بسم الله الرحمن الرحيم للحقيقة ليس لي مصلحة في ما يحدث ويختص بمشكلة شركة "أمطار" ولكن أدلي بما اعرفه من حقائق عن تسلسل أحداث انشاء شركة "امطار" والتي لم تكن تسمى بهذا الاسم في بداية عملها ولكنها شهادة من لا يرتبط اسمه بما لحق من تدهور في الأحداث وبذلك تطور الموقف الى ما يمكن التنبؤ بما يلحقه من إساءة لسمعة الوطن بكامله من سوء تدبر إدارات الاستثمار في في محيط معالجة الازمات. وبما أنني قد عايشت الكثير منذ ابتداء انشاء نشاط وعمل الشركة المذكورة بالسودان وكانت لي علاقة مباشرة مع الأشخاص الذين ارتبط اسمهم بالعمل والذين يقومون من وراء هذا العمل وكانوا ممثلين في شخصين أفاضل هما السيد / أحمد الفلاسي والسيد / محمد راشد العتيبة، من الامارات العربية المتحدة، وكانت معرفتي بهم عند زياراتهم المتكررة الى السعودية وكانوا قبل تحركهم من الامارات يتصلون بي لمقابلتهم سواء في المطار أو عند وصولهم الفندق بالرياض وكنت استصحبهم في جميع جولاتهم في البداية وفي كثير من اللقاءات وأشهد الله أنهم كانوا أناسا صادقين في تعاملهم وتوجههم دون استفادة مادية أو مقابل من جانبي، فقط كانت رغبتهم في العمل كمستثمرين في السودان وكان جل اهتماماتهم هي الاستثمار في مجال الزراعة وإنتاج الأعلاف، في ذلك الوقت، وتصديرها الى الامارات وهذا كل ما اعرفه، وكانت هذه الفترة فيها الكثير من الملابسات. كانت البداية للشركة هي حصول الشركة على ترخيص لمشروع في ولاية نهر النيل لزراعة الأعلاف وتشجع الاخوان وبدأوا في شراء أدوات الحفر وأجهزة الري المحوري والمضخات من الشركات المعروفة في السعودية، وهذا كان بتكليف منهم لأحد أقربائي لمعرفته بهذا النوع من العمل وكان أيضا يقوم بالشراء والشحن الى السودان، وكان في البداية برفقتهم أحد الاخوة السودانيين يأتي معهم وله معرفة سابقة بهم من الامارات وما فهمته أنه أستطاع أن يشرك بعض أقاربه في السودان في تولي عملية إدارة وابتداء المشروع، ولكنه لوحظ كثيرا ما كانن يتخذ ركنا أو جانبا قصيا ويبدأ جدالا طويلا بالتلفون مع أحد أقاربه وكأنه المسئول عن الإدارة في ذلك الوقت ولكنني لاحظن أن أصحاب المشروع كانوا متذمرين وكانوا يشتكون كثيرا من أن الأشخاص الذين كانوا يديرون المشروع استعملوا كل أساليب الفساد وذلك بالتغيب عن المزرعة مما يعرض الآليات والمعدات للضياع والسرقة ثم استغلال السيارات التابعة للمشروع والمحروقات في مشاويرهم الخاصة. هذا مما استدعى فيما بعد الاستغناء عن كل السودانيين في المشروع واستبدالهم بمهندس عراقي وهو الذي اصبح فيما بعد يدير كل العمل بنفسة وأيضا يقوم بالتخليص الجمركي والذهاب الى بورتسودان والخرطوم وغيره. وعند بداية عملهم بعد شراء المعدات وحفر الآبار والتجهيز تم ايقافهم رسميا بحجة أن هيئة الآثار تملك هذه الأرض وتدخلت وأوقفت نشاطهم ودخلوا في مشاكسات مع السلطات المحلية والحكم بمصادرة المعدات وسحب ترخيص الأرض. وبعد كل هذه الخسائر كان كافيا أن يغلقوا هذا الباب ويتركوا الاستثمار في السودان لولا محبتهم واصرارهم على النجاح .. أيضا تم منحهم أرض أخرى في نفس الولاية وبدأوا