئيس خياران . . ان كان يرقب بحق في انقاذ ما يمكن انقاذه من سياسات حزبه الاقصائي المنبوذ باجماع الأغلبية الميكانيكية لكافه فئات الشعب السوداني . . فاما ان يتنحي لصالح حكومه وطنيه يتم تشكيلها بحسابات وطنية تراعي أولوية ومصلحه هذه البلاد . . واما ان ينقلب عسكريا كما جاء ليفسح المجال لديمقراطية وانتخابات حره ونزيهه يترك للشعب السوداني ان يقول فيها كلمته . . ولكن . . ان يبقي الرئيس وحوله كل نطيحه ومترديه وما أكل السبع . . فيجب ان لا نحلم بوطن ينطلق نحو رحاب افضل . . [email protected]