فجع اليوم مجتمع المعلمين بانتقال اثنين من كرام المعلمين الافذاذ.. انتقل احدهم الى رحاب ربه بين اهله وقومه الغر الميامين فى عاصمة البلاد ليلحق بزميل له فى ديار الغربة فى دولة هولندا. نعى الناعى معلم الاجيال احمد محجوب سليمان الشهير ب "كتّه" معلم الرياضيات فى المدارس الوسطى والثانوية سنين عددا..(شقيق اصغر للمرحوم المربى الكبيرمحمد محجوب سليمان (شوره) مؤسس مدرسة الخرطوم الثانوية"الجديدة). اما الثانى فهو استاذ المرحلة الابتدائية هاشم سر الختم الصافى ( شقيق اصغر للمرحوم معلم الاجيال حسن سر الختم الصافى.. من كبارمن تولوا منصب سكرتيرالامتحانات فى سوابق الازمان.. رحمة الله عليهما فى اعلى عليين وجعل الفردوس الاعلى مقرا لهما ومقاما بين الشهداء والصديقين.. "سئمت كلماتى" رثاء الاحباب من الرفاق والزملاء الذين علّموا وهدوا وارشدوا وصقلوا النفوس وومضوا الى دار الخلود والقرار يحملون كتبهم بميامنهم ويجنون الخلد والاجر من رب غفور كريم جزاء وفاقا لما قدموا واعطوا وبذلوا وتركوا من البصمات فى نفوس طلابهم اخلدها ومن الاثار ابقاها فى اغوار الابدية وابعاد اللانهائية.. هم الذين وصفهم امير الشعراء بانهم كادوا ان يكونوا من الرسل. عرفت الرجلين زمانا وسعدت بزمالة احدهما .. المرحوم "كتّه" فى الخور الخصيب عام 1964بين رهط من المعلمين الافذاذ.. رحم الله من انتقل منهم الى رحاب ربه ومد فى ايام مة لا يزال ينتظر. تجاورنا سكنا واجتمعنا اخاءا ومودة فى ظلال بيئة تربوية سليمة ومعافاة كان يوطد ويرسّخ دعائمها الرجل بن الحسين "زين العابدين وزين المعلمين" حفظه الله ورعاه ومتّعه بالمزيد من الصحة والعافية.. وكان لقائى بفقيد التعليم الابتدائى المرحوم هاشم سر الختم فى مجال التربية الواسع وفى مجتمع مدينة ودمدنى العريض فى نادى الخريجين العريق كل مساء حيث كان يفيض الود والاخاء بين رواده الاكرمين.. رحمة الله على كل من رحل من اولئك الرجال ما لاح بدر او نادى مناد بالاذان.. توفر فى المرحوميْن باذن الله قدْر كبيرلا تحده حدود من طيبة النفس والانسانية وطهارة السر والسريرة فضلا عن الصدق مع النفس ومع الآخرين .. ابعدين واقربين.. فى "كتّه" الذى زاملته عن كثب مثلما كان معلوما فى مجتمع المعلمين والمعلمات حيث كان هاشم يشارك فى قيادة العملية التربوية فى كليّة معلمات ودمدنى عرفت الكثير من جميل الصفات والشمائل ما قل ان تجتمع فى شخص واحد من بنى البشر.. التفانى فى العطاءالتعليمى والتربوى المتواصل والخروج عن النفس ووهبها للآخرين مثلما لمست فى نفس كل منهما الزهد فى متاع الحياة وبهرجها والعزوف عن كل اطراء ومدح.. مثلما شهد لهما كل من عرفهما و كلما جاء تذكار لسيرة اى منهما بين الرفاق وعامة الناس بسمو المنزلة وعلو المكانة .. كان الرجلان من الذين تألفهم قلوب الناس وتهفو النفوس الى لقائهما بما كانا يضفيانه على مجتمعات المعلمين من حلاوة الحديث وحسن القول..كان ديدن كل منهما صياغة حياة الاجيال المتعاقبه فى مواقع عملهما.. يبنيان النفوس ويصقلان العقول ويعطيان الانسانية مما فاضت به حياتهما اجمل اللوحات البشريه ويسعيان بين الطلاب والطالبات الى تحقيق الاهداف والطموحات الحياتية بعد اكمال الطلاب فترات الدراسه واينما استقر بهم المقام بما كانا يقدمانه من العلم النافع وخلاصة تجربتهما .. وهل ننسى معلمينا فى كل زمان ومكان ممن ارسوا لنا نحو الحياة الكريمة فى لواحق الازمان جسورا راسخات عبرنا فوقها الى ما كانت تهفو نفوسنا لبلوغه.. وقد انطبق على المعلمينْ الراحليْن الكثيرمما صاغه معلم الاجيال الشاعر الفذ مبارك حسن الخليفه فى قصيدته " انا المعلّم والمدى افكار".. هى مهنتى وانا الذى اختار 00 وانا المعلّم والمدى افكار وانا الذى ضوّءت فجر الحياة 00 فتألّقت من ضوئها الاقمار. من معطفى خرج المعلم را00 فعا علما تتوهج فوقه الا نوار من معطفى خرج الطبيب مداويا 00- جراح الناس والجراح كثار وظل معلم الاجيال "كته" بين اهله وقومه فى السودان يثرى مجتمعاتهم وكل مجتمعات السودانيين على حد سواء بكل شائق وجميل من الاحاديث ويتقدم الصفوف الى كل عمل خيّر.. افراحا واتراحا .. ويفرد جناحه الرفراف فوق ابنائه وبناته واحفاده رعاية وسترا وفاءا لوالدتهم التى انتقلت الى رحاب ربها قبل زمان ليس بالقصير الى ان استوى عود الابناء والبنات وبلغوا ما كان يرجوه لهم من النجاحات وتحقيق الطموحات.. رحمة الله عليه بين اهله ورفاقه المعلمين الكرام ممن سبقوه فى اعلى الفراديس. حمل الرسالة وادّى الامانه على خير ما كان الاداء وتوقف قلبه الكبير بعد ان فاض بحب الناس وحب الخير لهم.. رحم الله كتّه المعلم .. قريع رهطه.. وجُنّة اهله .. كريم النسب وماجد الاعراق. [email protected]