كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    البروفيسور الهادي آدم يتفقد مباني جامعة النيلين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالفيديو.. (يووووه ايه ده) فنان سوداني ينفعل غضباً بسبب تصرف إدارة صالة أفراح بقطر ويوقف الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    "الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات التعذيب في السودان

وفاء لما آليت علي نفسي لأنقل من كتاب أسرة أطبآء مركز النديم بالقاهرة بمصر للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف عن حالات ضحايا التعذيب بواسطة جهاز الأمن وال مخابرات السوداني والتي عالجوها أواصل نقل شهادات الضحايا الذين بلغوا المئات ،بل الألوف ، وأهيب بالسودانيين في مهاجر العالم خاصة في كندا وأمريكا والتي يقيم فيها عدد مقدر من الضحايا بعد أن قدر لهم الأفلات والنجاة أن يعقدوا الندوات ويكتبوا في الصحف لكي يعلم العالم ما ما أقترفته الحكومة الحالية و ما أحدثوه من تعذيب في أبنائنا وبناتنا الطلاب ، واثتين من النسآء . سعدية مصطفي : سعدية مصطفي أرملة وأم لستة أطفال رغم أن عمرها لم يتجاوز 35 سنة . تقول سعدية : كنت أعمل في السودان بشركة للأتصالات ، وكنت عضوة باتحاد العمال . في ذلك الوقت صدرت قرارات الخصخصة ، ورشحت مع عدد من النقابيين، للتناقش مع العمال في ضرورة عدم قبول المعاش المبكر . ذهبت وأطلعت العمال علي القرار ، وناقشت معهم ما يترتب علي هذا القرار . ورفض العمال قبول قرار المعاش المبكر . وبعد ايام طلبت الحكومة مني ومن زملائي عدم الذهاب للعمل ، وفي12 10 92 اعتقلتنا بتهمة تحريض العمال علي عصيان قرار المعاش المبكر . كان هذا هو الأعتقال الأول الذي أستمر لمدة عشرة ايام . قبضوا علي من منزلي وبدأ العنف معي منذ دخولهم البيت بالسب والضرب أمام أولادي . وفي المعتقل تعرضت لصنوف من اتعذيب النفسى والجسدي ، حيث ربطوا عيني بعصابة لعدة أيام متصلة ، وحبسوني أنفراديا . حرقوني باعقاب السجاير في ظهري وجسمي وأطرافي . وضعوا أحدي يدي في الزيت الساخن . وخلعوا أظافر يدي الأخري بالكماشة . أجبروني علي مشاهدة تعذيب ألآخرين . كما اجبروني علي عمل تمرينات عنيفة . مازالت أثار التعذيب علي جسمي شاهدة علي ما فعلوه بي . كلنوا طوال التعذيب يطلبون مني معلومات عن زوجي المطلوب لديهم ولكن رغم شدة الألم لم اعطهم‘أية معلومات . أعتقلنا ثانية في يناير 1994 لمدة اربعة عشرة يوما" . ضربوني بالكرباج علي كل جسمي ، ورغم مرور عدة سنوات فعلامات السياط ما زالت واضحة علي جسدي . في هذه المرة تعرضت للاغتصاب ، ومن قسوتهم تسببوا في حدوث نزيف شديد . فقدت الوعي علي أثره ،واقتربت من حافة الموت . وصل الأمر لزوجى . ترك الخرطوم ، وحضر معرضا نفسه للأعتقال ، خوفا من أن يتركوني أموت في السجن ، رضخ لأوامرهم ، وكتب أقرارا" ، بأن يبلغهم بأي معلومات يطلبونها . وكانت حالتي الصحية تنذر بالموت ، مما دفعهم للأفراج عني ، بعد أن أجبروني بالتوقيع علي أقرار بأنني حاولت الأنتحار . كان النزيف مستمرا" ، والحروق قد تلوثت ، وحالتي