الاحتراف لدينا يسير بإنحراف عن قانون اللعبة وليس إحتراف فعلياً هناك متطلبات للمنظومة الإحترافية التي تدير اللعبة وتضمن حقوق اللاعب والواجبات عليه ما زالت بعيدة عن التطبيق، وهناك خلل كبير في بعض النصوص التي تدير عملية الاحتراف إضافة إلى إفتقاد بعض الكوادر المؤهلة لقيادة اللجان حتى نضمن جودة وصول المنتج الاحترافي لا بد من تأهيل بقية أضلاع الاحتراف وهم الإداريون والعاملون في لجان الإتحاد العام والأندية المختلفة وذلك حتى يسير رتم العمل بشكل متوازن وليس ذلك خياراً بل ضرورة ملحة حتى تتفاعل وتندمج مع هذا النظام بشكل سليم في عالم تزيد فيه رقعة التطور والمعرفة في ظل المعطيات المتوفرة التي تسابق الزمن في تطورها وتغيرها، من تقنيات عالية تزيد فيه المعارف ويتسارع فيه انتقال الأفكار والثقافات فإن تطبيق الاحتراف الحقيقي يتطلب قدراً كبيراً من الثقافة الاحترافية في الممارسة والإدارة ومن ثم لم تعد تكفي مهارات أقدام اللاعبين في المراوغة والتصويب إذا لم يصاحبها من مهارات في الفكر والتطبيق والثقافة والسلوك وأقل المتطلبات وأدناها في هذا المقام قدراً من التأهيل العلمي لا يقل عن الثانوية العامة لدى اللاعبين لأن التعليم عنصر بارز وفاعل في البناء الفكري والثقافي للاعب وتشكيل وعيه وانضباطه الاحترافي في التعامل الراقي داخل وخارج الملعب ومعظم لاعبينا يفتقدون إلى ذلك بالإضافة إلى إدارات الأندية التي تدار بعقليات تفتقد إلى القدرة الخلاقة لتحويل اللعبة إلى نشاط إنساني، اجتماعي واقتصادي ولا تعرف إي سطر عن عن أدوات الإحتراف التي يحتاجها اللاعب المحترف غير سجلوه، خزنوه، وأخيراً أشطبوه، ومعظمهم تعوزهم المعرفة الحقة في ظل غياب الإنجازات السودانية الكروية نحتاج إلى وقفة صادقة من المسسؤولين عن إدارة اللعبة لعمل دراسة شاملة تشخص واقع تطبيق الاحتراف في ملاعبنا ونتائج تطبيقه وعمل مقارنة موضوعية بين احترافنا والاحتراف في الدول المتقدمة كروياً ومعرفة المفهوم والمعنى للاحتراف الشامل والمنهجية العلمية وتحليل الفجوة بيننا وبينهم ومعالجة أوجه القصور وتطبيق آلياته فضلاً عن ضعف التنظيم وتحديث الأنظمة واللوائح الاحترافية بما يتماشى مع متطلبات ومكونات هذه المرحلة التي تشهد حراكاً رياضياً يحتاج إلى احتراف منضبط في البناء والتأسيس لمفهوم صناعة رياضة تنتج كرة حديثة وراقية ومتطورة تستطيع أن تتعامل مع المنافسات الخارجية بكل اللغات. المسألة ليست مجرد أداء كروي فقط، بل هي مرتبطة بالكثير من الأدوات والمواصفات والمقاييس الثقافية والفكرية والسلوكية. نجيب عبدالرحيم [email protected]