*من الصدف الغريبة انني كنت في مناسبة اجتماعية في سدني قبل ايام ولفت نظري وجود كلب انطوائي علي غير عادة الكلاب، سالت صاحبه عن سبب ذلك فقال لي ان صاحبه الاول كان يضربه ضربا مبرحا عندما كان صغيرا فاصبح يخاف من الناس. *صديقه - صاحب الكلب الاول - دفعه له مجانا، لا تندهشوا فللكلاب هنا قيمة مادية ومعنوية ومكانة مقدرة وخدمة علاجية وصحية متكاملة، وقد ادخله الكلب في تجربة قاسية حوكم فيها بغرامة باهظة عدا تكلفة علاج الكلب، هذا ليس موضوعنا لكنني وجدته مدخلاً مناسباً علي غرابته لكلام الناس اليوم. *موضوع اليوم يتعلق بنهج التربية والتعليم في مدارسنا، خاصة تجاه الصغار الأكثر حاجة للرعاية وحسن التنشئة، وقد أرسلته لي قارئة متابعة لكلام الناس السبت من قروب في الواتساب تحكي فيه إحدي الأمهات ما تعرض له إبنها علي يد معلمة في إحدي مدارس رياض الأطفال بامدرمان. *حكت الام بالتفصيل ما تعرض له ابنها من ضرب مبرح من إحدي المعلمات بخرطوش المياه الأمر الذي سبب له أذي جسيماً في يده، خرطوش المياه الذي درجت المعلمة تضرب به الصغار دون إعتبار لما يمكن أن تسببه لهم من أضرار جسمانية ونفسية. *قالت الأم : تكررت شكاوي الأمهات من عنف تعامل هذه المعلمة مع الصغار وطرحت هذه الشكوي في اجتماع من إجتماعات مجلس الأمهات بالمدرسة ووصلت الشكوي لناظر المدرسة الذي وعد بمعالجة الأمر لكن إستمر الحال كما هو. *المؤسف أن الناظرنفسه قال في معرض رده علي تنبيه إحدي الأمهات بأن هناك قرار صادر بمنع ضرب التلاميذ بالمدارس بأن ذلك مجرد شعارات وكلام ساكت وأن التلاميذ الأولاد"صعبين" لا ينفع معهم إلا الضرب!!. *تواصل الأم قائلة : أعود لموضوع إبني الذي سبب له الضرب بخرطوش المياه أذي جسيماً في يده، وقد عرصناه للفحص الطبي علي أطباء العطام والجلدية والاعصاب وعندما فترنا من النتائج المختلفة سافرنا به للقاهرة. *هناك اخضعناه لفحوصات جديدة أكدت وجود دم متجمد وكتل متحجرة مكان الضرب وقرر الطبيب إجراء عملية جراحية عاجلة، وقد أُجريت له العملية الجراحية كما إطمأنا علي نظافة الأورام وسلامة الأعصاب. *إختتمت الأم الغاضبة رسالتها قائلة بأنهم سيلجأوون لفتح بلاغ ضد المعلمة لمنع تكرار هذا الأسلوب العنيف معالصغار، وقالت إنها تشكر كل الأمهات اللاتي وقفن معها .. لكنها قصدت إثارة هذا الأمر التربوي المهم للمسؤولين بوزارة التربية والتعليم ولكل من يهمهم أمر التربية والتعليم في السودان. *هذه الرسالة الإحتجاجية أثارت قضية تربوية مهمة لكل الاباء والأمهات وأولياء الأمور، ونري أن الأمر في حاجة لإعادة النظر في نهج التربية وتفعيل القرار الصادر بمنع ضرب التلاميذ في المدارس وتنشيط الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات لإعدادهم/ن وتأهيلهم/ن لحسن اداء الدور التربري بعيدا عن كل اساليب العنف الجسماني واللفظي. [email protected]