الصحية العامة لا تنبئ بالخير . دخلت مستشفي الخرطوم العام ، ولكن لم تفلح محاولات الأطبآء في علاجي وظلت صحتي تتدهور بشكل مستمر حتي نصحني أحد الأطبآء بالسفر لمصر حيث أن علاجي لا يتوفر في السودان . مر ما يقرب من عام وأنا أنتظر موافقة السلطات علي سفري للعلاج في مصر ، حتي حصلت علي الموافقة لكن في سوريا . وكان السفر عبر مصر . وذلك في 26 3 95 . سافر زوجي معي . وعندما وصلت مصر قررت البقآء بها . خرجت من المطار الي مستشفي القصر العيني ، واستمر علاجي خمسة اسابيع ، خرجت بعدها لأقيم مع زوجي بمصر ، أخبرته بما حصل لي في المعتقل ، وتعرضي للاغتصاب من قبل ضباط الأمن . ولم يستطع زوجي قبول الأمر أو أستيعابه ، ولم يستطع البقآء معي ، وبعد ستة أشهر تركني وسافر الي كينيا ، تاركا" معي الأطفال الستة . وفيما بعد علمت بخبر وفاته هناك . لم تكتف أجهزة الأمن السودانية بما فعلته بي ، واخذت في ملاحقتي في مصر ، وتكررت زياراتهم لمنزلي ، وتهديدهم بتعذيبي وقتل أولادى ، اذا لم أكف عن الأتصال بالمعارضة السودانية في مصر . حررت ضدهم محضرا" بقسم مدينة نصر ، وبعدها ذهبت للفوضية العليا لشئون اللاجئين أطلب الحماية واللجوء . يوم ذهابي للمفوضية تبين انهم يراقبون كل تحركاتي ، ، فقد استوقفني أحدهم ، وهددني اذا ذكرت أي شئ عما لاقيته في السودان فأن أبنتي سوف تغتصب قبل أن أعود لمنزلي . وتأكيدا" لتهديداته ذكر لي أسمى كاملا" ، واسم أبنى ومحل أقامتي .وخشيت علي أبنتي ، ولم أذكر شيئا" مما تعرضت له وكانت النتيجة رفض طلب اللجوء . أضطررت للذهاب الي السفارة السودانية لاستخراج جواز سفر جديد ، بعد أن فقد جواز سفري ، فاذا بالرجل الذي الذي قابلني في السفارة هو نفسه من هددني أمام مفوضية اللاجئين .أعاد علي مسامعي كلمات التهديد والوعيد اذا لم أعد للسودان . وفي نهاية عام 1996 ذهبت ابنتي للسفارة السودانية لاستخراج جواز سفر لها . سألوها عن الأسرة . وعندما علموا أنها أبنتي تحرشوا بها جنسيا"، فتسبب ذلك بأصابة أبنتي باكتئاب نفسي كبير. كنت أعيش في رعب وفزع بسبب تهديدات الأمن التي لا تتوقف كنت في حاجة ماسة للمساعدة فاحداث التعذيب كانت ماثلة أمامي في يقظتي وفي نومي ، وخشيتي من تكرار التجربة كان يرعبني ، وخوفي علي أطفالي كان سبب الرعب الأكبر . ولكن ماذا لو علموا أنني أذهب لمركز النديم ، وأنني ذكرت لهم ما حدث وما يحدث ؟ ألن ينفذوا تهديداتهم ويقتلوا أولادي ؟قررت أن أعمل لفترة أضافية . وأعمل أي شيئ حتي أوفر لهم الحد الأدني من الحياة الكريمة . حاولت أن أجنبهم كثيرا" من المتاعب . الا التي كانت خارج نطاق سيطرتي وقدراتي، وهي: تهديدات الأمن . بعد أكثر من عام زارتنا سعدية بالمركز ، وبدأنا معها ومع أبنتها رحلة الدعم والعلاج النفسي ، وأقنعناها بتقديم طلب جديد لمفوضية شئون اللاجئين ، تحكي فيه كل شيئ، ومن جانبنا ارسلنا نداءآت للمفوضية بضرورة اعادة النظر في طلب سعدية ، ودعمنا ذلك بالتقارير الطبية اللازمة . وبعد عنآء قبل طلب سعدية وتمكنت من أن تذهب الي مكان آخر ، حيث تستطيع سعدية أن تربي أبناءها ، وتعيش حياتها بعيدا عن تهديدات وتحرشات