السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم .. والساق الواحدة ... وإنهيار النظام العالمي الجديد
نشر في الراكوبة يوم 30 - 10 - 2016

بعد غياب الإتحاد السوفيتي أصبح العالم يسير على قدم واحدة ورغم كل مظاهر الترحيب والدعوات في المساجد بالسر والعلن والتي إجتاحت مناطق كثيرة في العالم العربي والإسلامي لغياب الإتحاد السوفيتي والشيوعية إلا أن العالم وخاصة المسلمين والعرب بالتحديد الآن يفتقدون هذه القدم المقطوعة والتي أخلت بتوازنات كثيرة في السياسة العالمية .
بداية علينا ان نتفق ونعلم انه مخطئ كل من يظن أن روسيا الآن هي الإتحاد السوفيتي السابق أو يضعها في نفس ميزان الإتحاد السوفيتي او انها الند للغرب وامريكا لا علاقة لروسيا بالاتحاد السوفيتي السابق سوى إنها كانت الدولة الكبرى للإتحاد السوفيتي فقط هذه هي العلاقة ....أما أي تصور غير ذلك فهو الضحك على الدقون.. الإتحاد السوفيتي إنهار عندما رقص جنوده خلف المطرب الأمريكي مايكل جاكسون فكان ذلك بداية عهد جديد .. ومن يحكمون روسيا الان هم الذين شاركوا في مسرحية تدمير الإتحاد السوفيتي بدآية بمخائيل غرباتشوف ثم يلتسين ثم الاخير فلادمير بوتين .
العالم اليوم يمشي على ساق واحدة ولذلك فهو أعرج في كل شئ على المستوى السياسي تخبطت السياسة العالمية وأصبح من الصعب جدا أن يقرأ الإنسان في نشرة الأحوال السياسية في العالم .. فلم يعد الشرق شرقا ولم يعد الغرب غربا وتداخلت السياسات والأحوال وسادت دنيا السياسة سحابة سوداء غابت أمامها الرؤى وإختلت أمامها الموازين .
نجوم خلف الكواليس ؟؟؟؟
لقد تنبأ كثير من علماء السياسة والاقتصاد في الغرب بأن القرن الحادي والعشرين سيكون الأكثر وحشية ودموية وسيشهد العالم إنهيارا مروعا وفظيعا والآن نحن نعيش بداية هذا الإنهيار خاصة الإقتصادي ... فمنذ موت الإتحاد السوفيتي المفاجئ وإنهياره الذي كان برواية جيدة النص والإخراج والتنفيذ وإستطاع كاتبها إقناع العالم بأن الإتحاد السوفيتي كان بالفعل يحمل بدواخله من التناقضات والمشاكل مما يجعله ينفجر من الداخل وكان في ذلك الوقت دولا كثيرة أقرب الى الانهيار من الاتحاد السوفيتي وكانت تعاني من الفساد والديون فلم تنهار في دقائق كما انهار الاتحاد السوفيتي ... فكان من الصعب أن يتصور أحدا أن هناك أي أسباب أخرى وراء هذا السيناريو الدقيق ولا أحد يعلم بأن للمسرحية أبطالا على خشبة المسرح وآخرون يتواجدون خلف الكواليس فهؤلاء هم الأبطال الحقيقيون وهم من صوروا وصاغوا لنا هذا السيناريو كما صوروا للعالم العربي والإسلامي ان هذا الأحمر المخيف سيبتلعكم وهو بعدمه سيكون العالم أكثر إستقرارا وبكل سذاجة صدقوا فقاتلوا في كل مكان وجيشوا له الجيوش ودعوا عليه في المساجد والمدارس حتى أصبح لا تخلو خطبة أو ندوة إلا تم ربط إنتهاء الإتحاد السوفيتي والشيوعية في خاتمتها ... وبعد مرور الأيام إكتشف العرب خاصة والمسلمين عامة أخيرا كعادتهم لا يكتشفون إلا متأخرا على أنهم كانوا مغيبون عن الحقيقة وأنهم أكثر المتضررين من غياب الإتحاد السوفيتي وعرفوا المسرحية ..
