تنظم سنوياً وفي بدايات الأعوام الدراسية للجامعات والمعاهد العليا مظاهرات واحتجاجات لطلاب دا رفور احتجاجاً على الرسوم الدراسية الباهظة التي تفرضها الجامعات على طلاب دارفور على الرغم من أن إتفاق الدوحة قد نص على إعفائهم من هذه الرسوم وذلك لأنهم ببساطة أما أبناء نازحين أو لاجئين لا يملك ذويهم من وسائل العيش الكريم سوى الهبات والإعانات التي تأتي عبر منظمات الإغاثة هذا الأمر يتكرر سنوياً ويروح ضحية ذلك عدد كبير من طلاب دارفور رمياً بالرصاص أو غرقاً في ترع مشروع الجزيرة ويتم تكوين لجان التحقيق ولا تتم محاسبة أحد كالعادة ويتم تحميل طلاب الحركات المسلحة مسؤولية ما حدث كل مرة لكن ما حدث مؤخراً من احداث في جامعتي بخت الرضا بالدويم وجامعة الزعيم الأزهري بالخرطوم بحري أحدث نقلة نوعية في احتجاجات طلاب دارفور حيث ان القضايا التي تمت إثارتها هنا لم تكن الاعفاء من الرسوم الدراسية فقط بل كانت مطالب سياسية تصب في قلب المشكل الدارفوري ، هذا عدا العنف غير المسبوق الذي صاحب تلك الاحتجاجاتحيث قتل أفراد من الشرطة وجرح العشرات من أفرادها عدا الدمار الكامل للمباني . ووقفت الأجهزة الأمنية عاجزة عن احتواء التظاهرات الحاشدة فلقد أصدر طلاب دارفور بالجامعات بياناً أعلنوا فيه رفضهم للتدابير التي أتخذتها الحكومة بتخطيط معسكرات اللاجئين ودعوتهم للعودة للقرى وحذر البيان من خطورة تلك الخطوة وطالب بايقاف ما اسماها بعملياتالاستيطان التي تتم في بعض القرى كما طالب بنزع سلاح المجموعات التي تهدد حياة الأبرياء في دارفور حسب نصالبيان كما جاء في صحيفة الجريدة 19 مايو الجاري هذا البيان وهذه المعلومات الواردة فيها تنسف كل دعاوي الحكومة عن استقرار الأوضاع في دارفور وعن انسياب عمليات العودة الطوعية وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك عمليات توطين لعناصر أجنبية في تلك القرى بغرض إجراء تغيير ديموغرافي في دارفور خصوصاً في المناطق الزراعية الخصبة وتشريد سكانها الأصليين وإجبارهم على البقاء في معسكرات النازحين التي ستتحول إلى مدن وأحياء طرفية في مدن ولايات دارفور مما سيفتح الباب واسعاً للتوتر ونشوب صراعات جديدة ستندلع بقوة وشراسة قد تفوق ما حدث في العام 2003. إننا نحذر من تكرار ذات السيناريو القديم لأن معظم النار من مستصغر الشرر. [email protected]