السعودية تبغاه حيا وقطر تريده ميتاً ..أم أنه ليس غسان ..! دائما ما يصور الشيطان للقاتل أنه لو قضى على غريمه سيكتب له الدوام من بعده فيدفعه ذلك الوهم الى الجرم الذي يعقبه الندم و تذوق مرارة القصاص.. فلو صبر القاتل لمات المقتول بقبضة قدره عند يومه المسطر في صحيفة الأزل ..مثلما يتوهم اللص أو المفسد أنه إذا ما أمتلك المسروق فسيهنأ به بقية حياته..دون أن يفكر من فرط نرجسيته أنه قد جعل غيره تعيسا يدعو عليه بدعوة لن تخيب إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة من ينصف المظلوم من ظالمه ! ألان هل منا من يتمنى أن يكون في موضع طه ذلك اللص البائع لكل قيم الإنسانية ظنا منه أنه طالما وجد رئيسا فاقد الوعي فستكون الدنيا شمسا بن يديه قد يكون الرجل طريداً في هذه اللحظة يلتفت يمنة ويساراً إن كان قد غادرفعلا ولن يجد لحظة سعادة يتدفأ فيها بكل المال الذي نهبه بخبث لا علاقة له بالذكاء .. ولن تحميه من الموت على سريره أومغدورا به كل أسوار عقاراته الفخمة ولا حراسة الذين غرروا به ! أما إذا كان محتجزاً في محابس شركائه بعد أن ضحك عليهم ملء شدقيه ثم بكى أخيراً..فإنه دون شك يتمنى أن يعودالى وظيفته الأولى كممرض يرجع الى منزله حاملا كيس الخبز ويعافر في زحمة المواصلات ليرتاح قرير العين على أريكة منزله المتواضع بعد لقمة هنية مع أسرته ! ولعل الحاقدون عليه والذين رموا به في مصيدة أفعاله بنبال خوفهم منه هم الآن أكثر ورطة منه ..فالرئيس الذي باع بواسطته سيادة الوطن ودماء أبنائه بات في هذا الموقف الحرج مثل الطباخ الذي أوكل طبخته لمساعده غير الماهر فاصابت سيده العجوز بالتسمم و قد طفق يستدعيه ويمطره تقريعاً وتهزيئاً ...بينما عينه على مودة صاحبة الدار الشابة التي تهيم ولعاً بخاينته لمن وثق فيه و ضمه الى أسرته ! طه عثمان وإن بدأ لذاته ذكياً في غفلة الأغبياء وعلى راسهم رئيس البلاد فهوالآن وفي شبحته بين السعودية التي تبغاه حياً و قطر التي تريده ميتا قد يكون رافعا يديه الآثمتين في حق السودان وليس نظامه الأسواء عنه .. راجيا أن تهل عليه ليلة القدرليطلب من المولي أن يعيده إنساناً بسيطاً الى مرحلة مسماه القديم .. ( طه الدلاهة ) كما كان يحلو لأصحابه المقربين مناداته .. لآنه بلا ريب قدأدرك عاقبة الطموح باللعب بين الكبار والذي يرفع صاحبه صعوداً الى الهاوية السحيقة ..مثل التي يراوح فيها الآن غارقاً في وحل ماساته التي سطرها بريشة فهمه الخاطي لنفسه الأمارة بالسوء وغمسها في دواة غروره بمقدراته التي تحطمت على صخرة إندفاعه الأعمي نحو تحقيق أحلامه الفضفاضة التي تعثر في ثيابها وسقط على وجهه ! فهو إن قتل مثل غسان .. فلن يصبح شهيداً وقد صفاه الخائفون من بقائه حياً.. ! أو حتى عاش متدثراً بكوابيس الهلع في صحوه ومنامه ..فقد أدى دوراً قذرا لن يجعل منه بطلاً لو انه بقي في محبسه ذليلاً داخل الوطن ..أو شريداً منبوذا وقد تبرأ منه ترابه الطاهر ..! نعمة صباحي ..