أن فوكس الثقافة عنصر مهم جداً في حياة الإنسان وكل فرد في المجتمع على اختلاف اهتماماته وهواياته، وهي كالوقاية من العلاج أن تكون مثقفا وتمتلك كل الأدوات فإن ذلك يعني أن تكون لديك حصانة وبصيرة في عملية اتخاذ القرار في أمورك الحياتية، وأمور من يهمك أمرهم وكثيرا ما نسمع ونقرأ عن قلة الوعي ومحدودية ثقافة اللاعب السوداني خاصة المحترف، والشواهد عديدة، بدأت تتزايد يوماً بعد يوم وأبرزها المشادة التي حدثت خلال تمرين الفريق بين اللاعب الدولي بله جابر ومدرب الفريق المصري حسام البدري بسبب جلوسه في دكة البدلاء وعدم مشاركته كلاعب أساسي في الفرقة الحمراء الأمر الذي أثار حفيظته ودفعه للتشاجر وكاد أن يشتبك معه بالأيدي لو لا تدخل اللاعبين، وبعد ذلك قام البدري برفع مذكرة بالواقعة لدائرة الكرة التي بدورها أصدرت قراراً بإيقاف اللاعب حتى نهاية الدور الأول مع خصم راتب ثلاثة أشهر من مرتبه. للأسف الشديد تكرر نفس السيناريو مرة أخرى في مباراة المريخ والنسور الدورية من اللاعب الدولي موسى الزومة الذي لم يتعظ مما حدث لزميله بله جابر حيث قام بتصرفات غير لائقة لعدم مشاركته في المباراة ولم يتردد مدرب الفريق بإيقافه إلى أجل غير مسمي. اللاعب المحترف يجب أن يكون مثقف وملم بلوائح وقوانين الإحتراف ونظمه فالاحتراف منظومة متكاملة مبنية على أسس وإستراتيجية وفكر واحد وسياسة عمل تطبق على اللاعب والمدرب والإداري بلوائح وقوانين لتحقيق الأهداف وتنظيم وتطوير اللعبة والارتقاء بمفاهيمه وللأسف الشديد معظم اللاعبين يفتقدون إلى أدوات الإحتراف ويجهلون إن أي لاعب يحلم أن يلعب في نادي كبير مثل المريخ والهلال وذلك من اجل الشهرة والمال والأضواء والوصول إلى النجومية. رئيس نادي المريخ جمال الوالي بعد مغادرة الفريق للمنافسات الخارجية حمل اللاعبين مسئولية الإخفاق لانعدام الروح القتالية والغيرة على الفريق وأكد أن المرحلة القادمة ستشهد تطبيق العقاب والثواب ومن لم يلتزم بالإنضباط والنظام ولا يريد أن ينفذ هذه السياسة فان الباب يفوت جمل ولكن اللاعبان نسيا ما قاله رئيس النادي وسياسة الإنضباط التي ينادي بها الجميع ونسيا إن المريخ نادي كبير وله حدود يجب أن لا يتعداها أي أحد مهما كانت مكانته. الأندية السودانية تفتقد إلى التخطيط المدروس لإعداد اللاعب ليكون محترفاً من خلال تعريفه بقوانين الاحتراف ونظمه وخلق السلوك والعقلية الاحترافية لدى اللاعبين، فالاحتراف لدينا ينقصه الكثير والكثير جداً ليصل إلى المستوى الحقيقي للاحتراف المطبق في الدول المتقدمة رياضياً وأنديتنا لم تتعامل مع الاحتراف بالمفهوم الصحيح فهناك فجوة بين النادي واللاعب وذلك لعدم فهم اللاعب أنظمة ولوائح الاحتراف والدليل كثرة شكاوى بعض اللاعبين لأنديتهم مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة وغيرها من الأمور الأخرى فأنديتنا ولاعبينا في حاجة إلى التدريب على كيفية التعامل للإلمام الكافي باللوائح المنظمة للعديد من الأمور بالعملية الاحترافية وأن يعرف كل طرف ما له وما عليه لكي يتجنب المحظور، ويسير على الطريق الصحيح.
