نقوش لؤي قور بعد انتهاء عهد الفتح في بلاد الأندلس بدأ عهد جديد في تاريخ قصة الأندلس سمَّى بعصر الولاة، الذي يبدأ من عام الخامس والتسعين بعد الهجرة(714م) ويستمرُّ مدَّة اثنين وأربعين عامًا حيث ينتهي في العام (138ه) الموافق للعام (755م)، وكان يتولى حُكم الأندلس في هذه الفترة رجل يتبع للخليفة الأموي في دمشق. وإذا نظرنا إلى عصر الولاة نرى أنه قد تعاقب فيه على حكم الأندلس اثنان وعشرون واليًا، أو عشرون واليًا تولَّى اثنان منهم مرتين، فيُصبح مجموع فترات حكم الأندلس اثنتين وعشرين فترة خلال اثنين وأربعين عامًا، أي أن كل والٍ حكم لمدة سنتين أو ثلاث سنوات فقط. ولا شكَّ أن هذا التغيير المتتالي للحكام قد أثَّر تأثيرًا سلبيًّا على بلاد الأندلس، إلاَّ أن هذا التغيير في الواقع كان له ما يُبَرِّرُه؛ حيث كان هناك كثيرٌ من الوُلاة الغزاة والذين يقتلون أثناء المعارك وهو في طريقهم لغزو فرنسا، ثم جاءت مرحلة كان فيها كثيرٌ من الوُلاة يُغَيَّرون عن طريق المكائد والانقلابات والمؤامرات.. وما إلى ذلك. ومِنْ هنا قسم المؤرخون عهد الولاة إلى فترتين رئيستين مختلفتين تمامًا بحسب طريقة الإدارة والحكم. حيث كانت الفترة الأولى فترة حروب ومعارك وفتوحات، امتدُتّ لسبع وعشرين عامًا. بينما كانت الفترة الثانية فترة ومؤامرات ومكائد واغتيالات وفتن، واستمرَّت للخمس عشرة سنة التالية. وها هي الانقاذ وقبل أن تطفئ شمعتها الثامنة والعشرين من عهد فتوحاتها (المحلية) الأول تدخل في ما يشبه الحقبة الأخيرة في عهد الولاة في بلاد الأندلس بعد تفجر الخلافات بصورة غير مسبوقة، بين اثنين من أمراء الإنقاذ وهما السيد موسى هلال، والفريق محمد حمدان حميدتي، وتبادل الاتهامات بصورة علنية، على خلفية التصريحات التي اشار فيها موسى هلال إلى انه تعرّض لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين يقودهم حميدتي. بينما وجه الفريق محمد حمدان، انتقادات حادة لهلال، واتهمه بإيواء المعارضة التشادية. نافياً في بيان له أن تكون قواته قامت باستفزاز هلال او حاولت اغتياله، وقال إن ما حدث جاء عن طريق الصدفة، أثناء مطاردة قوات حمدان لمتمردين وعناصر المعارضة التشادية الهاربة والتي احتمت ب(دامرة) موسى هلال. لتتراجع قوات حمدان عن مطاردتها بعد وصولها ل(مضارب) هلال حفاظاً على حياة المدنيين على الرغم من أن القوة التشادية تمركزت في منطقة (فونو) القريبة من (دامرة) الشيخ موسي هلال لأكثر من شهرين. ويبدو من كل ما سبق أن البلاد ربما كانت مقبلة على عهد هو شديد الشبه بالسنوات الأخيرة لعهد الولاة في بلاد الأندلس حينما اختلط الغزو والفتوحات والغنائم بإدارة الدولة حتى لم يعد السلطان الأموي في دمشق بمأمن مما يمكن أن يخطر ببال ولاته الغزاة من مغامرات. لؤي قور