ليس على طريقة فالنتاين وانما على الطريقة السودانية الراكزة في وجدان وميراث أهل السودان ، اللذين اشتهروا بين أمم العالم على مر الزمان بالاخاء الصادق والتسامح والإيثار على ما بهم من شح وخصاصة ..ندعو للحب والتسامح ليس تقليدا لمهرجانات الحب المسماة عيد الحب التي تقام في فبراير من كل عام ، بل تمثلا بمعان سامية وقيم فاضلة نزلت بها الأديان كافة ، تحض الناس أجمعين على التوادد والتحابب والتراحم ونبذ الأثرة والأنانية ، واقتداء بسيرة الرسل والأنبياء أجمعين ، بداية بأولهم ونهاية بخاتمهم المصطفى عليه الصلاة والسلام ، الذي قال « اذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه »، وقال أيضا « والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شئ اذا فعلتموه تحاببتم ،أفشوا السلام بينكم » . وإفشاء السلام وطلب الحب والمودة فضيلة نادت بها المسيحية أيضا ، « المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة » .. ليس عيبا ولا أظنها بدعة سيئة أن نحتفي بالقيم الجميلة والخصال الكريمة ، وعلى رأسها الحب والتسامح ، وأن نجعل لها يوما نذكرها فيه ونراجع أنفسنا ونحاسبها على تقصيرها في الوفاء بمعانيها في سلوكنا وتفاصيل حياتنا ودقائق معاملاتنا ، نقول ذلك ليس جريا على سنة فالنتاين ، بل احياء لسنن صحيحة واحتفاء بقيم نبيلة وخصال إنسانية راقية لا تعمر الحياة ولا يروق العيش في هذه الدنيا اذا انعدمت بين الناس ، ولكم أن تتخيلوا الجحيم الذي سيصطلي به البشر اذا تلاشى الحب بينهم وسادت الكراهية والبغضاء ، وانزوى التسامح وانبرى الحقد والانتقام ..لا شئ يمكن انجازه على الوجه المطلوب بغير حب ، ولا يمكن لبشر أن يجتمعوا على صعيد واحد بغير تسامح ، فالحب مصفاة القلوب ، والتسامح زادها ودواؤها ، فلنجعلهما شعارا لحركاتنا وسكناتنا ، نختلف ولكن بود ، فاختلاف الرأي لا ينبغي أن يفسد للود قضية ، نتدافع في شؤون الحياة وتتشعب مسالكنا فيها ، نتجاذب ونتنافر ، ولكن بالقول السمح والكلام الطيب وقبول بعضنا بعضا ، فخطاب الكراهية لا يورث الا المزيد من الخلاف والشجار ، والكلمة الحادة لا تجلب الا حدة مضادة وبسببها يحتد النزاع ويتفاقم الصراع ، والغلظة في القول والفظاظة في الحديث لا تقابلها الا فظاظة وغلظة من جنسها ، وانفضاض الناس من حول قائلها ..« ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك » ، هكذا خاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات ، وأهلنا يقولون الكلمة الطيبة بخور الباطن ..لقد سئمنا قاموس التنابذ والتشاتم والتهاتر ، ونتوق الى فتح أولى صفحات الاجتماع على حب والافتراق على ود والاختلاف بمحبة، وعلى الذين يجيدون القول الحسن والكلام الطيب أن يتقدموا الصفوف ويزيحوا من أمامهم أهل الفحش في القول والخطاب .. الصحافة