يشارك الفنان التشكيلي السوداني المخضرم إبراهيم الصلحي في معرض يقيمه متحف الفن الإفريقي المعاصر التابع لمتحف تيت غاليري في لندن، يستمر حتى 22 سبتمبر 2013. واعتبرت صحيفة الإندبندانت البريطانية، في مقال نشرته في عدد الإثنين للناقد أدريان هاملتون، تحت عنوان: "إبراهيم الصلحي... بعيداً عن إفريقيا"، أنه على الرغم من أن الصلحي- المولود في أم درمان في عام 1930، ويقيم حالياً في أكسفورد- تأثر بالفن التشكيلي الغربي، بحكم دراسته في لندن إبان خمسينات القرن الماضي، إلا أن الصور النابعة من وطنه هي التي تثير الدهشة والإعجاب في أعماله. ووصفت الإندبندانت الصلحي، وهو وكيل سابق لوزارة الإعلام السودانية، بأنه أحد رواد نهضة الفن الإفريقي بعد الحرب العالمية الثانية. وأشارت إلى حضور الاضطرابات والتقلبات السياسية في أعمال الصلحي، مشيرة بوجه الخصوص إلى تجربة اعتقاله بعد نجاح الرئيس جعفر نميري في سحق انقلاب الحزب الشيوعي السوداني على سلطته في عام 1971. وذكر هاملتون في مقاله أن متحف تيت غاليري يصف الصلحي بأنه فنان "محدَثٌ ذو رؤية". وأشار إلى تأثير التكعيبية وأسلوب بيكاسو والسوريالية في الأعمال المبكرة للفنان السوداني الذي درس في كلية سليد في لندن، ثم تحول إلى إيطاليا، قبل عودته للسودان ليدرِّس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، ويساهم في إنشاء "مدرسة الخرطوم". ولاحظ الناقد البريطاني هاملتون الحضور المتكرر للهلال والقمر في لوحات الصلحي، وكذلك الطائر الذي يرمز للأمل والحرية على حد تعبيره. وأوضح أن الصلحي وصف الطريقة التي يرسم بها لوحاته بالقول إنه يبدأ برسم شكل أو صورة وسط اللوحة، ثم يبدأ العمل باتجاه الأطراف، معتمداً على التلقائية وما يمليه عليه شعوره لإكمال بقية اللوحة. وأضاف أن ذلك يشرح التشديد العمودي في منتصف اللوحة، والأفقي والأشكال المتعرجة ناحية أطرافها. ويقول هاملتون إن محتويات لوحة الصلحي متماسكة بطريقة تجعلها بعيدة عن التفكك الذي يسعى إليه السورياليون. ويصف الصلحي بأنه "مثل منشد الصوفية، تأتي النشوة عنده مع التكرار والإنشاد". لكنه لاحظ أيضاً أن لوحات الصلحي تتواتر فيها ألوان الأرض، والوجوه الشبيهة بالأقنعة، وهو ما يصفه هاملتون بأنه "شيء إفريقي جداً". ويشير الناقد البريطاني إلى أن من التجارب المثيرة لزائري معرض الصلحي في تيت غاليري مشاهدة الاسكتشات التي تمكَّن الصلحي من رسمها أثناء احتجازه في سجن كوبر الشهير، بعد فشل الانقلاب على نميري. وعلى الشاشة يقدم الصلحي إيضاحات لتلك الاسكتشات. وكان الصلحي عمل ملحقاً ثقافياً بسفارة بلاده لدى بلاط سانت جيمس. ونُقل إلى الخرطوم مديراً لمصلحة الثقافة، ثم تمت ترقيته إلى وكيل لوزارة الإعلام. وبعد إطلاقه من المعتقل غادر السودان للعمل في قطر. واختار منزله القديم في أكسفورد مكاناً لتقاعد هاديء. ويختم هاملتون مقاله بالقول إنه "مما لا شك فيه أن هذا عقل مبدع على رغم أنه تجاوز ال 80 من العمر، وهو مع ذلك يحاول أن يعبر عن نفسه من خلال الرسم". الأصوات المستعادة لأحلام الطفولة 1962-1963 رؤية الضريح 1965 معروضة بمتحف الفن الإفريقي بنيويورك. صور البراءة.. الشجرة الأنثى (1994) معروضة بالمتحف العربي للفن الحديث بالدوحة صورة ذاتية للمعاناة 1961 معروضة في جامعة بايروث بألمانيا