العار الذي لحق بالسودان كدولة في عهد نظام الأخوان بقيادة البشير طوال هذه السنوات العجاف،علي جميع المستويات لم يحدث وخصوصا علي المستوي السيادي والسياسي،حينما تحول رجال الدولة في السودان الي رجال عصابات،يبيعون المباديء والأخلاق والسيادة الوطنية والشعبية ببخس، في سبيل فداء أنفسهم من الجرم المشهود الذي ظلوا ولازالوا يرتكبونه ضد هذا الوطن و الذي الذي حولوه الي سلعة رخيصة،في سوق السياسية الأقليمية والدولية بكل ما يحمله من أوجه عمالة وخيانة للوطن والشعب. الموقف السوداني تجاه مصر مؤخرا لا يحمل في جوهره وطنية أو مبادىء بقدر ما يحمل مكايدة والا كانت أولي النقاط بعد زيارة غندور رسول الأمير الاخيرة لمصر هي وضع ملف حلائب وملف العلاقات بين البلدين علي الطاولة بكل ألغامه والمسكوت عنه . مؤتمر الحوار منذ اعلانه كان رأينا فيه هو مؤتمر للم شمل الأخوان وتنظيم صفوفهم ،رغم ما صاحبه من دراما خداع ظل يلعب بها هذا النظام علي الشعب طوال سنوات حكمه السوداء،وليس مؤتمرا لحل قضايا السودان والتي تتمثل أولي حلولها في رحيل هذا النظام وشرنقاته ويرقاته ومحاربة هذا القبح وازالته من علي جسد الشعب والوطن والواقع السياسي والاجتماعي الذي تغير وتبدل بوجود هذا النظام السرطاني. الآن وقف السودان بفضل رجال دولته العملاء من تنظيم الأخوان حائرا في اللعبة الأقليمية التي تلعب ما بين الخليج ومصر ضد قطر وربائبها وهذا النظام الذي أعلن مساعد رئس جمهوريته (السنوسي) عن مساندته لقطر في محنتها!!!والبشير يرسل مندوبه سمو الأمير طه الحسين لرأب الصدع،وربما نسي أنه لا يملك من أمر نفسه شيئا ناهيك عن أمر السودان وشعبه الذي ظل يحكمه وهو يعاني من متلازمة المحكمة الجنائية ومخارجة نفسه حتي لو تمزق السودان وأهله،فالبشير الذي أمتثل للسعودية مضطرا غير باغ حتي ينال الرضاء الأمريكي،وبعد أن قدم أبناء السودان في القوات المسلحة قربانا رخيصا ليخوض حربا بريه في اليمن ويكون درعا لأبناء الخليج، لا ناقة له فيها ولا جمل، فالبشير لم تبقي في وجهه مزعة لحم علي المستوي الدولي والأقليمي ومرغ سيادة السودان وكرامته في وحل الانكسار والانقياد بعد أن كون يوما نجما دبلوماسيا وسياديا يجمع بين الفرقاء ولا يقف مع جانب ضد الآخر الا في عهد هذا النظام ودوما كان الحكيم وجامع الفرقاء، ولازلت أكرر وأفاخر بأن السودان صنع اعجاز للجامعة العربية وذلك بقمته في عام 1967 قمة اللات الثلاثة قبل أن تتحول الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية لشهداء زور في انتخابات النظام لنفسه وشرعنته إقليمياً ودوليا،وحيث ما ولي وجهه يسهل ضغطه وتوجيهه. كنا نتوقع أن تكون تلك الدول العربية والأفريقية أن تقف الي جانب قضية الشعب السودانية العادلة ضد هذا النظام ولكنها وقفت الي جانب هذا النظام الذي لدغت منه الآن وأعنيك يا جارة مصر،لذلك لم أستعجب حينما جمع شخصي برنامجي تلفزيوني مع أخصاء الشأن السوداني من مصر بأن ذكر أحدهم أن المخابرات المصرية والسعودية تعلم كل شىء يدور في السودان وكان عشية زيارة البشير لمصر التي جعلت من عاصمتها القاهرة منصة دفاع عن البشير ضد ادعاءات المحكمة الجنائية والآن!!! طه الذى الآن بيده كل الملفات السودانية الحساسة وهو الرئيس الفعلي الآن أو علي أقل تقدير المحرك الفعلي للأحداث وربما لا أتفق مع مقولة أن الخليج يدعم سمو الأمير الفريق طه لأنه سيخلصهم من جماعة الأخوان بالداخل وها هو خليفة شيخهم في القصر وربما تم إعداده ليقود انقلابا سلسا ومنطقيا مدعوما من دول الخليج والولايات المتحدة ويكون هذا هو حصاد طه السعودي الجنسية في جمهورية السودان التي أصبحت هاملة في عهد الأخوان وإبراهيم أحمد عمر سامحه الله أرتكب جريمتين فى حق السودان وطنا وشعبا حين خرب التعليم وحين قدم هذا ال(طه) للبشير. وحينما نقول عملاء لان وصف إلا الواقع وما التعاون الأمني مع أمريكا وتلك السفارة الضخمة التي يباهي بها الكيزان ،وما الاتفاقيات والمعاهدات ما خفي منها وما ظهر وما أكبر دليل إلا خوض الجيش السوداني لعاصفة الحزم التي أكرر لأيناله منها الا غبار العار ومرمطة السيادة، وإلا لكان حارب لاستعادة أراضيه . مع كامل مودتنا لجميع الشعوب العربية إلا أننا كشعب سوداني وشخصي الضعيف منهم غير مسؤولين عن إجراء يتخذه هذا النظام أوأي عهد او اتفاق أو ميثاق والذي لا يمثلنا ولا يشبهنا كسودانيين وأنتم أدري الناس بذلك ،فالشعب السوداني أنتم أدري به وبنهجه وسلوكه فهو شعب له تاريخ مع سياسة الأخلاق وليس الإملاق . نواصل.. وكل عام وانتم بخير عبد الغفار المهدي