يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب: في قروب (الصحافة والسياسة) بتطبيق (واتساب) تبادل الأستاذ مبارك الكوده وصاحب هذا الرصد المداخلتين التاليتين: - مبارك الكوده: اذكر في نهاية الستينات وقبل انشاء كبري حنتوب ثم طريق مدني القضارفكسلا كان السفر من الخرطوم الي كسلا عن طريق البطانة، ويبدأ خط السير من الخرطوم الي الخرطوم بحري ثم ابودليق وريرة والصفية والصباغ ثم حلفا الجديدة وعن طريق الساسريب عبر نهر عطبرة الي مدينة كسلا. في وسط البطانة تُوْجَد قهوة ومطعم يسمي (قهوة طبظة) والاسم هذا مرده الي ان صاحب المقهى والمطعم لديه حَلَّة كبيرة عبارة عن (دمعة) وهي لحمة بالبصل والطماطم تُصنع علي طريقة (القطر قام) ويعني ذلك ان كل متطلبات الحَلَّة توضع في وقت واحد دون مراحل فتُختذل مراحل النضج المعلومة فتستوي الحلة علي هذا النظام ويبدأ طبظة في استقبال زبائنه منذ الصباح الباكر حتي المساء وتظل الطبخة علي النار وكلما سمع العم طبظة صوت متقطع لعربة من بعيد في وحل البطانة وتعرجاتها ينادي ابنه قائلاً: يا ولد أطبظها، ويعني ذلك لابنه ان يضع الابن عدداً من أكواب الماء علي الحَلَّة لمقابلة متطلبات المجموعة القادمة، وهكذا تظل الحَلَّة في زيادة مستمرة لتستوعب كل القادمين الي المطعم من كل الجهات ومن هنا جاء الاسم (طبظة). في ساعات الذروة، وهي وجبة الإفطار ووجبة الغذاء، يزدحم المسافرون على طاولة طبظة وكل ينادي لحاجته، فكنا صغاراً نناديه (يا عّم طبظة) والذين يكبروننا ينادونه ب (طبظة) هكذا دون رتوش، ولم يَك العم طبظة يرى في هذا الاسم حرجاً ومنقصة له البتة فهو صاحب عين قوية وحق مشروع بوضع اليد و"الما عاجبو يلحس كوعو"، ولم نك نرى نحن اصحاب الحاجة ظلماً لنا من سلوكه هذا، فهو امر واقع ولا فكاك عنه ودون ذلك الجوع الكافر. منهج طبظة هذا هو ذات منهج حكومة الإنقاذ فهي ايضاً صاحبة مغنم ومطعم، وحَلَّة كبيرة ومن حولها اصحاب الحاجات على طريقة القطر قام. واوجه الشبه والمقارنة كثيرة ولا تحتاج مني الي تسليط الضوء، وصاحب العقل يقارن، ويبدو لي ان الإنقاذ نادت لطبظة جديدة لمقابلة القادمين الجدد للمجلس الوطني والحكومة وهنالك مزيد من الطبظات قادمة و"إنتو في" و"أنا ان شاء الله في". ولكننا بصِدقٍ نرفع أيدينا وندعو الله ان يلم الشمل ويكفينا شر المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن. مبارك الكوده- 23/ أكتوبر/ 2016. * عصام محجوب الماحي: غايتو يا حبيبنا الكوده قصة طبظة ووضعها خلفية لنفهم ما تفعله الانقاذ هذه الايام، قلبت فيها "هوبة عديييل" واوضحت لنا الصورة تماما لنستوعبها من كل ابعادها. اتَصَوَّر، بل وكما قلت انت، ان القادمين في الطريق حينها على ظهر اللواري التي عدلت واصبحت باصات، ما ان يقتربوا لمحل طبظة حتى يشتد الجوع بهم. وجماعة "الحركات بتاعة الحركات" وأحزاب الشنطة وما يسمى بالشخصيات القومية ومن ركب ركبهم في لوري الانقاذ المعدل ماركة "الوثبة" فانهم مثلكم جماعة الطريق حينها، اقتربوا بحوارهم لمحل مشابه ويعلمون ان صاحبه طبظة -لتقرا البشير- أرخى السمع للمخرجات القادمة فصرخ في من يطبظ له الحلة - لِتُقْرَأ الدستور- فالجماعة جوعى وسيعمل على اسكات جوعهم ولو الى حين، ليفسح لهم المؤتمر الوطني امكنة يجلسون عليها ولو "كراسي نص" حتى لا يظلوا راكبين "شماعة". ومع ذلك ولحين ان تستوي الطبظة سريعا التي ستقوم بظبطها بنت "عم طبظة" في المطبخ -لِتُقْرَأ المجلس الوطني- أظنهم يحتاجون ايضا الى تصبيرة. وعليه، فبعد ان قارب لنا شيخ الكوده حالة الرئيس البشير مع جماعة "الوثبة" بقصة "عم طبظة" ادعو من يسرد لنا، والقادمون جوعى، حكاية " تصبيره" أو "واحد وَصْلَه" وقد يكون حبيبنا الكوده نفسه مُلِماً بهما، أو حتى حكاية "معاك هنا إنسانية ياااااااا لتراجي!". اسمحوا لي ان اضيف ما لم اكتبه في رسالتي السابقة، فالحديث جاب الحديث ودخلت سيرة تراجي، لذلك أقول بصراحة انها تستحق الوزارة والسفارة بل وأكثر، ولِمَ لا، نائبة للرئيس بدلا عن حسبو عبد الرحمن الذي "أسأله الرَّحِيلَ" وهو راحل دون شك بعد ان لم يقدم ولم يؤخر، ولكنني اطلب من أحد الصحفيين النبهاء ان يجرد تبرعاته التي قدمها بلسانه في كل زياراته وسيجد انه تبرع بميزانية السودان لعشرة أعوام سابقة ومثلها قادمة، فمتى كان الكلام والتبرع امام من يصطفون لاستقبال أي مسؤول بقروش؟ تلك نظرية حملها معه حسبو مثل عصاته في كل زيارته لمناطق السودان المختلفة ولخارج السودان أيضا، فأينما ذهب تبرع. ولان الكلام بجيب الكلام، أذكر انني كتبت لتراجي مصطفي عندما ضمنا أحد القروبات في منصة (واتساب)، انني ادعو من استدعاها او اوعز لاستدعائها لحوار الوثبة بان يوعز مرة ثانية ولو اخيرة للرئيس البشير بتعيينها كمبعوث خاص له، فهي قادرة على قلب الفسيخ شربات ولن يجد أفضل منها لشرح ما يحتاج توصيله لمن يبعثها اليه حتى دون ان يحملها رسالة مكتوبة تُمْسَك عليه، وقد يحتاج ارسالها لدروبٍ تعرَفَها. صدقوني تراجي أفضل من نصف مجلس الوزراء الحالي والقادم. ومع ان تراجي خذلتني -وكتبت لها ذلك- في تقديم مساهمتها في التغيير الذي توقَعْت قبل عودتها، ودعوتها ان تلعب لصالحه مع اوبتها للسودان، لكنها رجعت وانخرطت ونَسِيَت مسائل التغيير التي كانت تنادي بها، فدعونا نأمل بان تأتي مع اللفة وتضع بصماتها في أي شيء، فان لم تصْلِح لن تبَوِّظ. ولا نامت اعين الحساد الذين يظنون انها خرجت من الوثبة من "قَدِ القُفَّةِ". فتراجي قادمة اذا استمرت الانقاذ ومن لا يريدها عليه ان يعمل لاسقاط النظام. صفوة القول، ان الذي سيعين راشد دياب ولا يعين تراجي لا شك انه يفتقد حاسة الاستفادة من إمكانيات الشخصيات التي اصطفت له في حوار الوثبة. ولحين ذلك دعنا نقول للقادمين على طريق الانقاذ راكبين "الوثبة" هنيئا لهم بِحَلَّة طبظة وما ستظبطه من دستوريين جدد.. محل ما يسري "ي....ري". رصد: د. عصام محجوب الماحي [email protected]