وسيبقى غياب الإتحاد السوفيتي سرا غامضا ربما كانت له مبرراته الموضوعية ولكنها ليست كافية أبدا لإسقاط دولة عظمى. والذي رأيناه على خشبة المسرح كان فقط جزءا من الحقيقة والباقي كان يدور خلف الكواليس .
تصريحات ويلي كلايس المشبوهة ؟؟؟؟
ولقد جاءت تصريحات ويلي كلايس ( Willy Claes ) سكرتير حلف الأطلنطي في عامي 1994 الى 1995 التي أعلن فيها وبصراحة أن الحرب القادمة ستكون مع الإسلام وأنه العدو الأساسي للعالم الغربي بعد إنتهاء الشيوعية والحرب الباردة .. ...وكانت هذه التصريحات بعد تدمير الإتحاد السوفيتي مباشرة .... وكان صريحا كلايس في تصريحاته على حسب ما إطلعنا على كل خطبه وخطاباته وكان يؤكد إن هذه الحرب لا تدخل في صراع الأفكار أو العقائد ولكنه يلوح إنها ستكون مواجهة عسكرية .. وكانت بإفتعال المعارك وايضا للمؤسسات العسكرية الغربية اليد الطولى في إفتعال المعارك فلابد من شبح تخيف به الناس إن لم يكن الشبح هو الشيوعية فليكن الإسلام . وإن هذه الدعوة المجنونة كانت تحمل في جوانبها نوايا كثيرة سئية .
وقد أطلق الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون هذه الصيحة في كتابه ( الفرصة السانحة) هذا الكتاب أتمنى أن يطلع عليه الجميع لما يحمله من افكار تجعلك في حيرة من هذه الأمة التي لا تتعلم ولا تقرأ المستقبل ..
إن الغرب يدرك بأن العالم الإسلامي لا يستطيع أن يدخل في مواجهات ساخنة مع الغرب لأن الفارق الحضاري والإقتصادي خطيرا للغاية .. وإذا كانت الشيوعية قد وقفت يوما ضد الغرب فلأن الاتحاد السوفيتي كقوة وإمكانيات يستطيع أن يقف أمام الغرب ولكن العالم الإسلامي في ظروفه الحالية غير قادر على أي مواجهة بحكم أوضاعه السياسية والإقتصادية وايضا الإنسانية .
وبدأت السياسة الغربية تتعامل بعشرات الوجوه وعشرات الأقنعة المزيفة ومازالت .. فكانت البداية بحرب العراق والتي افتعلوا لها المشاكل وكان الشبح الذي أخيف به الناس أسلحة الدمار الشامل وكانوا يعلمون تماما لا وجود لهذه الأسلحة في العراق .... وكان العراق أول ضحايا الساق الواحدة بعد تدمير الإتحاد السوفيتي وفي نفس السنة التي تم فيها موت الاتحاد السوفيتي بالسكتة القلبية تم غزو وإحتلال العراق دمروا جيشه اولا لتسهيل مهمة تدمير الدولة وقتل كل علمائيه وجعلوها دولة فاشلة بعد ان كانت من أعظم دول المنطقة وذلك ارضاءا لاسرائيل وأشعلوا الحرب الطائيفية كأخطر أنواع الحروب والتي لن تستقيم معها دولة حضارية متقدمة وستكون في حال حرب وطحن الى يوم يبعثون ولذلك سيكون آخر السيناريوهات هو تقسيم العراق طائفيا... وهذا الذي سعوا إلى تحقيقه وسيكون ذلك والأيام بيننا .
