بلاشك ان الاعلام المصري والنخبة المثقفة فيه خاصة التي تربطها علاقات مصالح مشتركة مع السودان لاتستطيع ان تفك ارتباطها بتلك المصالح ولكنها بين الفينة والاخري تحاول ان ترضي السلطة الحاكمة في مصر بتصريحاتها المستفزة للسودان والمحفزة ل "زيادة نبرة الكراهية لمصر وشعبها"،وهذا بالضبط ماحدث من المدعي بخبرته في ملف السودان والذي يعتمد عليه مصدر القرار بالقاهرة في قراراته ضد السودان سواء كانت سياسية ام دبلوماسية، الا وهو رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية هاني رسلان ، الذي عرف عنه إجادة الاصطياد في الماء العكر والصعود علي أكتاف البطولات الوهمية لحجز مقعد إداري في "ام الدنيا" كما هم يطلقون عليها اهلها . ان ماصرح به هاني رسلان من ان السودان يحرك ملف حلايب وشلاتين كلما اشتدت أزماته الداخلية او كما يظن اغلب الصحفيين في مصر "سواء من يجيدون الرقص في كباريهات شارع الهرم" او "الذين يعشقون السهر علي ترانيم دراويش السيدة زينب او الحسين" ،ولايدري رسلان وغيره من اصحاب الاقلام المأجورة في "مصر" ان السودان الان أكثر تماسكاً تجاه قضاياه المصيرية والتي تشكل حلايب وشلاتين والرماد ومن قبلها حلفا جزء هام من ملامح عودة الوعى للعقل الجمعي السوداني وبدء مرحلة ارجاع الحقوق الضائعة ، نعم لكل مواطن سوداني رأيه سواء معارض للنظام او منضوي تحت لوائه او موالي له لكنهم جميعا يتفقون فيما يخص قضاياهم الكبرى وعشقهم لوطنهم. نعم الان جل شعب السودان يتفق مع تصريحات قيادته في ملف مصر ولابد ان يعى الشعب المصري ونخبه السياسية تلك الحقيقة ويفيقون من أحلامهم ويوقفون حملات تمصير أهل حلايب ،والاجدي بحكومة القاهرة ان تعين شعبها "في حواري وأزقة العاصمة " بالدعم والسند المادي بدلا من ان تدعم به شعب لاينتمي لها وارض تحتلها وسوف تخرج منها قريبا سواء ارتضت بذلك سلماً او حرباً ، وليعي رسلان وصحبه ان الحملات التي تنتظم مواقع التواصل الاجتماعي هي نتاج طبيعي لسياسات مصر الحديثة والقديمة ضد السودان وهي حراك مجتمعي لا دخل للسلطة الحاكمة في الخرطوم به "وانما هو مجتمعي بحت". واخيراً كان اجدي برسلان ان يتصدي لقضايا بلاده ولعنق الزجاجة الذي اوصلتهم له حكومة السيسي وضنك العيش الذي ظل يسيطر علي معظم الشعب المصري ووضعهم تحت خط الفقر بدلا من التصدي لتصريحات الرئيس البشير في "دوحة العرب" والتي وضحت بجلاء مدى صبر السودان وتحمله لجارته الثقيلة جداً مصر وسياستها وهو تعبير عن ما يجيش في نفوس كل السودانيين، اما فيما يخص بقضية الحدود مع اثيوبيا فهي شأن أخر تجري في مباحثات وسيصل فيه الطرفين الي اتفاق فما بين الأفارقة يحل بمنتهي السهولة لان ما يربطهم اكبر من ما يفرقهم ،وليتذكر هاني وغيره كم وقف السودان مع مصر وابرز تلك الوقفات إخراجها من عضوية الاتحاد الافريقي بعد انقلاب السيسي وعودتها اليه بمبادرة من "الرئيس البشير" الذي يتهمه رسلان بالتحالف مع أعداء مصر ولا يدري رسلان انه هو واحد من هولاء الأعداء بصمته علي واقع سئ يعشيه شعبه مقابل ان ينعم برقد العيش والوظيفة الكبيرة . ومضة اخيرة : *وزير العدل المرشح للمنصب اثبت من خلال حواراته الصحفية اليومين الماضيين انه غير جدير بالمنصب ووضع عدد من التساؤلات أبرزها ماهي المعايير التي وضعتها اللجنة الخاصة بالمعايير للمرشحين للمناصب الدستورية وهل كان الوزير المرشح مستوفي للمعايير ؟؟؟ *قضية المعدنين والاعتداء عليهم وغيرها من القضايا العالقة مع الجانب المصري لابد للحكومة من حسمها بكل قوة كما يجب عليها مراعاة حقوق مواطنيها أسوة بغيرها من الدول . [email protected]