توطئة :- وانا اسأل علماء الاقتصاد السياسيين وعلماء الأخلاق :هل أحصوا عدد من حكم عليهم بمعاناة البوس والعمل الشاق وتثبيط الهمة والنمو المتأخر والجهل المفسد والمصائب التى لاتقهر والفقر المدقع، كل ذلك من اجل خلق ثرى واحد. من رواية ثورة الارض للكاتب البرتغالى جوزية ساراماجو.. ومما يجدر بِنَا ابتداءً فقد ظل شعب جنوب السودان يعيش بين سنوات الخيبة والامل بعدما خاض نضاله وكفاحه الوطنى من اجل الحرية والاستقلال الوطنيين، هذا فقد أمست أماله واشواقه كالبرق الخلب، نتيجة لفساد قادته الذى أنشب اظافره كالمنية فى كثير من مفاصل موسسات الدولة واجهزتها المختلفة وعلى نحوها تسببت بصورة مباشرة فى الانهيار الإقتصادى والسياسى والاجتماعى الماثل امام اعيننا الان . ومما يؤكد ماسقت من القول فان الفقر قد أناخ بالكلكلة على كاهل المواطن وفى الوقت نفسه ما انفكت الاوضاع والسياسية والأمنية اكثر هشاشةً بشكل لم يسبق لها مثيل، فضلاً عن ان المحسوبية والمحاباة مازالتا تضربان بأطنابهما فى العديد من اجهزة دولتنا . فيما يبدو واضحاً للعيان جنوحاً متصاعداً نحو القبلية والجهوية وهى القشة التى قصمت ظهر المصالحة الوطنية والسلام إلاجتماعى. ومهما يكن من امر فان الصلاة التى دعا لها رئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت يوم غد الجمعة العاشر من مارس 2017 تضرعاً لله الخالق القدير ربما تكون العشاء الأخير للوطن، اذا لم تكن ثمة صدق للنوايا والارادة السياسية والعزم الأكيد لدى قادة بلادنا لطىء صفحةً الحرب التى دمرت وأحرقت وشردت الملايين ومزقت نسيجنا إلاجتماعى ولعل السلام الاجتماعى والمصالحة الوطنية يعتبران نقطة بدايةً جديدةً لمسار جديد نحو وطنى حقيقى يضم كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى لإجابة السوال الكبير، كيف يحكم جنوب السودان ؟ على سوْال كبير من قبل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ؟ وبطبيعة الحال ان هذا الامر يتطلب خطوات عملية ارساءاً لمبدأ العدالة والانصاف والتعافي ،. كما جاء فى سفر الاشعياء الصحاح الثانى :- (فيقضي بين الأمم التي عاشت علي العداوة والحروب سابقًا بعد أن آمنوا بالمسيح صاروا يسلكون بالسلام والمحبة، وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد. مشار كوال اجيط / المحامى [email protected]