لا توجد ولن توجد دولة متطورة في إقليم متخلف (إلا أن تكون مستعمرة أو مزروعة زراعة) لأن تطور الدول يمسك بتلابيب بعضه البعض وكذا التخلف (يقولون النمور الآسيوية مثال) وأي شذوذ لن يدوم وعندنا مثال الديمقراطيات في السودان. هذا مستحيل.. بنظرة موضوعية للواقع والتاريخ ربما نفهم ذلك. ولا يوجد ولن يوجد عالم مهم وشهير أو مخترع عظيم الخ في دولة متخلفة لأن العظمة تتأهل بالتراكم الحضاري كما أن الحضارة تصنع رموزها (أرسطو الحضارة الإغريقية. . اينشتاين الحضارة الغربية الراهنة.. ابن سينا الحضارة المشرقية أواخر صحوها.. الخ. . والأمثلة عديدة.. لكن لا يوجد في المعتاد أي شخص يشذ عن واقع مجتمعه المتخلف ليضيء مجتمعات أخرى.. هذا مستحيل!. وان شذ الفرد ويحدث أحيانا نادرة فإن المجتمعات المتخلفة ليس فقط لن تستطيع تسويقه كرمز وتسويق أعماله بل في الغالب ستحتقره وتكفره وعلى الأقل لن تعبا به.. والامثلة لا حصر لها وعندنا في السودان فرح ود تكتوك.. لا أحد سمع به في بقية العالم!. والعالم الآخر أيضا سيأخذ المبدع الشاذ في مجتمعه المتخلف بجريرة أهله وعندنا مثال دار النشر الهولندية (في مدينة ماسترخت) عندما فاز نجيب محفوظ كأول عربي يفوز بجائزة نوبل قامت الدار بلا حسابات مسبقة بترجمة وطباعة عدة ملايين من روايته الفائزة فخسرت الدار الهولندية راس مالها اذ لم يشتري أحد الرواية بحجة أن الإرهابيين (في وجهة نظر الهولندي العادي) لا يستطيعون أن يصنعو ادبا محترما إذ أن عندهم ان المتخلف لا يستطيع أن يبدع (مجرد مثال حي) مع ان نجيب محفوظ نفسه ضحية للإرهاب!. كما ان الشعوب تصنع قيادتها ورموزها السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية والرياضية الخ بقدر مكانها من التاريخ ولا شذوذ عن اللحظة التاريخية وان حدث مرة لن يدوم.. التخلف سيظل سمة الشعوب المتخلفة.. حتى تنهض!. اسف أن صحيت البعض منكم من أحلام اليقظة.. لكن هناك أشياء مهمة ممكنة!.. الخبز والحرية.. عليك الكفاح من اجلهما ومقارعة الطبيعة والدولة في سبيلهما.. إن تكون جائعا ومستعبدا في دولة متخلفة هذا كثير!. محمد جمال الدين [email protected]