أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يعجبها أن تكون هناك دولة تتعامل معها بالندية، دائما تريد أن تكون هي القوة العظمى الوحيدة، وبدأت في ترهيب العالم، وتفتيته منذ أن شعرت بالندية مع الاتحاد السوفيتي، فبعد الحرب العالمية الأولى نشبت الحرب الباردة، لم تترك خلالها أمريكا طريقا إلا واتبعته لتحطيم روسيا، حتى كادت أن تشتعل حرب عالمية ثالثة، ثم لجأت إلى التهدئة، في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات ضاعفت من ضغوطها السياسية والاقتصادية والعسكرية على الاتحاد السوفيتي لينهار ويتقسم إلى عدة دويلات مخلفا الولاياتالمتحدة وحدها القوى العظمى في العالم تمارس الإرهاب على الجميع، أصبحت روسيا هي الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي بعد أن تساقطت منه دويلات كثيرة، وظلت تعمل من أجل أن تعود قوة عظمى ثانية، لكن الحقد الأمريكي ما زال خلفها، فأصبحت تمارس هي أيضا الإرهاب لتجاري الولاياتالمتحدة، وانهيار الاتحاد السوفيتي شكل بداية للإرهاب الأمريكي في الشرق الأوسط، وجعلها تتحكم في مصير كثير من الدول العربية. الاتحاد السوفيتي حينما كان دولة عظمى حرص على نشر الشيوعية في العالم، وقام بغزو أفغانستان جارته الحدودية، وعيّن عليها حكومة شيوعية لم يقبلها الأفغان، وبدأوا في التمرد، وقاتلوا الحكومة تحت اسم (المجاهدين) فدعمتهم أمريكا دعما كبيرا جدا شمل صواريخ (ستينجر)، ووصل دعمها إلى 10 مليارات دولار في ذلك الوقت، وهي واحدة من الأسباب التي عجلت بانهيار الاتحاد السوفيتي، ودعم المجاهدين كل من السعودية والصين وإيران وبلدان أخرى، إضافة إلى دعم أثرياء الخليج، هذا الدعم كانت له تداعياته حتى بعد خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان عام 1989 في إطار اتفاق عرف (بوثيقة جنيف)، رعته الأممالمتحدة، نص على انسحاب الروس من أفغانستان، لكن استمرت أمريكا في دعم المجاهدين في انتهاك واضح للوثيقة، وأرسى ذلك الدعم الأرضية الخصبة لنمو الجماعات الأكثر تطرفا من المجاهدين- أنفسهم- وحلفائهم؛ فخرج منهم تنظيم القاعدة الذي تأسس في معسكر المجاهدين عام 1988، وبدأ يقاتل أمريكا- نفسها، كما إن انسحاب الاتحاد السوفيتي لم يؤد إلى إحلال السلام بل أدى إلى جولات جديدة من الصراعات حرصت الولاياتالمتحدة على وجودها. أمريكا كانت تنظر للعراق مصدر تهديد للدول الملكية؛ ولذلك شغلته بالثورة الإيرانية، التي انتصر فيها، وانتهت عام 89، ولم تتوقف أمريكا عن دعم صدام بهدف تشجيع الاعتدال العراقي في المنطقة، وعدّت العلاقات معه حيوية للمصالح الأمريكية، لكن بدأ صدام- ولأسباب كثيرة- يقود لواء المراجعة السياسية العربية، ويهدد بحرق إسرائيل، وحدثت بينه وبين أمريكا الكثير من الإشكاليات، وجاء غزو الكويت فاتخذ مسار العلاقات الأمريكيةالعراقية منحى مختلفا، وأخذ شكل العداء الكامل. قام الرئيس بوش الابن بخلط أوراق الإرهاب مع أوراق دول صنفتها أمريكا (محورا للشر)؛ لأنها كانت ترفض الانصياع لها، وتعاملها بندية، وكان في مقدمتها العراق فأرادت أن تكسر شوكته، فغزته، وأنتج ذلك الكثير من الصراعات التي قسمت العراق، وامتدت إلى الدول المجاورة، ووجدت إيران فرصتها، وما زالت يد الولاياتالمتحدة تعبث في الشرق الأوسط، وتدعم استمرار الإرهاب، وهي الآن تعمل على إشعال الدول الملكية التي كانت تحميها. ترامب قال إن قطر ودولا عربية أخرى ترعى الإرهاب، فمن يقول له إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي مخترع الإرهاب، والراعي الرسمي الوحيد له، وأينما ظهر فهو يحمل بصماتها. أسماء محمد جمعة التيار