نقوش نزاعات قبلية!! لقي -بحسب ما جاء في الأخبار - يوم الجمعة الماضي نحو عشرة اشخاص مصرعهم إثر اشتباكات مسلحة بين (رعاة ومزارعين) من قبيلتي البرتي والحمر في منطقة غبيش الواقعة بين ولايتي شمال دارفور وغرب كردفان. وذهبت تقارير صحفية إلى أن غياب دورالدولة والقوات الأمنية التي تكتفي في العادة برفع تقارير بأعداد القتلى والجرحى بعد انتهاء الاشتباكات ادى لتفاقم النزاع القديم الذي تجدد بالامس. وأشارت التقارير إلى ان ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﺍﻟﺒﺮﺗﻲ ﻭﺣﻤﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻌﺎﻡ 2014 ، قبل أن يعود ﻟﻠﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﺠﺪﺩﺍ عبر ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ الماضية ﺑﻴﻦ (ﻣﺰﺍﺭﻋﻴﻦ) ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ(ﺭﻋﺎﺓ) ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﻴﺖ ﺟﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ . ﻭﺃﻓﺎﺩﺕ الأنباء ﺑمقتل أربعة ﺃﺷﺨﺎﺹ على الأقل ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺗﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﻓﺾ ﺣﻤﺮ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ، ﻟﻜﻦ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ عشرة ﻗﺘﻠﻰ، ﻟﺠﻬﺔ ﻣﻘﺘﻞ خمسة ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺣﻤﺮ .فيما كشف ﻧﺎﻇﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣﻤﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﻨﻌﻢ ﻣﻨﺼﻮﺭ- بحسب وكالات أنباء – ﺈﻥ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻣﺮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺃﺭﺍﺽٍ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ . ﻭﺃﻛﺪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﻟﻦ ﺗﻘﻒ ﻣﻜﺘﻮﻓﻪ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻔﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻋﺒﺮ " ﺍﻟﻔﺰﻉ ." ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ " ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ " ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻣﻨﺴﻮﺑوﻦ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺣﻤﺮ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻌﻬﻢ . ومن المعلوم ﺃﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣﻤﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺑﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ. إن تجدد النزاعات القبلية بهذه الطريقة المتكررة والمخيفة في أراضي كردفان ودارفور يؤكد المزاعم بوجود صراع مستمر على الموارد والأرض والمناجم والذهب والبترول والتعويضات خاصة وسط أحاديث تدور همساً وعلناً عن نشوء تحالفات بين قبائل بعينها ضد أخرى سعيا للإستيلاء على ما حوت أرضها من ثروات عبر التهجير القسري فضلاً عن دعم جهات معروفة لقبائل بعينها على حساب أخرى بالسلاح والمال. وكل ذلك لا يعين على فهم الصراع على أنه صراع بسيط بين (رعاة) و(مزارعين) مرة أخرى، وهو ما كان يطلق على حرب دارفور عشية اندلاعها فلم يغن عن إهلاك الزرع والضرع والحرث والنسل شيئا والمطلوب وضع قواعد معلنة ومعروفة للتعاطي مع ملف استحقاق وإدارة الثروات الطبيعية الموجودة في تلك الأراضي عبر اتفاق بين الإدارات الأهلية بما يحقق فائدة إنسان المنطقة دون إهدار للكرامة والأرواح، وحتى لا يظل الحال على ما هو عليه الآن أشبه بأفلام الغرب الأمريكي القديم التي يموت فيها الجميع في نهاية المطاف ولا يفوز فيها إلا تاجر الفتنة والدم والسلاح. لؤي قور