ماذا فعل النظام القائم بالبلاد بشأن الروشتة/ الإشتراطات الامريكية المسقوفة بستة أشهر بدءً من يناير الماضي مقابل الرفع الكلي للعقوبات؟.. ماذا فعل النظام سوى التبشير بتدفق الإستثمارات غربية /عربية تأتيها من كل فجٍ عميق؟ وحتى لحظة هذه السطور لا يزال النظام يضخ أخباراً في سياق التبشير الإستثماري على شاكلة (المصرف العربي يوقع على إتفاقيتي قرضين مع كل من بوركينا فاسو ، تنزانيا) ( وزير الزراعة بشمال دارفور: رفع الحظر الإقتصادى عن السودان من شأنه المساهمة في النهوض بالقطاع الزراعى) (بدر الدين محمود: مؤشرات لرفع دائم للعقوبات الأميركية عن السودان في يوليو) (وزير الاستثمار يؤكد إهتمام السودان بتطوير علاقات التعاون الإقتصادي مع الدول العربية) كل هذاالضجيج بينما شامة بائعة الشاي في ركنها القصي بأحد أزقة الخرطوم تدري بأن ما تضج به الأخبار من إستثمارات لن ترى الخزينة العامة منها (فرطاقة) إن صدقت أخبارها، ولعلها محض ترويج كذوب كما درجت بعض الصحف الهزيلة بنشر إعلانات غير مدفوعة الأجر وترى في ذلك طعماً تصيد به نافر الإعلان. واهم هو النظام ان إفترض في الامريكان ريالة توحي ب(الخواجة صِدِّيق) فكما للعقل السياسي الامريكي حساباته ومؤسسيته ومراكز ضغط ، كذلك للمنظمات الحقوقية والمعنية بالمجتمع المدني حساباتها، بل وتمثل مراكز ضغط على القرار الامريكي ، فقد دعت منظمة (كفاية) الأميركية، الولاياتالمتحدةواشنطن 26 أبريل 2017إلى بذل جهود جديدة لمعالجة الأسباب الجذرية لما أسمته السرقة التي تمارسها حكومة السودان لموارد البلاد واستخدام العنف الوحشي ضد المدنيين وإنتهاكات حقوق الإنسان وقال تقرير أصدرته المنظمة الثلاثاء ويقع في 64 صفحة إن نظام الحكم الذي يرأسه البشير في السودان هو نظام يسرق موارد البلاد وأن هدفه الأساسي هو الإثراء الذاتي والحفاظ على السلطة إلى أجل غير مسمى.. إن هذا النظام يعتمد على مجموعة متنوعة من التكتيكات، بما في ذلك المحسوبية والتهديد باستخدام العنف السياسي والقمع الشديد لإستغلال المعارضين أو تحييدهم وخنق المعارضة، وليس من قبيل الصدفة ان يجيء التقرير قبل شهرين تقريبا من قرار الإدارة الأميركية المنتظر بشأن رفع الحصار الإقتصادي على السودان. قال المستشار الأعلى في (كفاية) عمر إسماعيل " خلافا للأنظمة القمعية الأخرى، يمكن للنظام السوداني اللجوء إلى أكثر التكتيكات المتطرفة التي يمكن أن يحشدها بما في ذلك التطهير العرقي واستخدام المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب والقصف العشوائي للسكان المدنيين ودعت المنظمة الرئيس دونالد ترامب إلى تعيين مبعوث خاص جديد للسودان وجنوب السودان وإلى مشاركة دبلوماسية أمريكية قوية مع السودان لتحقيق السلام في السودان ،وفي جلسة إستماع أمام لجنة حقوق الإنسان بالكونغرس الأمريكي في 4 أبريل دعا خبراء حقوق الإنسان إلى تأجيل الإلغاء الدائم للعقوبات المفروضة على السودانويشير التقرير إلى أنه من أجل دعم السلام وحقوق الإنسان والحكم الرشيد في السودان بشكل أكثر فعالية يجب على صناع السياسات في الولاياتالمتحدة أن يبنوا نهجا سياسيا جديدا يحاول تفكيك نظام السودان الحالي ولشرح الفساد والعنف الوحشي في السودان، قال كبير مستشاري المنظمة سليمان بالدو، إن الدائرة الداخلية في السلطة قد خصخصت الثروة الطبيعية للبلاد ونفطها وذهبها وأرضها، مضيفا أن حماية مكاسبها غير المشروعة و لضمان بقاء النظام فإن أولئك الذين يحكمون السودان يكرسون موارد غير متناسبة لقطاع الأمن والاستخبارات المتضخمين ويقومون بإهمال الخدمات الإجتماعية الأساسية وأكد برندرغاست أن الضغط الفعال على الرئيس السوداني ودائرته الداخلية يمكن أن ينجح من خلال "تعزيز أهداف أمنية وطنية وعالمية هامة مثل حماية سلامة النظام المالي العالمي ومكافحة الفساد وردع الدعم المستقبلي للإرهاب وتعزيز حقوق الإنسان. ورغم التفاف النظام على قرار رفع العقوبات الجزئي ورغم إكتفائه بقراءة نخصه للقرار، الا انه نسي أو تناسى بأن للناس ألسن وكما تجيد المنظمات الحقوقية القراءات كل بلسانها ولحنها ، فاي منقلب سينقلب القوم وقد أطبقت سيرتهم وفسادهم الآفاق وليتهم تدبروا من منزل التحكيم ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) صدق الله العظيم (السجدة) وحسبنا الله ونعم الوكيل [email protected]