للكاتب الأمريكي خفيف الظل (مارك توين) قصة بعنوان (الأمير والفقير) وهي قصة معروفة تحكي عن شابين يجمع بينهما تشابة كبير في الشكل.. يصل الى حد التطابق.. أحدهما يرمز إلى حياة (الترطيب) والدعة والبذخ إذ هو أمير يعيش في القصور ويحيط به الخدم والحشم من كل الجهات.. والأخر هو مواطن (زي حلاتنا) .. يلتقي الشابان ويتفقا على تبادل (المراكز) على أساس أن ينتحل كل منهما شخصية الأخر.. ليصبح الأمير فقيراً ويذهب للعيش في الأحياء الفقيرة المعدمة (مانديلا والكرتون).. وسط الناس العاديين من أصحاب الحرف والمهن الهامشية والمتشردين.. ليعيش عن قرب قسوة الحياة والبحث الدائم عن لقمة العيش. أما الفقير فيدخل الى ردهات القصور و(الفلل) الناعمة حيث الدفء و(الأطايب).. وكذلك التكلف والبروتوكولات، ويستمر الوضع كذلك حتى يستعيد كلا منهما عالمه الخاص به بعد أن يكون قد عاش في عالم أخر مختلف عن عالمه. قصة خيالية.. أبدع الكاتب الساخر (مارك توين) في سردها ولكن هل تنفع أن تصبح واقعاً؟.. هل بالأمكان أن يحلم الفقير بأن يصبح أميراً متوجاً أو (وزيراً)؟ بيني وبينكم أن مثل هذه الأحلام من الممكن أن تؤدي بالفقير إلى مصيرين لا ثالث لهما إما (السجن الإتحادي) أو (التجاني الماحي). بالنسبة للأمير الوضع (طبعن) مختلف.. فمثل هذه المغامرة تعد بالنسبة له (إجازة) شيقة ونوع من أنواع الترفية والترويح عن النفس.. وقد حدثنا التاريخ أن كثيراً من الملوك الأمراء كان يحلو لهم التنكر في زي الفقراء لكسر روتين حياتهم الرتيبة (يعني ترفيه)! خلونا نتخيل كده أحد المسؤولين وقد قرر وهو يسير في أحد الشوارع أن يتبادل (الأدوار) مع أحد المواطنين الغبش (بعد أن أقنعه)، وأن يعيش التجربة كنوع من التغيير بديلاً عن الترطيب وحياة الراحات والسياحة والسفر) التي يعيش فيها. المسؤول: أركب البرادو دي والسواق ح يوديك القصر! المواطن: القصر رئيساً! المسؤول: عاوز تودينا في داهية؟ قصر شنو؟ بقصد الفيلا بتاعتي يا مواطن المواطن: أفرض طيب حصلت حاجه كده وللا كده أقول يا منووو؟ المسؤول: شيل رقم الموبايل ده إتصل فيني! وبعد الإتفاق.. وذهاب كل منهما في طريقه لبداية حياة مختلفة وبعد أقل من ساعتين يرن موبايل المواطن: المواطن: الووووو .. مرحبا يا سعادتك المسؤول: إنتا وين؟ ما بترد على الموبايل مااالك؟ ليا ساعة بتصل عليك المواطن: لا والله يا سعادتك ما سمعتا.. كنتا بضرب في الشواءآت.. الله ياااخ والله اللحم ده طولنا منو بشكل!! المسؤول: شوف هنا .. الحتة الفيها أنا دي ما فيها كهرباء والسخانة طلعت عيني الواطة حارة موووت.. أسمعني لازم تتصل هسسسه دي بمدير المكتب بتاعي يجيب ليا (جاز وجنريتر)! المواطن: ما هسسه ما هسسه .. كدي خلى الموضوع ده للصباح .. التحلية جات ما تبوظا لينا المسؤول: تحلية شنووو؟ نفذ الأوامر يا مواطن المواطن: (يا زول) جاز و جنريتر شنووو؟ البجيبهم ليك هسسه... كدي لمن (المساج) ده يخلص نشوف البحصل!!! وماهي إلا دقائق معدودة حتى أقتحمت القصر مجموعة من رجال المسؤول الأقوياء قامت (بخمش) المواطن من طاولة (المساج) ووضعه على ظهر (البوكس المظلل) كما ولدته أمه إلا من قطعة قماش... بينما أطفال الحي يصيحون: المجنون أهو ... المجنون أهو!! كسرة: صدق المثل الصيني البقول: فان يهو زانغ نياه فاو هاوسي ياو فونغ ... وترجمتو ... إذا عاش المواطن حياة المسؤول سينسى أنه مواطن! كسرة ثابتة (قديمة):أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟84 واو - (ليها سبعة سنوات) ؟ كسرة ثابتة (جديدة):أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 43 واو (ليها ثلاث سنوات وسبعة شهور) الجريدة