(1) أكثر من ربع قرن والمدينة الرياضية التي تشرف عليها الحكومة السودانية عبارة عن (حجار) ، لا شيء غير (الأعمدة الخرسانية) وبعض (اللافتات) الهندسية الضخمة مع مجموعة من القطط والكلاب الضالة. أوشكت أن تصبح المدينة الرياضية منطقة (آثار) ينطبق عليها ما ينطبق على آثار البجراوية والبركل والنقعة والمصورات. لا أدري لماذا لم تزر الشيخة موزا (المدينة الرياضية)؟ عجزت كل الوزارات الرياضية والشبابية التي تعاقبت على المدينة الرياضية أن تكملها وأن تصل بها لمرحلة الافتتاح. تأتي وزارة وتذهب, وتتشكل حكومة بعد الأخرى والمدينة الرياضية مرتع للقطط والكلاب الضالة. الجوهرة الزرقاء (أستاد الهلال) وصل بها رئيس نادي الهلال أشرف الكاردينال إلى مشارف (الافتتاح) , والجوهرة يصرف عليها رجل واحد ومن جيبه الخاص، دون مساعدة حكومية أو دعم من أقطاب الهلال أو حتى تحويل رصيد من الجماهير الزرقاء. (2) عندما أحدث جمال الوالي الذي مكث في رئاسة المريخ (14) عاما ًبعض الإضافات في أستاد المريخ بمساعدات واضحة ودعم ظاهر من الحكومة, قامت الدنيا ولم تقعد. كرمت الحكومة جمال الوالي أكثر من مرة على عمل قامت به الحكومة نفسها, وفتحت وسائط الإعلام الرسمي المختلفة لتتحدث عن أستاد المريخ وعن إنجاز جمال الوالي، لدرجة أن رضا مصطفى الشيخ خصص فقرة ثابتة من كل جمعة في برنامج (عالم الرياضة) بالتلفزيون القومي للحديث عن إنجاز جمال الوالي, وهو يخرج بكاميرا التلفزيون القومي لتصوير مراحل البناء والتشييد , وإن كانت مجرد (رتوش) مقارنة بما يحدث في الجوهرة الزرقاء الآن. حيث بلغت الجوهرة طابقها الثالث وأوشكت المقصورة على اكتمال مراحلها والوصول إليها يتم عبر (المصعد الكهربائي) ، والمدرجات تفرش بمقاعد وثيرة وتعرش بمظلات حديثة. إلى جانب ذلك, تضم الجوهرة نادياً أسرياً وفندقاً ومستشفى لإصابات الملاعب ومولاً تجارياً. كل هذه الأشياء تحدث دون أن تجد (الجوهرة) دعماً من السلطة التي بخلت على رئيس الهلال حتى بكلمة الشكر والإنصاف في وسائل الإعلام الحكومية. (3) شعب الهلال يمثل الجمهور الأعرض في السودان ..هو الحزب الأكبر ، لا خلاف في ذلك ولا جدال. لذلك, فإن من يعمل لراحة هذا الشعب (الهلالي) وهو يجهز له ملعباً بتلك المواصفات المتميزة, يستحق أن نقف عنده ..ويفترض أن تكرمه السلطة. الكثير من الوزراء أتوا للوزارة فأكملوا في فترة وزارتهم بيوتهم الخاصة وقصورهم الوريفة، وذهبوا دون أن يضعوا (طوبة) واحدة في مرفق عام. والمدينة الرياضية تشهد على ذلك الإهمال والتجاهل الكبير. في ظل هذه الأوضاع – اختلفنا أو اتفقنا معه ..كيف برجل يصرف كل هذه الأموال من أجل إنشاء مرفق عام، يمكن أن يحرم حتى من دخوله بعد انتهاء فترة رئاسته في الهلال. الدولة ملزمة أن تكرم ذلك الرجل .. وافتتاح الجوهرة الزرقاء سوف يكون بعد أشهر قليلة وهي مدعمة بكل المرافق التي توجد في الملاعب العالمية من موقف للسيارات وحديقة كبرى ومنافع داخلية بالأستاد وكافتريات وشاشات الكترونية ضخمة ومستشفى للإصابات وفندق للمعسكرات ومركز تجاري. (4) أعرف أن جماهير الهلال بمختلف توجهاتها سوف تقدر ذلك الجهد، لكن اتحسر لغياب السلطة الكامل عما يحدث في (الجوهرة الزرقاء) وهي التي كانت تشارك بوزرائها في كل برامج المريخ واحتفالاته (الثانوية) ، بما في ذلك بطولة (سيكافا) التي لا تقدم ولا تؤخر في شيء. (5) هذا العمل المعماري الضخم في نادي الهلال, يصاحبه إنجاز آخر لأشرف الكاردينال, وهو فضائية الهلال التي بدأ بثها التجريبي بتقنيات عالية وحديثة. (6) هذا العمود لا علاقة له بالزيادة في كهرباء المصانع بنسبة 160 %!! الانتباهة