* القُرّاء والقراطيس والقلم يعرفوني جيداً عندما أكتُب في القضايا الرياضية الشائكة خاصة المُتعلّقة بتكييف وقياس إجراءات تسجيل اللاعبين والشكاوى حول صحة مشاركة لاعب ما مع فريقه فإنني أنظر للقضية بمنتهى الحياد والتجرّد. * أرمي مسألة الانتماء للأندية وراء ظهري – فلا تظهر مريخيتي البتّة- وهنا تستبين القضية برمتها واضحةٍ جليةٍ أمامي وكثير من أنطق بقولٍ فصلٍ. * حدث ذلك كثيراً ففي قضية محاولة تسجيل حارس الهلال جمعة جينارو قلت باستحالة تسجيله كلاعب وطني، وعندما تعلّق الأمر بمحاولة تسجيل اللاعب ألوك أكيج في كشوفات المريخ كلاعب وطني وفي ظروف متطابقة بين النجمين – جينارو وأكيج- لم يتغيّر موقفي، وقلت أن تسجيل ألوك في كشوفات المريخ كلاعب وطني هو إجراء باطل وكان كلامي صحيحاً.. والأرشيف موجود. * في قضية اللاعب شيبوب قلت أن المريخ ليست لديه قضية وأوردت نقاطاً محددة ثم جاء قرار (فيفا) مؤيداً لما ذهبت إليه.. والأرشيف أيضاً موجود. * وقبل ذلك وفي قضية لاعب الأمل عطبرة عمر عثمان قلت أن قرار إعادة مباراة الأمل والمريخ في عطبرة قرار باطل وظالم ومازلت عند رأيي رغم قرار الإعادة و(برضو).. الأرشيف موجود. * وعندما غازل نادي الهلال اللاعب النيجيري جابسون سالمون في أكتوبر الماضي رشحت بعض الأنباء التي تقول أن نادي المريخ بصدد سحب الجنسية السودانية من اللاعب جابسون، ووالله وللأمانة والتأريخ قلت أن نادي المريخ لا يحق له تقديم أي طلب لسحب جنسية سالمون أو أي لاعب أجنبي تم منحه الجنسية السودانية بالتجنّس وفقاً لقانون الجنسية السودانية. * لدي فلسفتي الخاصة عندما أنظر للقضايا الرياضية وهي أن هذه القضايا متشابهة تماماً وإذا كان موقفك في قضية تخص ناديك اليوم بشكل معين ستدور الأيام وتجد نفسك مضطر لتغيير وجهة نظرك – قناعاتك- في قضية مشابهة تخص النادي المنافس. * وعليك عزيزي القارئ أن تعود للأرشيف وستجد أن موقف بعض الزملاء المريخاب والهلالاب في قضيتي جمعة جينارو وألوك أكيج متضارب تماماً. * المريخاب قالوا أن تسجيل جمعة باطل للهلال وتسجيل ألوك للمريخ صحيح، والهلالاب قالوا أن تسجيل جمعة للهلال صحيح وألوك خطأ!، بالرغم من أن جينارو من الاستوائية وألوك من بحر الغزال يعني جنوبيان فما هي الأسباب الموضوعية التي تجعل تسجيل أحدهما صحيح والآخر خطأ؟. * تفجّرت هذه الأيام قضية اللاعب باسكال واوا بعد الشكوى التي تقدم بها نادي الهلال كادُقلي في عدم مشاركته بزعم من الشاكي بأن اللاعب تم سحب جنسيته. * في المساحة التالية أقدم مُرافعتي بكل الأمانة، وبعيداً عن مُعترك هلال مريخ. * أولاً: وكما قلت في مسألة جنسية سالمون، لا يحق لأي نادٍ تقديم طلب بسحب جنسية مواطن سوداني حظي بالحقوق الدستورية بقرار من رئيس الجمهورية، وإن تم تقديم الطلب فعلى الجهات المقدم لها رفض الطلب. * ثانياً: لا يجوز لأيّة جهة قبول مثل الطلب المشار إليه أعلاه، ويعتبر قرارها باطلاً إن هي وافقت عليه. * ثالثاً: من الطبيعي أن يكون هناك ملف لدى الجهة التي وصلها طلب السحب وبالتالي رقم للملف، وتأريخ ورقم للقرار ومثل هذه الأشياء لا تصلح لتكون حجة تؤسس عليها قرارات أخرى؛ لأن قرار السحب يكون من الأساس باطل. * رابعاً: الجنسية حق خاص للاعب (المواطن) وهو الوحيد الذي يحق له اخطار الجهات المُختصّة بالتنازل عن حقه الدستوري. * خامساً: لا يحق لأيّة جهة سحب الجنسية من مواطن نالها بالتجنّس ما لم يقع تحت طائلة المادة (11) من قانون الجنسية، ويتم هذا الإجراء بواسطة المحّكمة حتى يحظى (المواطن) بفرصة الدفاع عن نفسه. * سادساً: إذا ثبت أن نادي المريخ طلب سحب جنسية المواطن (باسكال واوا)، وقررت الجهة التي خاطبها المريخ بسحب الجنسية يعتبر هذا الإجراء – الطلب، والسحب- باطل ويحق للمواطن باسكال واوا الطعن في القرار. * سابعاً: إذا أكمل الإتحاد الرياضي السوداني إجراءات تسجيل اللاعب في كشوفات أحد أنديته – المريخ مثلاً- في فترة ثانية بناء على إعتبارات قديمة لكونه مواطناً سودانياً يعتبر هذا الإجراء صحيح ويمكن للاتحاد استكمال مستندات اللاعب؛ لأن الحق المدني – حق العمل- تم اكتسابه وإلغائه ستترتب عليه أضراراً أكبر. * ثامناً: هناك سابقة رياضية تحترم مسألة حقوق المواطنة وقد كانت في حالة لاعبي الهلال سولي شريف وداريوكان. * تاسعاً: هناك دليل على أن النادي لا يحق له حرمان أي مواطن من التّمتع بحقه الدستوري – الجنسية- بدليل تسجيل جابسون في الهلال مستفيد من مجهودات المريخ في مساعدة لاعبه السابق في الحصول على الجنسية، وكذلك في حالة لاعب هلال الأبيض نيسلون لازقيلا وغيرهم. * عاشراً: يحق للاعب باسكال واوا أو أي مُجنّس آخر بعد الاعتزال البقاء بالسودان كمواطن عادي، والمشاركة في كافة أوجه الحياة الاجتماعية والسياسية، يعني يحق له رئاسة اللجنة الشعبية في الحي الذي يقطنه؛ بل يحق له الترشح لرئاسة الجمهورية. التيار [email protected]