حال المسلمين قبل وبعد الاتحاد السوفيتي ؟؟؟؟
لو نظرنا لحال المسلمين اليوم وبالامس لوجدنا ان النظام الشيوعي السابق لم يفعل في المسلمين طوال 70 عاما مافعله فيهم النظام العالمي الجديد ولم يسمح ان يفعلوا فيهم ذلك ولهذا سعى الغرب الى إنتهاء الإتحاد السوفيتي لكي ينفرد بفريسته المسلمون والمستضعفون والذي أطلق أيادي الجميع وأعطاها الحق في ذبح الضحية دون إستئذان من أحد
إن دولة الإتحاد السوفيتي السابق بكل ممارساتها وبكل أشكال العنف التي إتبعتها لم تقتل المسلمين بهذه الصورة ربما أغلقت مساجدهم ومنعت صلاتهم .. وسجنت الدعاة منهم .. ولكنه لم يرتكب يوما هذه المذابح .. ولم يسمح لأحد كان من كان أن يرتكبها في حق البشرية كما فعل الغرب وروسيا الآن .....إن تيتو رئيس يوغسلافيا السابق لم يفعل في المسلمين في البوسنة كما فعلت روسيا .... ولم يرتكب ستالين مذابح في الشيشان كما فعل يلستين وجيوشه ... ولقد إستمرأ الدب الروسي بوتين سفك دماء المسلمين وقطع ألاف الأميال ليرتكب مذابح في سوريا وفي صمت العالم بل بدعم كامل من الغرب فلماذا تم عقاب روسيا بدخولها وتدخلها في أوكرانيا فهذا يعني ان أمريكا والغرب اجازوا ضمنيا الإعتداء والدمار الذي تقوم به روسيا في سوريا وبذلك تضرب شعارات حقوق الإنسان والعدالة والمساواة وكل هذه الألفاظ التي سمعنا بها وقرأناها زمنا طويلا .. وعندما بدأ الرأي العام العالمي يشعر بخطورة مايدور في سوريا من مجازر وتدمير بدأ الغرب وأمريكا التحرك لكن في اتجاه آخر تماما وهو تحذير لروسيا بالمأساة والتي سوف تحل بسكان حلب وعليه يجب خروج المسلحين منها وفتح ممرات لهم !!! طيب إذا خرجوا وسمح لهم بذلك إلى أين يخرجون ؟؟؟ فهذا إستهلاك للوقت لكي تتم مهمة الإبادة
كانت الشيوعية أرحم بكتير من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمتاجرين بإسم النظام العالمي الجديد .. إن ماحدث في العراق وماحدث في البوسنة سابقا والشيشان والصومال وليبيا وسوريا اليوم سوف يظل وصمة عار في وجه النظام العالمي الجديد ومنظمة الأمم المتحدة التي كانما إتحدت لإبادة المسلمين أمام مؤامرات الصمت المخيفة التي إلتزم بها الجميع .. ولقد إعتبرت أمريكا إن مايحدث في سوريا مشكلة داخلية ولقد أطلقت يد الجميع لإبادة الشعب السوري بما فيهم روسيا ونظام الأسد الذي إستخدم كل الأسلحة المحرمة دوليا في إبادة الشعب السوري وتجاوز كل الخطوط الحمر ولا نسمع لهم حتى إدانة واحدة وكانت الإدانة تنصب كلها على الثوار ولم يدينوا تدخل المليشيات العراقية أو المليشيات اللبنانية أو جيش القدس أو الجيش الإيراني وهذا من ضمن السيناريوهات الموضوعة لأنها تريدها أن تكون حربا طائفية لكي لا تنطفئ نارها وتستمر السرقة للثروات وستكون حربا عقائديه طويلة الامد حتى لو توقفت الحرب ستكون ثأريه لاحقا
فإن القضية ليست مشكلة سياسية فوضحت تماما إنها مشكلة إقتصادية خالص ودينية ... وكل الذي يحدث الآن إنما هو حلول مؤقتة لكارثة إنهيار العالم ..
