٭ كثيرون لا يعرفون أن آلة (الأكورديون) صنعت للعزف عليها عن طريق اليد اليمنى، العازف الوحيد الذي كسر هذه القاعدة هو الموسيقار عبد اللطيف خضر (ود الحاوي)، الذي أدهش معظم العازفين على هذه الآلة وهم يرونه يعزف عليها بيده اليسرى، وقد أكد كثيرون من بعض المتخصصين في المجال الموسيقي أنه من النادر جداً أن يتمكن عازف للأكورديون من العزف عليه بيده اليسرى، وقد قال ود الحاوي مرة إنه وجد نفسه يعزف بيده اليسرى، أما يده اليمنى فقد خصها لمصافحة أحبابه من الناس. ٭ كلما استمعت إلى أغنية (مرت الأيام كالخيال أحلام) والتي صاغها شعراً الشاعر الراحل مبارك المغربي، تذكرته وهو يستقبل المعزين له في وفاة ابنه الذي مات غرقاً، خرج ابنه صباحاً ولكن أمواج النيل لم تسمح له بالعودة في المساء، ظل المغربي متحصناً بإيمان عميق عرف به إلا أن مقاومته لبكاء استمر من الداخل قضى على طلته الوسيمة، كنت أشعر دائماً أنه لن يحيا طويلاً بهذا الحزن، وقد كنت صادقاً في رؤيتي، لملم المغربي أحزانه ذات يوم وغادر. ٭ تنازل الفنان محمد منير للفنانة أنغام عن واحدة من أحب الأغنيات إلى نفسه، وذلك بعد أن استمع إلى الفنانة الكبيرة تتغنى بها في حفل ساهر، وقال منير إن أنغام جعلته يذوب طرباً من حلاوة أدائها للأغنية، وأكد لو أنها كانت أمامه الآن لوضع على رأسها قبلة من الامتنان، أما نحن فإن أشباه الفنانين من سدنة الغناء الهابط فقد فعلوا بترديدهم لأغنيات العمالقة من الفنانين ما لم يفعله البعوض الناقل للملاريا إلي أجسادنا. ٭ أخذت تنظر إلى ضفائرها الطويلة وقد تناثرت عليها أعداد من النجوم الصغيرة البيضاء، فشعرت أن الخريف قد بدأ زحفه نحوها، وأنها مهما قاومته فإنها ستخسر معركتها في النهاية، وفجأة وجدت نفسها تسرح بعيداً وهي تتأمل صورتها معلقة على جدار المنزل، كانت تضج شباباً، دخل عليها زوجها فرأى في عينيها بعضاً من الحزن، فقال يداعبها: ما أحلى هذه النجوم البيضاء المتناثرة على ضفائرك، فهرعت إليه تضمه إلى صدرها وهي تقول: لن يكون هناك خريف يخيفني وأنت معي. ٭ هاتفني أحد الزملاء من هواة الشمارات أنه قرأ عن الشاعر الغنائي الذي نال جائزة نوبل قائلاً: ترى هل كان الأمر حقيقة بالفعل أم أنها مجرد خيوط من خيال؟.. فقلت له بعد أن شعرت أن كلمته فيها شيء من رماد، قلت له نعم إنها حقيقة كاملة الإضاءة، كما أكدت له أن الشاعر صاحب الجائزة نفسه كان يشك أيضاً في حصوله عليها، إلا أنه كان مؤمناً أن أهله من حملة أوسمة الإبداع الحقيقي يعلمون تماماً أنه يستحق هذه الجائزة بعد أن ظل على مدى سنوات يوزع أيامه على الناس أغنيات يرقصون على أنغامها. ٭ هدية البستان قوم أفتح الأبواب قوم بيّض النية ما تظلم الأزهار محتاجة حنية تتمشى في البستان عند الصباحية ما تسيبا للأحزان أديها حرية اخر لحظة