الأمن السوداني . فاديا جمال الدين : فاديا أمرأة من جبال النوبة ، عمرها 27 سنة ، تشهد قصتها بما يحدث في منطقة جبال النوبة من تصفية عرقية ، وتدمير للقري ، واعتقالات واسعة للنساء والرجال والاطفال وبما يمارس من تعذيب داخل الغرف المعزولة عن العالم . تقول فاديا : تنحدر اسرتي من احدي قبائل جنوب كردفان ، وكنا نعيش في الخرطوم ، وكان والدي وأنا أعضاء في منظمة جبال النوبة ، التي تعمل علي رعاية أبنآءالنوبة النازحين للخرطوم ، واعادة تسكينهم وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية لمن يحتاجها . نقل والدي من عمله بالخرطوم الي أحدي مناطق جنوب السودان للعمل مع القوات المسلحة هناك.واعتدت أن أذهب لزيارته في الجنوب بين وقت وآخر . وفي ديسمبر 1997 كنت في زيارة والدي ، وأذا بالقوات الحكومية تشن هجوما" علي المنطقة ، وتكسر البيوت ، وتشعل الحرائق أينما حلت ، والناس بين قتيل ومصاب وجار من الجحيم . وكان أبي وأخي من المعتقلين ، بعد ثلاثة أيام من تلك الأحداث جاءت قوات ألأمن لمنزلنا مرة شانية ، وقبضوا علي وعلي أخوتي الصغار . وبعد خروجنا من البيت فرقونا ، وربطوا عيني بعصابة ، واخذوا كل واحد منا لمكان . أعتقلت لمدة تسعة عشر يوما . في البداية بدأ اسجوابي بواسطة ضابط يحمل رتبة عسكرية . وعلمت انه يدعي تاج السر ، وتركز الأستجواب علي نشاط والدي ، ورابطة جبال النوبة ، وعلاقتي بالرابطة . كنت اجيب علي اسئلته ، ولكن اجاباتي لم تقنعه ، فبدأ ومن معه بضربي . وظل الضرب مستمرا حتي سقطت مغشيا علي . وعندما أفقت وجدت نفسي محبوسة انفراديا " وملابسي منزوعة ، ودلائل الأغتصاب واضحة علي جسدي . لا أعلم كم يوما مرت علي في الحبس الأنفرادي قبل نقلي لزنزانة أخري . لم أكن بمفردي هذه المرة ، فقد كان بالزنزانة أربع سيدات معتقلات بسبب اختفآء أزواجهن . السيدات الأربع تعرضن مثلي لجميع اشكال التعذيب النفسي والبدني . طوال مدة الأحتجاز لم يسمحوا لنا بالنوم ، فقد كانوا يسكبون الماء علي أرضية غرفة الحجز . الطعام اليومي لم يكن يتعدي قطعة واحدة من الخبز وقليلا من المآء . الشيئ الوحيد الذي كنا نتعرض له بوفرة هو الضرب والتعليق والحرق ومحاولات الأغتصاب . بعد انتهآء التسعة عشر يوما أبلغوني بقرار الأفراج بالشروط المعهودة : عدم مغادرة المدينة بدون تصريح ، الذهاب يوميا" للتمام لدي جهاز الأمن بالمنطقة ، الأبلاغ عن أي معلومات تخص والدي ، وعدم التحدث مع أي انسان عن اعتقالي ، وما حدث لي وما شاهدته . عدت لمنزلي ووجدت ان أخوتي الصغار قد أفرج عنهم في نفس اليوم أما أخي الكبير فلا أعلم عنه شيئا" حتي اللحظة . وكذلك والدي ، لا أعلم أن كان تحت ايديهم أم هرب من المعتقل ، ولا أدري أن كان حيا" أم ميتا" . في ربيع 1998 حاولت السفر للخرطوم ، ولكن قبل أقلاع الطائرة صعدت مجموعة من من رجال الأمن ، وقاموا بتفتيش الطائرة ، وقبضوا علي . واقتادوني الي مكتب الأمن لأجد نفسي أمام العقيد تاج السر مرة أخري . ولم أسلم من التعذيب هذه المرة ايضا . يوميا كنت اتعرض للضرب بالعصي والتعليق من المعصمين وللأغتصاب . كما ضربت مرتين بالسونكي