إرادة الشعوب أقوى من قوة السلاح ؟؟؟
ولكن هناك دروسا مستفادة من هذه الحروب حتى لو كانت جيوش دولة عظمى فمثلا إذا كانت قوة السلاح رهيبة فإن إرادة الإنسان أقوى خاصة إذا كان يدافع عن أرض وعقيدة وإن قضية الإيمان جانب لا يدرك أبعاده إلا أصحاب العقول والضمائر .. وما حدث في العراق وسوريا وافغانستان الشيشان وفيتنام يجعلنا نؤكد أن الإيمان أكبر من كل شئ مثالا لقد إندفعت قوات روسيا وإقتحمت دولة الشيشان ووقف الغرب متفرجا وأعلنت بأن هذه القوات تواجه مشكلة داخلية ولا علاقة لدول العالم أو الأمم المتحده بذلك ... ومات في هذه الحرب يقارب ستين ألف شخص بينهم 42 ألف مدني ورغم إندفاع عشرات الألاف للجنود الروس وحتى توقفت الحرب لم يستطع الرئيس الروسي يلستين أن يقف أمام شاشات التلفزيون والصحف ويقول إن مهمة جيشه إنتهت وإنه إنتصر ولا يستطيع أن يقول الحملة الروسية حققت أهدافها ... والتاريخ عاد نفسه اندفع الرئيس الروسي بوتين بكل اسلحته المتطورة وتدخل في سوريا وتوقع ان تنتهي المهمة خلال ايام وكما توقع الغرب وامريكا لذلك غضو الطرف عن جرائم الروس في حق الشعب السوري ورغم مرور شهور على القتل والتدمير لم يستطع بوتين ان يقف امام شاشات التلفزيونات ويقول بأن مهمة قواته في سوريا إنتهت وإنها حققت أهدافها ولم يستطع أن يقول الرئيس الامريكي حين سحب قواته من العراق وأفغانستان بأن هذه القوات إنتصرت وحققت أهدافها .. لأنهم بإختصار لم ينتصروا بل دمروا وقتلوا وسرقوا وأطلقوا أيادي المجرمين واللصوص تقتل وتسرق وتغتصب فهذه هي الحرب القذرة إفتقدت الضمير والفروسية وروح الحروب النبيلة لأنها إعتداء صارخ على إرادة شعب بسيط ... وإنه ليس إنتصار وعندما صمت الغرب في حرب الشيشان وحرب سوريا لقد تصوروا أن هذه القوات سوف تنهي مهمتها المقدسة في إبادة المسلمين خلال ساعات قليلة وسكت الإعلام الغربي عن كل التجاوزات والمذابح التي مارستها هذه القوات ضد المسلمين في العراق وليبيا وسوريا وكان الغرب على إستعداد لأن يتقاضى عن كل شئ من أجل إنجاح هذه المهمة .. ولقد إنهزمت هذه الجيوش في هذه المعركة وكانت درس كبير للجميع .... وهذا الدرس غير مفاهيم كثيرة من الغرب لأن جبروت القوة أحيانا يجعل الإنسان يخطئ في كل حساباته...
فهل الاسلام فعلا هو سبب الإرهاب ؟ وعلى من تقع مسئولية ظهور ظاهرة الإرهاب ؟
أمام غياب القيم الدينية والإنسانية الرفيعة في العالم إحتارت هذه الأجيال التي وقعت فريسة للنهم المادي في كل شئ طعاما ومالا وجنسا ... وكان النقيض لذلك كله هو محاولة البحث عن طريق فعادت مجموعات كثيرة للتدين كملجأ لها من طوفان المادة لذلك ظهرت موجات التطرف الديني في أوروبا بين مجموعات كبيرة من الشباب تحت لواء المسيحية أو اليهودية أو الإسلاميه ...
اما الجانب الآخر الأهم هو أمام القهر السياسي في الدول النامية وأمام الظروف الإقتصادية الصعبة كان التطرف الإسلامي ورغم هذه الظواهر في جوهرها تبدو فردية إلا أن هناك ظروفا عالمية ساعدت عليها وهذا الذي اريد الوصول إليه
حينما يقف العالم موقفا سلبيا من كثير من قضايا الانسان بغض النظر عن العقيدة او الدين لان الارهاب ليس له دين معين فهو سلعة عالمية لا تخلو منها اسواق الدنيا كلها وانها ليست سلعة شرق اوسطيه تأتي الينا تحت ستار الدين لأن في فترة معينة ظهرت عمليات ارهابية في اوروبا وامريكا وحتى اليابان الشعب الوادع نبتت فيه لعنة الارهاب عندما تسربت الغازات السامة في مترو اليابان في مارس 1995 وكانت تقف وراءها جماعات دينيه تضم الاف اليابانيين ....