اليوم نحتفل باليوم العالمي للمرأة 8 مارس.. وموضوع هذا العام هو "المرأة في عالم العمل: تناصف الكوكب (50/50) بحلول عام2030".. تنطلق فكرة موضوع المرأة في اليوم العالمي لضمان تنفيذ الأهداف الرئيسة لجدول أعمال عام 2030 وهي ضمان مجانية التعليم للفتيات والفتيان، القضاء على أشكال التمييز كَافّة ضد النساء والفتيات، القضاء على أشكال العنف كَافّة ضد النساء والفتيات في المجاليْن الخاص والعام بما في ذلك الإتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وغيره، والقضاء على جميع المُمارسات الضارة من قبيل زواج الأطفال، والزواج المُبكِّر، والزواج القسري، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث).. أتقدم بأجمل التهاني لكل نساء وفتيات العالم اللائي لم يفتر نضالهن من أجل الحياة الكريمة والمُساواة في الحُقُوق مع الرجل.. والتحية لهن وهن يساهمن في كتابة تأريخ مشرف كسر القيود التي تنتقص من إنسانيتها كشريك أصيل للرجل، بعد أن فشل الرهان على الفوارق البيولوجية بفضل التكنولوجيا الحديثة التي تلعب قاسماً مُشتركاً في إدارة مُتطلبات الحياة العصرية التي تراهن على العقل.. تحية لكل نساء العالم اللائي يعشن أوضاعاً إنسانية سيئة بسبب الفقر والجهل والمرض والحروب.. وأشارك أمهاتي وأخواتي وبناتي بدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ألم الحرب. تحية مُمتلئة بالفخر أرسلها لنساء وفتيات بلادي المُناضلات بائعات الشاي والأطعمة واللائي يقمن بالأعمال الشّاقّة من أجل تربية أطفالهن وحماية أسرهن.. التحية ل (مريومة)ست الشاي الإنسانة الطيبة، الصبورة، العفيفة لك مني كل الود، أشتاق إليك بمقدار شوقي لكل الزملاء والزميلات في بلاط صاحبة الجلالة.. تَعَلّمت منك يا (مريومة) الكثير.. التحية لك ولزميلاتك زينوبة وكلتوم وحواء وابتسام وحليوة وحسنية وفانة.. التحية بكل عز وهن يقاومن قسوة الحياة بين شمس ساخنة وكشّات شرطة النظام العام التي لا تعرف معنى أطفال أو إخوة ينتظرون عودة أمهاتهم وأخواتهم لسد رمق الجوع، أفتخر بهن أمهات مثاليات. التحية لنساء اللائي سطّرن تاريخ الوطن بمعارك التحرر من الاستعمار، وبفضل ثورة تعليم البنات التي أشعلها الشيخ الراحل بابكر بدري وقدم المرأة السودانية سلاح العلم، فدخلت به المعارك الكبيرة مع الأنظمة السياسية، انتزعت حُقُوقها السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية بالوعي وأصبحت المرأة السودانية في مرحلة الستينيات والسعبينات رائدة في مُحطيها الأفريقي والعربي، ولم تسقط الرأية، وما زالت تعمل بطاقة فكرية وجسمانية من أجل التغيير، وهزم الأفكار المتطرفة التي تستغل الدين لقهر النساء وتحجيم دورهن في الحياة العامّة بأن يكون المنزل هو المحيط الذي يتحركن فيه، لا لعجزهن في المشاركة في الحياة، بل بعضهن ضحية المُتطرفين دينياً الذين قصدوا تفسير نصوص القرآن لصالح قهر النساء.. التحية للمناضلات لإنهاء العُنف المُنظّم ضد النساء عبر القوانين (قانون النظام العام، الجنائي والأحوال الشخصية. التيار [email protected]