فى الثالث من مايو يحتفل العالم باليوم العالمى لحرية الصحافة ويأتى الاحتفال هذا العام تحت شعار ( عقولٌ متبصِّرة فى أوقات حرجة :دور وسائل الإعلام فى بناء وتعزيز مجتمعاتٍ سلميةٍ وعادلةٍ وشاملةٍ للجميع ) . شعار شديد الوضوح والقوة فى وقت يشهد فيه العالم مآسى الحروب،والتدهور الاقتصادى والبيئى، وتكالب المؤسسات والشركات الرأسمالية على موارد الشعوب فى البلدان الفقيرة بالتحالف مع الانظمة الدكتاتورية الفاسدة ، وفى المقابل يرتفعُ الوعىُ بحرية التعبير والتنظيم، فى المجتمعات المضطهدة ، وخير دليل على ذلك الوضع فى السودان. ففى الوقت الذى يشتد فيه قمع النظام،يستعيد المجتمع حيويته، ويباشر سلطته وقوته فى إعادة تجميع قواه من اجل إنتزاع حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . فى هذا الخضم الحى يأتى دور الصحافة والصحفيين/ت الذين ينحازوا لقضايا مجتمعهم ووطنهم بلا ترددٍ مهما كان الثمنن. وشعار هذا العام جاء معبرا عن وضوح الرؤية لمن اختاروا ان يكونوا مع مواطنيهم فى صراعهم المرير من أجل حياة افضل ، فالعقول المتبصِّرة فى الاوقات الحرجة هى التى تُحدث الفرق وتفتح الطريق للتغيير للافضل. ومن هنا جاءت كلمة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويترش الذى نادى بوضع حد لاعمال القمع التى يتعرض لها الصحافيون فى شتى انحاء العالم اثناء تأدية واجبهم خاصة فى مناطق النزاعات . إن حرية الصحافة هى جزء من حرية التعبير والتنظيم، وقد حان الوقت للصحفيين/ت السودانيين لإستعادة حقهم فى تكوين نقابتهم وهو حق مهدور منذ انقلاب يونيو 1989 ، للدفاع عن حرية الصحافة وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية. فقد جاء الزمن الذى ظهر فيه الحديث عن الصحفى (المنتج) فى محاولة للتعتيم على اوضاع الصحفيين/ت الاقتصادية ،وافتقارهم لابسط ضمانات الحماية من الفقر والتشريد والضغوط التى يتعرضون لها داخل مؤسساتهم الصحفية، ومن قبل ألأجهزة الامنية واصحاب المصالح الذين يحاولون مساومة الصحفيين/ت على مواقفهم والتأثير على مهنيتهم ،لتغبيش الوعى بإخفاء الحقائق والمعلومات. وإذا بلغوا اهدافهم مع القلة فإن الاغلبية من الصحفيين /ت هم فى قلب المعركة من أجل حرية الصحافة وحق المجتمع فى حرية التعبير والتنظيم الميدان