في معرض تبرئته لمنسوبي حزبه من حملة التشكيك التي طالت الشهادات العليا التي ادعى المرشح لوزارة العدل حيازتها ، قال الأمين السياسي الجديد للمؤتمر الشعبي ( الواضح أن وزارة العدل فيها شيطان كبير ) ، وهو بهذا يضيف شيطانا جديدا لشياطين السودان التي سبق أن عددها آخرون ، وعلى رأس هؤلاء يأتي الرئيس الذي قال قبل نحو عام بدارجة سودانية قحة بحاضرة غرب دارفور الجنينة (دار فور طيلة العام كلها درت قبل أن يدخل فيها الشيطان، ولكن بحمد الله الشيطان مرق منها)،وقبل الرئيس بل قبل أكثر من قرن من الزمان ، قيل إن خليفة المهدي عبد الله ود تورشين حين تكاثرت عليه تمردات القبائل واشتعلت جذوة الفتن بدلاً من أن تشتعل الحقول قمحاً ووعداً وتمن، لا تكاد تنطفئ فتنة إلا لتشتعل أخرى، ولا تكاد تخبو حرب إلا لتندلع ثانية، قال وقد سكنه الاحباط (البلد دي قطع شك مسكونة) أو كما قال .. ومع سيرة الشياطين والأبالسة نذكر تلك الملاسنة التي جرت بين اثنين من قيادات المؤتمر الشعبي وقيادي بالمؤتمر الوطني وكان محورها الشيطان ، قبل أن يمتد بين الحزبين حبل الود والوصال على النحو المشهود الآن، كان ذلك حين استل قيادي الوطني لسانه وأطلق على إخوانه السابقين كلمات رصاصية، مؤداها أن الشعبي مستعد للتعاون مع الشيطان من أجل إسقاط الحكومة، وكان رد الفعل الطبيعي من الآخرين أن يخرجا لسانيهما أيضاً ويطلقا منهما الصواريخ المضادة، حيث قال أحدهما ما معناه إن المؤتمر الوطني قد احتكر كل الشياطين واستحوذ عليها تماماً، ولم يترك لأحد شيطاناً ليتحالف أو يتعاون معه، ومضى الآخر على ذات النسق، وقال مخاطباً كادر المؤتمر الوطني (إنت أمسك لينا الشيطان ونحنا مستعدين للتعامل معه، وزاد نحنا لاقين شيطان)، كما تخطر على البال أيضا نظرية الاستعانة بالجن لخدمة نظام الحكم، وهي النظرية التي كان قد دفع بها جاداً لأحد مؤتمرات الإنقاذ الاقتصادية دكتور عمر شقيق الكاتب الشهير إسحق فضل الله ، غير أن هناك طرفة تنفي وجود أي شيطان أو ابليس في السودان ، والطرفة تقول إن المردة والشياطين والأبالسة والجن شوهدت في مطار الخرطوم وهي تتزاحم بالمناكب للمغادرة خارج البلاد عن بكرة أبيها، وعندما سئلوا عن سبب مغادرتهم البلاد بلا عودة، تباروا في ذكر جملة من الأسباب والشواهد والمشاهد والمواقف والممارسات، مما لا يمكن حصره سوى في عبارة جامعة، ملخصها أن البلد قد امتلأت بغيرهم من الشياطين والأبالسة والجن ولم يعد لهم ما يفعلونه فيها بعد هذا الحشد، فآثروا السلامة والهجرة إلى بلاد أخرى في حاجة إلى خدماتهم، غير أن أطرف ما قيل كان لأحد الشياطين الشباب الذي قال تعبيراً عن ضيق الحال أن أحد الفقراء أعد لنفسه كسرة جافة معطونة في الماء، وعندما همّ بالأكل سمّى الله فقلت له (ياخي أكل ساكت هو الجايي ياكل معاك منو أكلتك المهببة دي)... وجنب اللهم البلاد كافة من الشياطين قاطبة سواء كانوا من شياطين الجن أو شياطين الأنس .. الصحافة