ظلت علاقة كثير من المغتربين السودانيين ب " جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج" ، في حالة اضطراب ،وثقة مهزوزة ،حيث أصبح "الجهاز" يتلقى سيلا من الحجارة دون ان يتحرك لإيقافها ب "الحسنى" من خلال ملامسة هموم واهتمامات المغتربين. رغم ما يراه قطاع عريض من المغتربين "قصور" في أداء الجهاز تجاه قضاياهم، يخرج الانتقاد عن سياقه الموضوعي أحيانا الى "الشتم والسب" في حين يتوجب ان يكون الانتقاد "موضوعي يبتعد عن السباب الذي لايخدم قضية" ، فمهما بلغت درجات "تقصير " الجهاز في خدمة المغتربين ، لم يبلغ به السوء الذي يجعل البعض يهاجمه ليل نهار دون رمشة عين . في المقابل لم يعر جهاز المغتربين ، كثير من القضايا الاهتمام الذي تستحقه، مما أوجد نوع من "الغبن" في نفوس معشر المغتربين ،الذين أصبحوا يعبرون عن ذلك عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل حضورا سريعا وجاذبا للمتلقي. ولإصلاح هذا الواقع الذي لا يخدم الوطن ، ولا المغترب ، يتوجب على جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج ،أن يسارع بإطلاق حملة "واسعة " " لتحسين صورته " التي اهتزت كثيرا خلال السنوات الماضية ، بعيدا عن من هو الذي يتولى امانته العامة ، باعتبار أن الجهاز كمنظومة يحتاج لجهد كبير حتى يقنع المغتربين بأنه يمثلهم ويسهر على مصالحهم التي لاتنفصل عن مصالح الوطن ، نعم لابد من حملة ، تشهد تنظيم ندوات ومحاضرات مفتوحة في دول الاغتراب ، تمكن اي مغترب ان يخرج الهواء الساخن من صدره ، على ان يعلن الجهاز قبل حملة تصحيح الصورة مكاسب حقيقية للمغتربين تتجاوز اعفاء "دوالايب الخشب"!. وفي اطار حملة تحسين الصورة، التي حان وقتها مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني لابد من تبني مشاريع استثمارية صغيرة ومتوسطة وكبيرة ، وايجاد حلول "منصفة" لقضية تعليم أبناء المغتربين وقبولهم في الجامعات وفق شروط "عادلة ، وأن يولي جهاز المغتربين المزيد من الاهتمام بأوضاع العائدين "قسرا" خاصة المقيمين في السعودية ، الذين سيكونون مع حلول شهر يوليو القادم مع أوضاع جديدة ، تحصل فيها الدولة المضيفة رسوم على المرافقين وذويهم العاملين في مختلف الشركات والمؤسسات ، فيما تطبق الزيادة في كثير من الخدمات التي يتضرر منها فقط المغتربين باعتبار السعودية تقوم بصرف تعويضات شهرية لمواطنيها فيما يعرف بحساب المواطن "المقابل المالي" ، وهو واقع سينعش العودة" القسرية بخاصة في اوساط الاسر..ايضا على الجهاز ان يتبنى خفض الضرائب المفروضة على المغتربين ، وفي هذه لن يقتنع معشر المغتربين بما يقوله الامين العام لجهاز المغتربين السفير الدكتور كرار التهامي ،بان امر الضرائب شأن يخص وزارة المالية ، لان المغترب يعتبر الجهاز ممثله الشرعي الذي ينبغي ان يتبني قضاياه أمام الدولة ، وبالتالي يمكن ان يقنع الجهاز المالية ومجلس الوزراء بجدوى الغاء او خفض الضرائب ، طالما يرنو الجهاز الى استقطاب نحو 6 مليارات دولار سنويا من خلال تحويلات المغتربين ، وفقا لحوافز حتى الان تبدو غيرمقنعة . مصطفى محكر "صحيفة الصحافة السودانية " [email protected]