مرة تحت الأبط الأيمن أثنآء مقاومتي للتعليق ، والثانية في الفخذ الأيسر أثنآء مقاومتي الأغتصاب . أصبت بالأعيآء الشديد وبدأت أفقد الوعي كثيرا" مما استدعيى نقلي الي المستشفي . وبعد أيام وضع الله في طريقي من يسر لي طريقة الهروب من المستشفي ، وبعدها تمكنت من الهرب الي مصر . شهادات الطلابلا تعجبوا من كونهم طلابا رغم اعمارهم المتقدمة فعلي ما كان أقرانهم يواصلون دراستهم كانوا هم ينتقلون من زنزانة لزنزانة ومن جلاد لجلادمصطفي صادق: طالب بالدراسات العليا بكلية الأعلام في شمال السودان كان مصطفي عضوا بحزب الأمة ونشطا بالجامعة وبسبب انتمائه السياسي تعرض للأعتقال والتعذيب والتوقيف . مصطفي يبلغ من العمر 22سنة ، أعزب وطالب . وقد اعتقل خمس مرات بين ابريل 1998 وسبتمبر 1999 الأعتقال الأول كان في أبريل 1998 واستمر لمدة اربعة أيام ، تعرض فيها مصطفي للضرب بالعصي علي كل الجسم . ، كما ضرب بقاعدة مسدس علي رأسه واعلي صدره وتسبب ذلك في جرح تهتكي ونزيف بفروة الرأس ، وكسر بالترقوة ، مع كدمات بكل الجسم . الأعتقال لاالثاني كان في سبتمبر 1998 واستمر شلاشة أيام ، وجاء بعد ضرب السفارة الأمريكية في السودان ، حيث اتهم مصطفي بالتحريض وأثارة الشغب ، وتعرض مصطفي في تلك الأيام الثلاثة ىللحرمان من الطعام ، والحجز في غرفة مكتظة بالمعتقلين ،بحيث لايمكن لأحد أن ينام الا واقفا أو جالسا القرفصآء .وكان مصطفي يجبر علي النوم واقفا ، ويوقظه الحرس كل ساعة واذا جلس يضرب بالسياط كما كان يجبر علي الجلوس في وضع القرفصآء والقفز الي الأمام وهو في هذا الوضع فيما يعرف ( بالأرنب نط ) ا وفي حالة الرفض يضرب بالسياط كذلك أجبره الجلادون علي شرب مواد كيماوية ، وعلي خلع ملابسه ، وقاموا بادخال سلك معدني في القضيب مما ىسبب له ألاما رهيبة ، اضافة الي تبول لا أرادي ظل يعاني منه لسنوات طويلة وفي نفس العام تم فصل والده من عمله كمدرس بالتربية والتعليمفي المرة الثالثة ، في عام 1999حين قبض عليه هو وزملاؤه ، بعد احتفال بمقر حزب الأمة ، وتعرض هو وزملاؤه للضرب بالكلاشنكوف ، والتعليق من الأيدي ، أضافة للسباب والتهديد بالقتلوفي مارس 1999اقتحمت قوات الأمن الحرم الجامعي واعتقل هو وزملاؤه وضرب معهم ضربا مبرحا وأصابه سيخ حديدي في رأسه أضطره لملازمة الفراش لمدة اسبوعين . وفي نفس الحادث أهدرت الجبهة الأسلامية دمه . وفي سبتمبر 1999 أعتقل مصطفي للمرة الخامسة ، وتعرض للضرب والتهديد بأيذآء اسرته وأخواته البنات ، كما أجبر علي كتابة تعهد بعدم ممارسة أي نشاط سواء في الحزب أو الجامعة ورغم توقيع مصطفي علي التعهد المطلوب فقد هاجمت قوات الأمن منزله ، وهددوا أخواته البنات بالأغتصاب ، وتحرشوا جنسيا بخطيبته . وأمام التهديدات المتكررة لمصطفي وأسرته أضطر لمغادرة السودان في ديسمبر 1999في اول زيارة للنديم قال مصطفي :؛ما اقدرش أنام بالليل ، أصحي كل ساعة علشان أبول ، ومرات أبول علي نفسي ، ما اقدرش اتحكم في البول ، الناس العايش معاهم متضايقين مني ، وأنا بكون مكسوف من نفسي . مرات احلم انه في ناس جايين يقتلوني ، أصحي مفزوع وما أعرفش أنام تاني . عندى فقدان كامل للشهية ، مش باقدر حتي أبص للأكل . كل ما آجي أبول أفتكر اللي ناس الأمن عملوه
