بدأت القنوات الفضائية السودانية ،وبعض الصحف غير مواكبة لضبط الخرطوم اليات عسكرية مصرية في ميادين القتال مع المتمردين في دارفور، وهو واقع يطرح تساؤلات ربما لاتجد أجوبة منطقية، فكيف للإعلام لايتفاعل مع حدث بهذا الحجم الضخم " "اليات عسكرية مصرية لضرب دارفور" ، ومن بعدها ترسم خطط إشعال الخرطوم .. ..والامر بلغ ذروته حينما تحدث عنه رئيس الجمهورية عمر البشير وهو يأسف للتورط المصري، ..ورغم ذلك نجد بعض الاعلاميين السودانيين لايزال يبدع في صياغة عبارات العلاقات الأزلية!!. لو قدر لهذا الواقع ان يكون في الجانب الاخر، بأن تكون القاهرة هي التي ضبطت اليات عسكرية سودانية في سيناء المضطربة او في اي موقع اخر من المواقع التي يقتل فيها الاقباط...حينها سيصنع الاعلام المصري أفلام ومسلسلات بعد ان يستنفذ صناع الكراهية فيها كل مفردات البذاءة والانحطاط للنيل من السودان بل من السودانيين الذين تنظروا اليهم القاهرة على انهم ادنى درجة من اهل الصعيد المضطهدين بالفطرة. نعم سيتحدث اعلام مصر عن ان السودان أصلا مستعمرة مصرية وربما بعضهم وبجهل مخجل لايعرف أو هو يعرف وينكر ان محمد علي باشا رجل(تركي..الباني) ومن بعده الخديوي ..وان أهل مصر لم يكونوا غير ساسة خيل كما أعترف بذلك الراحل محمد حسنين هيكل. على اي حال ليس مهما ذلك الان..فالامرالمهم والمستغرب عدم تناغم الاعلام السوداني مع المخطط المصري الذي يريد اشعال دارفور مجددا بالتنسيق مع حليف السيسي،" خليفة حفتر ، الذي يمارس أبشع انواع التنكيل بمواطني ليبيا. قبل ثلاثة72 ساعة من الان ، شن عبد الفتاح السيسي غارات جوية ضد ما اسماها معسكرات تدريب معادية في درنة الليبية ، ردا على قتل الاقباط في مصر...ربما هي محاولة لامتصاص الغضب الداخلي..غير ان الاخطر ان السيسي يقول انه لن يتوانى في ضرب الارهاب في دول اخرى..وبطبيعة الحال فهو لايتحدث عن افغانستان او سوريا بل يبطن كل الشرور للسودان..ويسوق روايات مضروبة أن الخرطوم تحتضن جماعات ارهابية وربما يكون قد همس في اذن ترمب بمثل هذا الحديث...رغم ذلك نجد الاعلام السوداني وبخاصة "القنوات الفضائية " غير مواكبة للأحداث..بل هي لم تعبر بصدق عن نبط الشارع. نحن حينما نقول بهذا الحديث لانريد ان نصب الزيت على النار، فليس من عاقل ينادي بالحرب. .فقط العقل يقول انه يتوجب على الاعلام ان يكشف المخطط المصري بكل رزانه . المدهش ان الهجوم والانتقاد جاء من اعلام مصر ، ونحن فقط نتلقى، كما ظللنا نتلقى عبر عقود طويلة المسلسلات المصرية التي تقدم "عثمان " على أنه "البوابة " الغبي و"ادريس " الطباخ "الاهبل " وهي اشارات "خبثة " لانسان جنوب الوادي ، ورغم ذلك نصوم عن فضح تورط مصر في دارفور. مصطفى محكر .