شكلت الأنظمة الدكتاتورية والشمولية التى يقودها عواجيز افريقيا عقبةً كأداء فى عملية التطور الطبيعي للشعوب الافريقية . المحبة للحرية الانعتاق ،الجدير بالذكر ان الأسس التى تقوم عليها هذه الأنظمة الشمولية ريثما تستمر متشبثة بالسلطة او اللهث وراءها كالكلب هو ممارسة القمع والقهر .او تزوير إرادة الشعوب فى انتخابات معروفة النتائج السمجة تارةً كالتى حدثت فى ابريل الماضى فى جارة السودان . او تعديل بعض مواد الدستور لكيما تستمر موسسات منتهية الصلاحية تارةً اخرى . ويبدو جلياً ان الكاتب الفرنسي جان بيار فرانسوا قد أشار فى سفره القيم سياسة ملء البطون ان قادة هذه الانظمة الافريقية الفاشلة الفاسدة تتشبث بالسلطة وتستخدم كل اليات العنف والقهر ضد التيارات التى تنادى بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية ومبادى حقوق الانسان وسيادة حكم القانون .كما ان تلكم الانظمة تستعين بالسحرة والمشعوذين وأهل الكجور والسلاطين و ان أنصار ومؤيديهم من فئة تعانى من مركب النقص وهى مجموعة من منخفضى الذكاء اذ يعتبرون الانتفاض والعصيان ضد هذه الانظمة القمعية الرجعية الظالمة نوع من التمرد و الخروج عن النص والخط الوهمي المرسوم المذعوم ،بيد ان سرعان ما تجد هولاء الغوغائيين الظلاميون يمارسون التخوين او التكفير وهم من ادعياء الوطنية الجوفاء ، كما تجدهم كذلك ثمليين اذ يحبون المال حباً جماً ومن اجله يشعلون حروباً قبلية وعنصرية اذا كان الامر ذى علاقة بالسلطة والثروة وهى فئة متعطشة للسفك دماء تقرباً للسلطة والثروة كما اسلفت او تقرباً لله زلفى ،وهو ماقاله بيرسي شللى فى مسرحية الملكة مآب :( تين الارض تحت وطأة عقائد لأتعترف تطور الزمان ،وكهنة لايكفون عن الثرثرة عن رب يدعو للسلام ، فى حين تقطر أيديهم دماً دون احساس بذنب ) وتأسيسا على ماسبق يمكن القول ان الانظمة الدكتاتورية والشمولية فى افريقيا ظلت قادتها تخوض حروب الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والتاريخ يقف شاهداً على تلك الصفحات الممزقة من المشاهد المروعة فى التسعينات من القرن المنقضي فى رواندا وكذلك العهد القريب فى لبيريا والسيراليون حيث يقبع الرئيس الليبرى المخلوع شارلس تايلور فى سجن الان فى لاهاى .كما ان الرئيس السودانى عمر البشير ربما يحزم حقائبه ويتجه صوب نادى مجرمى الحرب وسيلحق بهم الكثير من القادة الذين لم يثوبو الى رشدهم بعد . ويحضرنى قمة تجمع قادة الدول الافريقية فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا عام 2013 حين اجمعوا زوراً وبهتاناً على ان المحكمة الجنائية الدولية تمثل اداة من أدوات الاستعمار وبالتالى لايمكن المثول أمامها اى رئيس افريقي ،فى الوقت الذى يدرك فيه هولاء القادة ان المؤسسات العدلية فى بلادهم تعتورها الهشاشية والضعف .حيث لاتوجد موسسات قانونية مستقلة تضمن استقلال القضاء وسيادة حكم القانون .وفى هذا الصدد ان الذاكرة المثقوبة والتفكير المضطرب فى العقل الجمعى لهولاء القادة هو أساس البلاء فى افريقيا ،اذ كلما انبتت القبلية قناةً ركبت عنصريتهم فى القناة سناناً فامست الشعوب الافريقية أسيراً للمرض والجهل والفقر المدقع بينما يقوم أولئك القادة بنهب وسرقة وتهريب أموالاً طائلة الى الخارج اوطانهم وفى الوقت نفسه يطبل الغوغائيين الدهماء من حارقى البخور وماسحى جوخهم بالدفاع عنهم .ومهما يكن من امر فانه يبدو اكثر جلاءاً ووضوحاً رغم هول الظلم والجور والطغيان فالشعوب الافريقية المحبة للسلام لعلى موعد مع صبح الحرية . مشار كوال اجيط /باحث من الجنوب السودانى [email protected]