خالد انسان شفيف مات ورحل الي ربه وانا الآن شخص أتألم انا الآن ايضاً تتشتت وتتبعثر امامي الذكريات حينما يراني خالد كان يقول لي تعال يا زول الليلة ناويين نركب لينا واحد ودايما يكون الحديث النقد والتشليح لشخصية تهمه او شخصية تهمني او شخصية تهمنا معا و حينما يكون الحديث عن مصاعب البلد والحياة وتغيرات المجتمع السوداني كنت اصمت لاسمع خالد .... كان ينظر للاشيا بعين الراحلين والمسافرين و المغادرين متأسفا عن الحال كان خالد صندوقاً من الحكمة كنت افتحه لاجد فيه الراحة النفسية لم اري ان خالد قد اختلف ليخاصم احد او خاصم احد نتيجة خلاف .... خالد نمودج للسوداني الرايع من سلالة الطيبين اذكر عند وفاة والدي رحمه الله بقريتنا لحظة الموت كان الصمت يخيم علي الناس وعلي جمعهم وكثرتهم ولا ًيُسمع الا عويل النسا ... كان الناس في انتظار اخ لي كان غايبا حتي تتم مراسم الجنازة و اذكر ان رجلا كسر هذا الصمت بعبارة اسمعوا ياناس والله لو كان بالامكان والمراد لحنطنا هذا الجثمان واحتفظنا به نتبرك بالنظر اليه كخال عزيز هذا الفقد فقد الجميع فقوموا الي غسل ميتنا وكانت تكسو صوته نبرة بكا ودموع تسيل علي الخدين وبحة اًسي و بعده قام الناس وعملوا اللازم .... كان ذلك الصوت هو خالد معلنا عن نعي كريم لوالد عزيز طبت حياً و ميتاً يا عزيز القوم خالد معلم حينما تجلس معه تتشكل حياتك من جديد وتتغير نظرتك في امور كثيرة وانت لا محال حين تشعر ببساطة التفسير تتسرب الي احاسيسك قمة المعني فتتجاوز الضيق حول كل الامور كن رايعا حينما تجالسه لكي لا تري في شخصيته ذلك الشيخ الذي يجب ان تنال منه الوصايا او ذلك الشاب المتعلم الذي يفرض اسلوبه وعلمه عليك بالقوة والفهلوة لأنك امام خالد انت مريض في صيدلية لن تخرج خايبا من حكمة .... خالد نموذج لإنسان مزدوج ولد هذا السوداني في قرية صغيرة منسية بهذا البلد وعاش في بيوت جالوصها وظل بها ومعها حتي كبرت هي ومات هو ودفن خارجاّ عن سوحها ليتحقق معني الآية ( ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير ) اجمل ما في خالد انه لم يكن يوما ما رئيسا او عضوا في لجنة في تلك القرية ولكنه كان داعما اساسيا لكل مشاريعها .... لم يمارس اللهو واللعب لكنه كان يستمتع حينما يلعب الناس ويفرحون .... خالد لم يتبني او يدعم راي شاذ ابدا ولم يكن إمعة لراي متعصب .... لكنه لم يكن محايدا ... كان صاحب راي وبصيرة كأن محمود شريف حينما قال: يا والدة يا مريم ما شفتي ود الزين ? الكان وحيد امه تب ما وقف بين بين .... كأن محجوب شريف يقصده هو خالد كان لا يعرف انصاف الحلول في كل مسألة وكان صريحا شفيفا وكل القضية عنده يا ابيض ويا اسود .. خالد رجل سوداني عادي بسيط نال من العلم درجاته الوسطي حتي اكمل الثانوي ولكن الحياة اكملت معه وعلمته معاني حقيقية عاشها بيننا وعشناها معه ... كان مكافحاً للفقر حتي اغناه الله من مال الدنيا الذي لم يطرب له ... عاش حياة المدينة كأنه وُلد وترعرع في ربوعها وعاش حياة القرية كقروي قح .... تعلم اكاديميات المدرسة عندما كان يحتفظ في ذاكرته بتراث الحبوبة والجد والخال فتشكلت حياته من هذا المزيج .... ان العين لتدمع وان القلب ليخشع وانا لفراقك يا اللحو لمحزونون ... تبكي البواكي وتسكل القوافي و ينهرد الفواد وتهرب الكلمات التي اسكتها موتك يا صاحب الطلة الابية والابتسامة البهية والضحكة الصادقة لن اشعر بالموت بعد الآن لان رحيل خالد كان معني لكامل الالم و ساحة لشامل الحزن ... ان بكيتك اليوم فقد بكيت فيك الصدق ونعيت فيك الشفافية انا ابكيك اليوم لابكي معك انس اللقيا وقمة الانسانية وحلاوة الحديث ونقاوة التحليل والمصادقة .... انت سلالة الطيبين يحلو معك الانس وتطميٕن اليك النفس ... انا ابكيك بطريقتي الخاصة لتهرب مني الكلمات وتحنقني العبرات .... ارقد بسلام يا خالد ... لن اتخيل يوما الدار من دونك .. لن تكون أم عشة هي ذاتها و لن تكون الامكنة التي كانت شاهدةً علي تقابلنا وتعاطفنا وتواددنا وتآلفنا و تصافينا وتجلياتنا الا دارٌ خربة بعد اليوم ... ولن تكون تلك الامكنة الا بؤس يحاصرني في هذه الدنيا ليس مجرد نعي ولكن الاخ خالد حسان احمد كان رمزا للشفافية وطراز فريد للعفة والكرامة والنزاهة في زمن التفاهات ... انا اذ انعي لكم هذا الشخص في منبر عام وجماهيري وانعي معه كامل الخصايٕل الكريمة والخصايٕص الفريدة .... أًُرثيك يا رجلاً تواري ذكره بين الأنام وهل يفيد بيانِ خالدٌ ولن يجودُ الزمان بمثله. شهما شريفاً طيفه أشجانِ [email protected]