(1) :: الدهشة لن تكون غائبة لو أن الأمر كان عن تجفيف (200) قندول عيش في ولاية الجزيرة او (200) بركة مياه ، فكيف هو الحال لو كان الخبر عن تجفيف (200) مدرسة ثانوية في ولاية الجزيرة. :: الرقم صحيحاً والتميز أيضاً صحيح، فقد نُشر الخبر بنفس الرقم في عدد من صحف الأمس. :: المزارعون في السودان عبر نقابتهم وكتلهم المختلفة طالبوا بتوسعة (السجون) وزيادة عددها لاستقبال منسوبيهم الذين سوف يفشلون في سداد القروض التي منحتها لهم البنوك. :: تخيلوا نحن في هذه البلد العظيمة تغلق (مدراسنا) وتفتح (السجون) ويتم التوسعة فيها لاستقبال أعظم القطاعات المنتجة في البلاد. :: هكذا يتم التعامل مع تلك المدارس الثانوية بذلك العدد الضخم في شأن يخص (تجفيفها) ، وليس افتتاحها او تشجيرها. :: نحن لا نصل لتلك الأرقام الكبيرة إلّا في الجوانب (السلبية). :: إغلاق (200) مدرسة يعني إغلاق (600) فصل دراسي وإغلاق (200) مسرح مدرسي وإغلاق (200) مكتبة و (200) بوفيه ، فكم من الطلاب سوف يشرد وكم مواطناً سوف يحرم من تلك المنفعة؟. (2) :: هذا يجعلنا نعود لوالي ولاية الجزيرة محمد طاهر ايلا، الذي حسب أن النهضة والتنمية يمكن أن تكون في (الانترلوك) ، و(إضاءة الشوارع) ، و(مهرجان الثقافة والتسوق). :: ما جدوى (إنارة) الشوارع اذا كانت تتم على حساب (تجفيف) المدارس و(ظلمة) العقول. :: وكيف تصرف المليارات في مهرجانات (غنائية) وتحت رعاية شركات حكومية ضخمة في ولاية تغلق فيها (200) مدرسة. :: ولاية الجزيرة التي جفف مشروعها الضخم والأول في السودان (مشروع الجزيرة) ، تجفف الآن (مدارسها). :: ذلك نتاج أن يكون الوالي (موظفاً) ، ليس من أبناء الولاية – يقضي فترته في مظاهر شكلية ويهمل مثل تلك القضايا الجوهرية. :: الراجح أن (أيلا) سوف يكمل فترة ولايته كلها في تشييد (الانتر لوك) و(إنارة الشوارع) و (إقامة المهرجانات) وسط التهليل والتصفيق لذلك العمل (القشري). :: في الوقت الذي يسقط فيه طلبة مدارسة كاملة في امتحانات مرحلة الأساس في الولاية وتغلق (200) مدرسة ثانوية. (3) :: في السودان هذا تحدث التوسعة في الوزارات ويتم التسكين في مناصب وزراء الدولة والمساعدين. :: الحكومة الاتحادية لوحدها فيها أكثر من (76) وزيراً. :: أخيراً تمت إضافة (64) نائباً برلمانياً للبرلمان السوداني. :: هكذا تحدث الزيادات في (الوزارات) وفي (الولايات) وفي (البرلمانات) وفي (الأسعار) وفي (السجون) أيضاً. :: بينما يحدث (التجفيف) في المشاريع الزراعية والمدارس التعليمية. :: لماذا لا يكون (التجفيف) في المنصرفات الحكومية ، والسفريات الخارجية والنثريات الحكومية؟ – لماذا دائماً يحدث التجفيف في المرافق الخدمية التي تخص الشعب من مدارس ومستشفيات ومراكز صحية؟. (4) :: إغلاق (200) مدرسة ثانوية حكومية وفي ولاية الجزيرة ، يعني فتح الأبواب للمدارس الخاصة. :: المدارس الحكومية (تُجفف) بهذا الصورة وذلك الكم الكبير. :: توقعوا في العام الدراسي الجديد أن ترتفع الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة الى الضعف ..على وجه خاص في ولاية الجزيرة. (5) :: بعيداً عن تلك المدارس ، بل قريباً منها. :: اتفق مع الزميل كمال عوض مدير التحرير أن مراسل صحيفة (الإنتباهة) في مدينة نيالا الزميل حسن حامد قدم أمس تغطية مميزة عن قضية الطفلة المغتصبة القتيلة ضحى. :: ليتهم فقط يستبينوا النصح في قصة (ضحى). :: يستحق حسن حامد التحية على تلك (التركيبات) الفاجعة والصادمة لقصة طفلة هزت الوجدان السوداني كله. :: أرجو أن تعيد صحيفة (الإنتباهة) نشر الصفحة أكثر من مرة حتى تكون عبرة لمن لا يعتبر. :: كما أرجو المشاركة بتلك المادة في مسابقات مجلس الصحافة والمطبوعات. :: والله المستعان. محمد عبدالماجد الانتباهة