منذ بداية (عصر)الانفتاح في سياسة التعليم مطلع التسعينات, الذي قضى بخروج التعليم من (مسؤوليات) الحكومة الى (واجبات) الاسرة,اصبحت الفاتورة والتكلفة السنوية للتعليم واحدة من مهددات الاسرة,هذا ما جعل الفاقد التربوي في تزايد رغم إتساع رقعة المدارس الخاص منها والحكومى,وإرتفعت تكاليف ومصاريف الدراسة من رسوم دراسية ومصروفات يومية,ما زاد من نسبة الهروب من الدوام الدراسي اليوم,والذين يسر الله لهم لمواجهة (جشع) العام الدراسي ظل شغلهم الشاغل مراجعة الواجب الدراسى اليومي,حتى نهاية العام,ليظل شعار البلد لا راحة لاسرة حتى في العطلة المدرسية.؟؟ الاسر ظلت تترغب المجهود المبزول كل عام,لتطلق الزغاريد وتعم الافراح في إمتحان مرحلتي الاساس والشهادة السودانية,هذا العام ظلت الفرحة مهددة بالصراع الذي يدور بين المعلمين ووزارة المالية بشأن البدلات المستحقة الدفع من المالية للمعلمين,والقصة علها تطول,لكن الجدل فيها يدور حول امور ظلت محل تفسيرات وفق الحاجة,واولها هل (المعلم) موظف ام عامل.؟؟ علماً بان المؤتمر النقابي سنة 1990معرف العامل بانه كل شخص يؤدي عملاً بدنياً او زهنياً او مهنياً, وهذا التعريف يشمل قطاعات المجتمع التي تؤدي وظيفة ما في المجتمع , مع الاحتفاظ بالالغاب والمسميات وغيرها,وهذا اولاً سيثبت حق المعلم في هذه المطالب المشروعة, ويبطل حجية الجهة التي تعمل على تعريف العامل في حقل التعليم وحصره في وظائف( الفراشين وعمال النظافة) بحجة ان هؤلاء هم العمال, وتضيع بذلك حقوق ملايين المعلمين في البلاد نظراً لان تكلفة مستحقاتهم عالية, وهي المتمثلة في عدد تسع بدلات متفق عليها وواجبة السداد, منها بدل اللبس ,وبدل الوجبة,طبيعة عمل وغيرها. النقابة في سعيها الداوؤب لتحقيق مكتسبات المعلم الضائعة,إضطرت ان تتخذ كثير من التدابير,بدأت بالحوار المتصل مع الجهات المسوؤلة,وبين الولاية والمركز ضاعت كثير من الفرص,والحلول الممكنة حتى تسير نهاية العام الدراسي للتلاميذ بسلام,لم تجدي كل المحاولات في حل هذه المعضلة حتى ادرك الجميع إمتحان مرحلة الاساس,وايضاً جاء التنازل من المعلم وليست الدولة؟., حينما تنازلت النقابة في ان تكمل عملية المراقبة فقط دون الشروع في عملية الكنترول, والتي تقوم بالتصحيح والرصيد حتى ظهور النتيجة,الان دخل هذه الاجراء حيز التنفيذ في بعض الولايات,حيث أصبحت الامتحانات ولربما لاول مرة في التاريخ ان تعد من ضمن السلع المخزنة؟؟!! من يتحمل مسوؤليتها حال طالها تلف او خراب, بل سيعوض التلاميذ في مرحلة الاساس الان الضرر النفسي الذي سيقع عليهم وهم ينتظرون ظهو النتيجة في الفترة المعهودة,وماذا تقول الاسرة التي ظلت تسهر الليالي من اجل التحصيل المجمد؟؟ إن المعضلة الاساسية الان, تكمن في الشهادة السودانية,مجهولة المصير حتى اللحظة,هل ستأجلها الوزارة حال فشلها في الالتزام بسداد مستحقات التعليم وإستمرارية المراقبة والتصيحيح,ام ستفشلها النقابة حال تعثر الحلول بينها والوزارة,لرفع الاضراب,علماً بان عملية الكنترول في الشهادة السودانية من المفترض ان تبدأ قبل فترة كافية, حتى تتمكن الجهات ذات الصلة لتوصيل الامتحانات لكل ولايات السودان والمراكز الخارجية,ولعل الاثر النفسي الذي يمكن ان تتركة الشهادة السودانية في الطلاب واسرهم هو اكبر واعظم من شهادة الاساس, بل يمكن ان يرتقي الامر الى مرحلة التاثير على الامن القومي,وان الظروف التي يعيشها الطلاب الان ستكون بلا شك لها تأثيرها على نتيجة هذا العام,لانها تساهم بصورة كبيرة في قلق الطلاب وإحباط معنوياتهم ,وهذا بدوره سيؤثر على التحصيل الاكاديمي,إن الحكمة تقتضي التدخل العاجل من راس الدولة وبلا ضوضاء لدفع مستحقات المعلم فوراً,لان أشواق كل اسرة إمتحن لها تلميذ في الاساس او سيجلس لها طالب للشهادة السودانية,مصوبةُ تجاه الفرحة بتنيجة,باتت تهددها أشواك الصراع بين الوزراة والمعلم المقلوب على امره. صحيفة الوان. [email protected]