في العمل في المشروع ولكنهم بعد فترة من النشاط، فوجئوا بترعة تشق في منتصف الأرض التي منحت لهم واستنجدوا بكل السلطات لحل الاشكال وتفادي الخسائر .. لا أعلم أي سلطات هذه التي تمنح تراخيص دون التأكد من ملكيتها أو ايلولتها لجهات رسمية واي سمعة تتمتع بها تلك السلطات في حالة الفشل المتكرر وعدم الترتيب الجيد .. هكذا الاستثمار! لكن يمكن استنتاج ما حدث بعدها، وللحقيقة أننا كسودانيين لا نحسن إدارة المسئوليات وهذا يمكن استنتاجه لما يحدث الآن ومشكلتنا التدخلات الرسمية مع طبائعنا المحلية والتهافت والاطماع الشخصية والاستحواذ والانانية .. وذلك عندما تداخلت كل هذه المكونات أصبح هناك نوع من التدافع وتشابكت المصالح مما أدي الى فشل كامل في كل ما يمكن أن تستفيد منه البلد ويستفيد المواطن من أي مكون خارجي يسهم في دفع وتطور المشاريع سواء كانت صناعية أو زراعية أو خدمية .. أما بالنسبة للشخصيات الذين تمت معرفتي بهم من خلال استقبالي لهم وجلوسي معهم في مختلف المواقع كان توجههم صادق في انشاء وتكوين جسم استثماري يخدم مصالحه الخاصة وهو منهج أي مستثمر للاستفادة من الفرص المتاحة وفي الناحية الثانية يستفيد ماديا ومعنويا بالنجاح الذي يحققه بجانب خدمة انسان وبيئة العمل والذي يتم بتعاونه معه بحسب طبيعة ارتباط المنطقة التي انشئ فيها المشروع. يقيني هو أنا هنالك جهات نتيجة للعوامل التي ذكرناها سابقا أدت الى تشابك واختلاط الأفكار التي قادت الى هذه المشكلة. وهذا أدى بنا الى فشل ذريع خلال مسيرة بلادنا الطويلة من إخفاقات بسبب تداخل المصالح الرسمية مع الشخصية والقوي هو الذي يفرض ارادته حتى وان كانت سيئة النية. وهذا يلاحظ دائما بأن كثيرا من المواضيع المتداولة غالبا ما تجد من يقول لك أنني لدي معرفة بالمسئول الفلاني وهو ما يوحي بأن هنالك مدخلا للمحسوبية والفساد. هؤلاء هم الأشخاص كما أعرفهم وهذه شهادة شخص محايد، ولكننا سنخسر كثيرا فيما اذا أدخلنا جانب العاطفة والأغراض السياسية والأهواء الشخصية، في الوقت الذي يجب فيه من جانبنا أن نحسن الطريقة في ارشاد المستثمر حتى لا نخسره أو نخسر بلده، ثم لماذا وكيف تدخل الدولة كشريك في مشاريع كهذه، وهل بالسهولة أننا نستطيع اشراك الدولة في مشاريع أفراد وبهذه الطريقة السهلة والبسيطة والوزير بجانب وظيفته الأساسية هل هو متفرغ لرئاسة مجلس إدارة شركة فردية، فما هو للدولة وما هو نصيبه من الوظيفتين؟ وكيف نستطيع أن نفرق بين توليه للوظيفة العامة والوظيفة الفردية؟ هل العيب فينا نحن كسودانيين أم في المستثمر (الأجنبي). اذن هذه نتيجة طبيعية لما يحدث حاليا من تردي وما يحدث من انهيار .. وعليه هنا يجب البحث عن أسباب تدهور الأمور ومن هي الجهة المستفيدة من تفاقم المشكلة، ولنا الكثير من التجارب السابقة في الاختراقات التي تحدث لتدمير اقتصاد السودان واهلاك المشاريع القومية وتعطيل الإنتاج لوقف مسيرة البلد والذي يهدف الى تهجير أبنائها والعمل على توطين الفقر والمسغبة للمواطن وبالتالي للأجيال المستقبلية لأبناء السودان. هل العيب فينا أم المستثمر؟ الخير عبدالله عامر [email protected]