فيه ، اتخيلهم جايين يعذبوني تاني .طول الوقت بافكر في اللي حصل لي واللي حصل لأهلي بسببي، خايف من الناس ، وبأشك فيهم . ممكن أي حد يكون له علاقة بالأمن . وسمعت ان السفارة السودانية لها عيون كثير علي السودانيين في مصر .واليوم يعيش مصطفي في كندا ويحاول أن يطوي صفحات الجراح ، وأن يبدأ حياة جديدة ، وقبل أن يغادر مصر ترك لنا رسالة رقيقة : أن الأنسان بطبعه مدني يأنس له البشر ، واذا فقد الأنسان هذه الصفة يصير مثله مثل الحيوانات المتوحشة التي تفترس حتي بني جلدتها ، وتكون الحياة فيها للقوي فقط هذا تماما" ما حدث لنا في السودان بلدنا ،الأصلي التي أصبح العزيز فيها ذليلا والعكس صحيح . وعندما ضاقت علينا بلادنا بما رحبت كان الملاذ الوحيد الآمن هو مصر ، كما قال القرآن الكريم ( أدخلوها بسلام آمنين ) فوجدنا فيها ما افتقدناه في منبع ابآئنا واجدادنا . خرجنا من بلدنا وهي حبيبة لدينا ، ونزلنا مصر فاحتضنتنابعطف الأم ورأفة الأب ، ولاأنسي طيلة حياتي الفترة التي قضيتها معكم بمركز النديم فقد كنتم البلسم الشافي الذي أزال كل علاتي بتعاملكم الراقي وذوقكم الرفيع وكنتم لي بمثابة الوالدة التي أجبرتني الظروف علي فراقها . ولاأعلم هل سيكون لي لقآء جديد معها ؟ لا قنوط ولا يأس طالما أن الدنيا فيها أمثالكم . وفقكم الله لخدمة الأنسانيةحسن محمود : ولد حسن محمود 31 سنة في أسرة سياسية . كان والده من النشطين السياسيين ، وعضوا بالبرلمان السوداني قبل 1998 فشب حسن مهتما بالشأن العام ، مهموما بأمور الوطن ، نشط في اتحاد الطلاب في المدرسة الثانوية الاكاديمية بولاية النيل الأزرق ، وترأأبت قوات الأمن الا أن تذيقه من ألوان التعذيب أشكالا شتي . فاعتقلته للمرة الثالثة في نوفمبر 1999 ، شهر امتحانات آخر العام ولمدة عشرين يوما . بداية تم حبس حسن لمدة اسبوع كامل في حجرة ضيقة لا يغادرها ولا يري فيها أحدا ، ولا يستجوبه أحد . وفي نهاية الأسبوع نقل معصوب العينين لمكان آخر وبمجرد وصوله خلعوا ملابسه وقيدوه وبدأ الضرب بالركل في كل أجزآء الجسم ، ثم احضروا سلكا معدنيا وادخلوه في قضيبه ، وتركوا السلك فيه يوما كاملا حتي تورم القضيب ورما شديدا ، ونزف نزيفا حادا . عندها أخرجوا السلك وتركوه ينزف بدون علاج لمدة يومين ، ثم اعادوا الكرة ولمدة يوم كامل ايضا ، ونزف حسن من جديد مع التهاب صديدي شديد امتد لكل الجهاز البولي التناسلي ، مما اضطرهم لمعالجة الألتهابات قبل تعذيبه بذات الطرية للمرة الثالثة . بعد قضآء اسبوعين في هذا المكان المجهول أفرج عن حسن محمود . القوا به شبه عار ومعصوب العينين في الطريق العام ، وقبل أن يتركوه هددوه بانهم في الأعتقال القادم سوف يبترون له عضوه التناسلي ويعطونه أياه في يده . وعلم حسن بعد خروجه أن الجامعة قد فصلته فصلا نهائيا ، لتغيبه عن أدآء الأمتحانات النهائية‍‍!‍ ‍وبعد ثلاشة شهور لم يتوقف فيها تحرش قوات الأمن وتهديداتهم رحل حسن مهاجرا" الى مصر
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.