تعتبر الفنون لغة التواصل بين الأمم وبلاشك ان الموسيقي هي من اسمي تلك اللغات التي تعبر بموروث وثقافة أي بلد لحدود قصية ، والموسيقي السودانية علي مر العصور شهدت تطور كبير ، واستطاعت ان تعبر بموروث وثقافة وطنها نحو فضاءات بعيدة ، ومادعاني للكتابة عن الفنون اليوم هو ما شاهدته في الفترة الماضية من تطور نوعي في شكل الأداء والتوزيع الموسيقي والنقلة النوعية في المشهد الفني للصورة الذي صاحب أداء فرقة "كورال كلية الموسيقي والمسرح" من خلال إعادة توزيع المنتوج الموسيقي السوداني القديم بأصوات شابة مميزة وتوزيع موسيقي احترافي وإخراج فني متطور من خلال "الأغنيات المصورة " التي أنتجها الكورال وبعدها من خلال مهرجان "ليالي الحقيبة" التي تنظمه مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم التي دأبت علي مثل هذا الحراك الثقافي المميز منذ ان انطلقت في فضاء بلادي . والكورال الذي تأسس في عام 1969 متزامناً مع إنشاء كلية الموسيقى والدراما، وكان دوره ينحصر في تقديم النماذج في الورش الخاصة بعلوم الموسيقى والتدريب على الصوت "والهارموني" والحركة أثناء الأداء الغنائي، مرا هذا الكورال بانتكاسات كثيرة منذ ذلك الوقت وحتي ميلاده الجديد في 2007 حيث دبت فيه الحياة من جديد واستطاع في سنين وجيزة ان ينهض بمجموعة مميزة من الفنانين والعازفين الشباب ، والناظر لوضعه الحالي يجد ان هنالك مجهودات جبارة يقوم بها من خلف الكواليس مجموعة مبدعة من الحادبين علي تطوير اداء الفرقة والخروج بها نحو مصاف إبداعية جديدة ، وهذه المجهودات تحتاج بلاشك دعم مادي ومعنوي حتي تحقق غاياتها المخطط لها ، والدولة ممثلة في وزارة الثقافة يجب عليها ان تقوم بدور رعاية وتطوير هذه الفرقة التي سيشكل نهوضها وتطورها نقلة نوعية في فن الغناء السوداني ، وممالاشك فيه ان الفراغ الذي يظهر جلياً للناظر لخارطة الغناء السوداني يحتاج الي ان يسد والكورال بماقدمه في الفترة الأخيرة قادر علي سد هذا الفراغ وإعادة الروح لجسد الأغنية السودانية . ومضة أخيرة : * تظل حلايب وشلاتين قطعة من جسدنا السوداني ...لا تنازل عنها ولا تكامل .. [email protected]