*أحب الهلال ، أحبه جداً لدرجة الجنون ، ولكن هذا الحب لم يمنعني يوماً من حب المريخ أيضاً ، منذ وعيت علي هذه الحياة !! *أحب الهلال وأعشقه جداً ، ولكن عمري ما تمنيت الهزيمة للمريخ وهو يلاعب فريقاً أجنبياً ،وطوال فترة عملي بالصحافة الرياضية لم يحدث أن تطاولت علي النادي الأحمر ، ولا تتعدي تعليقاتي عن المريخ مداعبات خفيفة لا تصل ابداً لخط الإساءات او الشتائم ، "كيف يطول شخص مثلي ومثلك او اي انسان سواء كان إدارياً او كاتباً او مشجعاً قامة ناد كبير مثل الهلال او المريخ" *وقد ظللت أردد كثيراً ان من يسئ للهلال او المريخ إنما يسئ الي نفسه ويثبت جهله !! المدهش ان بعض المريخاب يضيفونني في قروباتهم الحمراء ، ربما من باب ثقتهم بي او تكريماً لمواقفي ، حقيقة لا أدري ! *ولكن لحب المريخ قصة سأرويها لأول مرة ، ففي مناسبة إحتفالات النادي باليوبيل الذهبي في الزمن الجميل نهاية السبعينيات إستقدم المريخ سلافيا التشيكي والوداد المغربي والأفريقي التونسي في المباراة الأولى لعب المريخ مع نادي سلافيا وكان من الفرق الأوروبية القوية آنذاك ،وجاء مزهواً بفوزه الكبير علي ليفربول 2- صفر قبل حضوره للسودان ،ولكن بعكس ما توقع الكثيرون فاز المريخ بالمباراة اداءاً ونتيجة بهدفين مقابل هدف أحرزهما سامي عز الدين وحموري، الفريق التشيكي طلب مباراة ثانية ثأرية وانتهت تعادلية ، وجاء المريخ من جديد ليفوز علي الوداد المغربي بهدفين لعبدة الشيخ وحموري ، وتعادل امام الافريقي التونسي بهدفين لكل . *كل هذه المباريات حضرتها وانا صغير جداً من داخل استاد المريخ، بصحبة خالي المريخي الصميم فكري محمد صادق أمد الله في عمره فقد كنت أشعر بأنه يريد ان يخرجني من عائلتي الهلالية المتيمة بعشق الهلال والذي انتمينا له منذ صغرنا بحكم هلالية الوالد رحمة الله تغشاه فقد أراد (خالي) ان يحببني في المريخ عملياً لأشاهد بنفسي علي الطبيعة قوة المريخ وإنتصاراته ، ونجح في ذلك بإمتياز ولكنه لم ينجح في تغير إنتمائي الأزرق ، منذ ذلك الحين أشعر بأن للمريخ مكانة في جزء من قلبي ، لا اقبل له الهزيمة امام فريق اجنبي ، ولكن خسارته امام الهلال او امام اي فريق محلي تفرحني ،طالما انه لن يتجاوز الهلال الي مقدمة المنافسه . *والفوز الساحق الذي حققه المريخ علي ريفرز وتأهله بالرباعية ،أعاد الي نفسي ذكريات لا تنمحي من الملاحم المريخية الضاربة في جذور التاريخ وكان قاسمها الأكبر الجسارة واللعب الرجولي والبطولي. *عملوها الرجال وأعادوا لنا سيرة فرسان أبطال !! *أثبت فرسان المريخ ان لا مستحيل تحت الشمس ،ولا يأس مع الإرادة ! *رباعية المريخ ،ملحمة من الملاحم التي لا تقبل التشكيك ،ولا تحتمل الإجتهادات ،ومحاولات التقليل من الإنجاز الكبير! *سنظل نقف مع المريخ وكل الفرق السودانية التي تخوض غمار التنافس الافريقي ، السودان بالجميع وفوق الجميع ! *نعيد ونذكر المريخ (المحلي) بأن هلال كادوقلي في الإنتظار ! *أسود الجبال لا يقبلون قسمة النقاط ! *اليوم هلال السودان سيكون في الموعد امام بورت لويس ! *الثقة لا تحدها حدود في فرسان الهلال ،للعودة منتصرين ،ظافرين ، متأهلين . *وقلوبنا مع هلال الابيض والاهلي شندي ،لتكتمل الصورة الزاهية ،ولتعم الفرحة ،كل أرجاء السودان . [email protected]