من حكامنا جاتنا الليلة أخبار سارة يا هم سيوفنا ودرقنا ساعة الحارة كزين ليها يوم الدنيا جاتهم تارة ما بهابوا الكماج، أخوان فطينة وسارة "فاطمة إبراهيم" أولاً، "الواعي ما بوصوه"، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين. كما أن من واجب الصحافة أو الإعلام بشكل عام، أن يكون حلقة وصل بين الحاكم والرعية، سيما وأن الصحافة هي السلطة الرابعة كما يقال عنها أحياناً. وقد سبق أن قامت "ومضات"، عبر هذه الصحيفة الرائدة، بلفت انتباه المسؤولين في ولاية شمال كردفان إلى السرقات، التي كانت متفشية في بعض أجزاء دار الريح، فاستجاب الإخوة في حكومة الولاية، وقاموا بواجبهم على أكمل وجه؛ حتى بات المواطن هناك آمناً على نفسه وماله، ولله الحمد والمنة والفضل، والشكر أجزله لكل من بذل جهداً في هذا الصدد؛ فمن لا يشكر الناس، لا يشكر الله! وبما أن حكومة ولايتنا الحبيبة تنفذ حالياً برنامجاً طموحاً ونفيراً شاملاً للنهضة، انعكس بناءً وتنمية على حياة الناس في القرى والمدن، في كافة المجالات التي تهم مواطني الولاية، من ماء وصحة وطريق وتعليم، يتوجب علينا أن نولي الأمن أهمية وعناية خاصة؛ لأن الإنسان إذا لم يشعر بالطمأنينة والأمن لن يستمتع بأي مما ذكر من أوجه تنموية؛ ولأن الأمن هو مما أمتن الله به على عباده. عموماً، هذه الولاية، مستقرة تماماً، ولكن هنالك قلة، من أصحاب النفوس الضعيفة، استذلهم الشيطان؛ فركنوا إليه؛ فاستباحوا حرمة أموال الناس وصاروا يعتدون على ممتلكاتهم في رابعة النهار. ومن ذلك ما تعرض له شاب في مقتبل العمر، وهو من مواطني قرية السليكات، التي تتبع لمحلية بارا (إدارية أم قرفة)، وهي قرية عامرة، وبها عدد كبير من السكان، وهم جميعاً أهل "تقاة وفقاة"؛ أي أنهم يحترفون الزراعة والرعي، ولكن هنالك من يهدد أمنهم بالسرقات؛ فقد تعرض أحد شبابهم لهجوم غادر من لص معروف، وهو الآن تحت قبضة الشرطة في بارا، فأصيب الشاب إصابات بالغة. وفي واقع الأمر، هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك، لأن بعض اللصوص، بعد أن صعبت عليهم السرقة في محلية غرب بارا، نقلوا نشاطهم المشؤوم إلى شرق المنطقة، وصاروا يعيثون في الأرض فساداً، مستخدمين وسائل الاتصالات والنقل الحديثة، تحت التهديد بالأسلحة النارية في بعض الأحيان، بكل خسة وعدم مراعاة لصلة قربى أو جوار، بعد اكتمال الجزء الأول من طريق أم درمان-بارا. وقد تأذى أهل السليكات من هؤلاء اللصوص المارقين، وهاهم الآن يناشدون مولانا هارون وحكومته باتخاذ إجراءات مماثلة لما نفّذ في غرب بارا؛ للقضاء على حالات السرقة، بالتنسيق مع سلطات المحلية والإدارية والإدارة الأهلية؛ خاصة العمدة الصادق والعمدة يس التجاني، فهما على علم تام بأسماء اللصوص وأماكن وجودهم، والطرق التي يمرون بها، والأشخاص الذين يتعاملون معهم. ونحن نضم صوتنا إلى أهلنا في السليكات ونطرح هذا الأمر عبر صحيفة "الانتباهة" التي ما فتئت تساند قضايا شمال كردفان، فلها منا فائق الشكر والتقدير. ومن جانب آخر، يتحدث أهل السليكات عن مستشفاهم الذي اكتمل بناؤه، بجهد شعبي، وبمساعدة بعض الخيرين، وهو الآن يحتاج فقط لبعض الأجهزة والمعدات الضرورية واللازمة؛ حتى يباشر خدماته التي يتوقع لها أن تشمل أكثر من خمس عشرة قرية تجاور السليكات. مع العلم، بأن السليكات تبعد فقط كيلو متراً واحداً عن طريق أم درمان-بارا، وبالتالي يمكن أن يساعد هذا المستشفى في حالات الطوارئ، لا قدر الله! ولذلك نأمل من مولانا أحمد هارون توجيه وزارة الصحة بالولاية بإكمال مستلزمات مستشفى السليكات وتعيين طبيب وطاقم طبي للعمل في هذا المستشفى؛ تحقيقاً لشعار نفير نهضة شمال كردفان، الذي يشمل الصحة ضمن بنوده. وعوداً على بدء، بما أن الأمن والتنمية من المسؤوليات المشتركة بين المواطن والحكومة أو بمعنى آخر أنها تحتاج جهداً جماعياً، رسمياً وشعبياً، ينبغي على المواطنين والإدارة الأهلية، على وجه الخصوص، التعاون مع الأجهزة الرسمية في هذا الصدد، بدون مجاملة أو مواربة، وذلك بالإبلاغ عن أصحاب السوابق أو من فتحت بلاغات بحقهم من اللصوص، دون النظر لأية صلة كانت بهؤلاء؛ حتى لا يهلك الجميع بسبب السكوت عن المنكر، وبسرية تامة كيلا يضار شخص جراء تعاونه في هذا الصدد. وقد ورد عن معاذ بن جبل قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود". كما ينبغي على مواطني المنطقة أيضاً بذل مزيدٍ من الجهد من أجل المساعدة في استكمال نواقص مستشفى السليكات بأسرع وقت ممكن؛ لأن خير البر عاجله، ويمكن من أجل ذلك مخاطبة أبنائهم العاملين بالخارج والجهات الخيرية في الولاية وغيرها. وأنا على يقين أن مولانا أحمد هارون سيكون عند حسن ظن أهل السليكات؛ لأنه ينطلق من مبدأ "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". ويا ليت مولانا هارون "يكمل جميله" بزيارة لقرية السليكات ليقف بنفسه على أحوال مواطنيه هناك. [email protected]