وتهدمت بناية اوكلاهوما في امريكا في ابريل 1995 بعملية ارهابية بالغة الدقة واتضح ان وراءها جماعة سياسية متطرفة تعمل ضد الحكومة الامريكية وهنالك عمليات تتم من فترة لاخرى كاطلاق السلاح في المدارس والجامعات الامريكيه فكلها تعتبر ارهابا..... لذلك المواقف السلبية لبعض قضايا الشعوب هي تشجيع للإرهاب ...والمسلمين عانوا كثيرا من هذه المواقف السلبية ولم يتم علاجها كما باقي الامم بل زاد الغرب من نارها ومنها مثالا في التسعينات تم اضهاد للمسلمين في البوسنة ووقوف الغرب متفرجا امام جرائم الصرب والموت الجماعي واغتصاب النساء هذا دفع مجموعة كبيرة من الشباب المسلم بالذهاب للدفاع عن اخوانهم المسلمين هناك فكانت النواة للارهاب ... وايضا الذي حدث للمسلمين في الشيشان وهذه هي المجموعة التي تم تدريبها جيدا وخاصة في افغانستان وكانت القاعدة التي بدأت ترسل محاربيها الى كل مكان لتثأر للمسلمين الذين يقتلون ويضهدون كما ترى هي وكانت تحظو بامكانيات مادية كبيرة جدا مما ساعدها على الانتشار بسرعة حول العالم وايضا الصراع العربي الاسرائيلي واضهاد الفلسطينيين من قبل اليهود ثم الذي حدث بعد احتلال العراق وفيه اختلف الامر تماما حيث اراد المحتل الامريكي ان يضرب الشعب ببعضه وباقل خسارة في جنوده فجعلها حربا طائفية وتقاتل الشيعة والسنة وتركوا المحتل يسرق وينهب خيرات البلد وبما أن الشئ بالشئ يذكر لقد استمرت الحرب الايرانية العراقية أكثر من ثمان سنوات فلم يسمع أحد عن شيعة وسنة فكان شيعة العراق الجنود يقاتلون جنبا الى جنب مع السنة الجنود ضد العدو الشيعي الايراني فما الذي حدث؟... وفي سوريا نشطت الجماعات الارهابية وهي مدافعة عن مكون ترى انه ظلم وقتل ظلما بالبراميل المتفجرة وبالكيماوي وتحت سمع وبصر العالم وبدعم من مليشيات شيعية وتدخل ايراني فلا شك ان هذه المواقف السلبية اعطت للعنف والارهاب كما يسمونه مبررات لكي يتصدر الساحة
وأيضا في ظل غياب الإتحاد السوفيتي وانفراد أمريكا بالساحة الدولية كان الكثيرون يتوقعون امام الشعارات الأمريكية البراقة ان تكون امريكا اكثر تفهما لحقوق الشعوب ولكن خاب أملهم وأحبطوا خاصة في تحيزها الواضح والصريح لاسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي ...
كما وقفت أمريكا وأوروبا مواقف غريبة من كثير من القضايا الدولية . وقد أعطى ذلك لجماعات التطرف في مواقع كثيرة وعلى كثير من المستويات أن تمارس دورها بإحساس كامل بشرعية ما تقوم به وتشجيع من المتضررين الذين كانوا الحاضنة الشعبية القوية . ومن هنا بدأت جماعات العنف تكسب مساحات جديدة سواء في مواقعها أو صورتها أمام الرأي العام في أماكن كثيرة خاصة المتضررة .
وساعد على ذلك كله ظروف كثيرة منها الفراغ السياسي والفكري والثقافي في هذه المناطق وكلها ظواهر شجعت على ظهور موجات التطرف وإقتلاعها مساحات كبيرة من الدول ومن عقول الشباب خاصة . لذلك الغرب هو من صنع الارهاب وساعد في وجوده هل بقصد ام عن جهل ولا اظن الاخيرة على الاطلاق لانهم لا يقومون باي عمل من غير دراسة عميقة او من غير هدف والهدف هو الهاء العالم وايجاد المبرر للتدخل والاحتلال .
فالجميع الآن يتساءل متى تظهر قوة جديدة لتعيد التوازن إلى السياسة العالمية التي إختلت مقاييسها وترفع الظلم عن المظلومين .. ربما يحتاج ذلك إلى وقت طويل حتى تظهر هذه القوة القادرة على أن تكون صاحبة دور ومسئولية .. وحتى يحدث ذلك سيظل العالم يسير على قدم واحدة وسوف تزداد خطايا زماننا الكئيب الأعرج
إذا كان البعض قد فرح يوما لرحيل الإتحاد السوفيتي والشيوعية فعلى هؤلاء يذرفون الآن الدموع الغزيرة على تلك الأيام التي كان المسلمون فيها يعيشون في أمن وسلام رغم تسلط النظم الشيوعية بكل ألوان البطش فيها
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.